في التاسع من ايلول 2012 اقامت المنظمات الثقافية اللبنانية احتفالية تكريم للصديق الدكتور صاحب ذهب , صاحب الصالون الأدبي في كاليفورنيا وفي ديترويت , بمناسبة صدور كتابه الجديد " من اعماق الذاكرة " . وقد الح علي د . صاحب للحضور والمشاركة , رغم اعتذاري , بسبب ظروفي الصحية والعائلية الصعبة . وكانت هذه القصيدة
تساميتَ اخلاقاً , وابدعتَ كاتبا
ووفيتَ عرفاناً وأخلصتَ صاحبا
حفظتَ لأهلِ العلمِ والحرفِ قدرَهم
وأكرمتَ احياءً وانصفتَ غائبا
وميَّزتَ بين المدعينَ ثقافةً
وبين الذي يهوى الحقيقةَ راغبا
وبين الذي يستغفرُ اللهَ صادقاً
وبين دعيٍّ يذكرُ اللهَ كاذبا
تراهُ بتسيطرِ الحكاياتِ فارساً
وحينَ يجدُّ الجدُ تلقاهُ هاربا
***
سلاماً أبا محمود , يا خيرَ مكسبٍ
فغربتُنا الشوهاءُ شحتْ مكاسبا
ويابسمةً سمحاءَ قلَ نظيرُها
مهذبةَالأيحاءِ تجلو المتاعبا
عراقيةَ التاريخِ , فواحةَ الشذى
سحابةُ عطرٍ تستزيدُ سحائبا
لها من طباعِ النخلِ حلوُ مذاقِها
وقامتُها الفرعاءُ تعلو مراتبا
ومن كرمِ النهرينِ دفقُ عطائها
يفيضُ فيروي الضفتينِ مداعبا
***
سلاماً أبا محمود شكوى أبثُها
ولستُ جزوعاً في الهوى أو معاتبا
ولكنَّ حبي للعراقِ يشدُني
ويُرجعُ لي أيامَ ما كنتُ طالبا
ومازلتُ , والسبعونَ لمَّتْ شتاتَها
لترحلَ , من اجلِ العراقِ محاربا
أرى دمعةَ النهرين سالتْ لعلَها
تضيفُ لأمواجِ الفراتِ مساربا
ودجلةَ غضتْ ناظريها خجولةً
وصارتْ بساتينُ النخيلِ محاطبا
بُلينا بجيرانٍ, ألا ليتَ بيننا
وبينهمو , سوراً من النارِ لاهبا
ذئابٌ تعاووا يستفزونَ صبرَنا
وقد كشروا أنيابَهم والمخالبا
وحتى ابنُ آوى وهو صعلوكُ قومِهِ
تنمرَ إذ ظنَ السباعَ أرانبا
يدورون حول الدار , يبغونَ هدمَها
وقد شحذوا أحقادَهم والقواضبا
وفي البيتِ أذنابٌ لهم يُرقصونها
بنقرةِ دفٍ , إنْ ارادوا مطالبا
وشجعهم إن النواطيرَ أمسكوا
ببعضٍ , وراحوا يحسبون المناصبا
فلا البيتُ مأموناً ولا النصحُ نافعاً
وصارَ " الدعاةُ المصلحونَ " ثعالبا
***
أخا الضادِ عذراً إنْ تماديتُ شاكياً
فقد فاضَ همي بعدَ ما كان راسبا
لقد بلغ السيلُ الزُبا إذ تلاطمتْ
سمومُ أفاعٍ تستثيرُ عقاربا
أرى وطني يغلي وقد عيل صبرُهُ
وويلٌ لمن لا يتقي الشعبَ غاضبا
لقد ضاعَ خيطُ الشمسِ في عُتمةِ الدُجى
وكان حريَاً ان ينيرَ كواكبا
***
اخي سيدَ الأخلاقِ والنُبلِ والتُقى
أحييكَ أستاذاً , أحييكَ "صاحبا "