خاض الفنان فؤاد سالم تجربة قدم خلالها المتعة الفنية في غناء قلَ نظيره بحيث كان عند وقوفه أمام الميكروفون يسمونه صنوبر الشاشة وقد حقق حضورا بجدارة واستحقاق وبدراية تامة.
فؤاد سالم الذي حصلَ على أرقى شهادة يحملها المرء من خلال الصبر والتضحية والحفاظ على قضيتهِ لكن للأسف تم تناسيه.
لنتعرف اكثر على عالم هذا الفنان في هذا الحوار التالي:
الفنان فؤاد سالم كيف وصلتم لهذه المدرسة الراقية؟
أن السنوات التي مضت وتحديداً السبعينات كانت تحمل عصرا فنيا مليئا ببراءة الصدق وما زال له منطق مشع وأستطاع صوتي ان يصل الى قلوب الجماهير ويمثل موقعا ومكانا لا يمحوه الزمن علماً أن فني قد وزعتهُ بثوب معاصر أكثر قرباً والتصاقاً بالذائقة العراقية وعلى هذا الأساس أصبح فني (حُلما يُكحل العيون).
حقاً فنكم يحمل في طياته معاني ودلالات سفرك الأبداعي الذي تنوعت عطاءته الى الحد الذي يجعلكم سيد الغناء الحنين والحزين. لقد كانت بدايتك الحقيقة في ذيوع صيتك وأسمك المقتدر الذي عُرف من قبل شعب العراق كيف تشعرالآن بما قدمتم من فن وغناء الى شعب العراق والخليج؟
كنتُ أجد بنفسي وأنا حاملاً قناعاتي بمعان جميلة وجليلة القيم بعد تجربة طويلة مع الغناء قدمتُ به أروع ما حملت الحناجر من طرب في تأريخ الفن بالعراق وكان التأثر والبقاء للمتلقي لحد يومنا هذا.
فنكم تُذكر بهِ الألفاظ الجميلة التي أستحوذت على مسامع وقلوب الجمهور العراقي والخليجي وشكلهُ أيجابي يبشر ببناء أغنية عراقية أصيلة ورصينة يحف بها نُبل الكلمة وشموخها في الأداء والتعبير بدليل ان اغانيك صارت ترددها الملايين وباتت مفخرة فن لأنك شققت طريقك بصعوبة باهظة الثمن من منفى واغتراب داما أكثر من 40 عاما وضح لي كيف وصلتم لهذا الموقف المؤلم وكيف عايشته بفنك؟
باختصار أن فني الذي قدمته يحمل مذاقاً خاصاً تغنى وتغذى به الحب والجمال الحزين والحنين
فالح حسن بريج هو أسمكم الحقيقي أليس كذلك؟
نعم حقا هذا أسمي الحقيقي.
كيف تصف العُمر في الغربة؟
الغربة هي الأمر الأشد ايلاما وايجاعا وتأثيرا في الأنسان.
كيف تحملت فترة أكثر من أربعة عقود وأنت بعيد عن وطنك وناسك ومحبيك؟
ما يدفعك على المر غير الأمرّ منه. لقد تركت العراق بسبب الحاكم الذي عامل العراقيين بالقمع والتعسف وحرمهم الحرية وكبّل الأنفاس وحول شعب العراق الى كرة قدم تتقاذفها الحكومات والشعوب. علماً ان جُل هذه الأمور أصبحت نسياً منسيا وقد عاصرت في حياتي الويلات والمآسي بسبب الملاحقات والبُعد عن الوطن لكن رغم كل ذلك كان صوتي ينشد لحرية الأنسان وحقوقه الطبعية وكان صوتاً مسانداً لحقوق شعب العراق المغلوب على أمره لينال الحرية وبات دوري الفني عزيمته على الأصرار للنضال وأصبح يتماشى مع هموم وتطلعات الأنسان العراقي وأصبحت صديق مشوار العُمر لشعب العراق المنفي والمشرد.