خمسة عقود من الإغتراب عن الوطن والعيش في المهجر لم تستطع أن تفصل سناء عبد الجبار عن جذورها العراقية العميقة ومفرداتها الحميمة ورموزها الرافدينية الأصيلة.وفي لحظة من التحدي والمنافسة قررت في السنوات الأخيرة أن تمارس التشكيل فأبتاعت ألوانا وفرشا لتتخذ بكل بساطة من مطبخ المنزل مرسما لها . تداعت أول ما تداعت إلى خيالها الفني والإبداعي النخلة وسعفاتها وأمواج دجلة وبغداد وشمس الغروب والمنائر والأقواس والشناشيل والباب الشرقي ونصب الحرية وعيون أخواتها العراقيات المليئة بالشجن والأمل والجمال وإنحناءات أجسادهن ورشاقة أياديهن في ممارسة الحياة أو في إمتدادها من خلل العباءة إلى السماء الزرقاء.
بمثل هذه الذخيرة من المفردات الحية والألوان وبمثل هذا الخزين الجمالي بدأت الفنانة سناء عبد الجبار ترفد وتغذي فرشاتها وتوصل أفكارها ومشاعرها إلى سطح لوحاتها لتمنحها العمق ودفء الإبداع . ورغم بدايتها العفوية والمتواضعة لفتت أعمالها التشكيلية إنتباه الإعلام الفني في مدينتها فأجرت معها إحدى القنوات التلفزيونية الأمريكية لقاءً نقدم فيما يلي ترجمة له ويستطيع القاريء الكريم أيضا مشاهدة الفيديو الخاص باللقاء مباشرة باللغة الإنكليزية عبر الرابط الأول أسفل المقالة إضافة إلى سلايدات لبعض لوحات الفنانة في الرابط الثاني.
فنانة تمارس أقصى الحياة عبر الإمتلاء بعيش اللحظة
تقديم:الين هيوستن
قبل دخول المرضى بوقت لرؤية الدكتورة إنغريد بيرموديز الإختصاصية بطب الأسرة في مدينة ميكانيكفيلا فأن اللوحات المعلقة على جدران قاعة الإستقبال قد تمنحهم شعورا مسبقا بالراحة.
هذه اللوحات تجعل المرضى يتبادلون الحديث ويشعرون بشكل أفضل.
وتتخذ الفنانة التشكيلية سناء عبد الجبار من مطبخها ستوديو للرسم.
وقد بدأ كل شيء كمنافسة بينها وبين شقيقها ، وهو فنان بارع ، حين طالبها بإستعادة بعض لوحاته .
تقول:
- بعد ثلاث سنوات من إعارتها لي أراد إسترجاعها فأقسمت إني سوف لن أكون بحاجة إلى لوحاته أو لوحات أي شخص آخر لتزيين بيتي.
وعند الحديث عن اللوحات فإن أشياء عديدة تستلهمها:
- صورة قد تخطر في الذهن من تعبير ما أو عمل.
وقد يكون حماسها لقبول التحديات الإبداعية متأتٍ من المكان الذي ترعرعت فيه - بغداد ، العراق .. والذي تخضع فيه حياة النساء إلى الإنضباط الشديد ومنه إضطرت أسرتها إلى الفرار.
تقول:
عام ١٩٦٣ حدث إنقلاب عسكري عنيف جدا وكنا على الجانب الآخر من الإنقلاب وحصل أن سُجن والدي على الفور.
لقد تم إعتقال والدها الفيزيائي والذي كان رئيسا لجامعة بغداد* عند الإطاحة بالحكومة ، وبعد سنة أُفرج عنه.
- لقد حصل على عروض من أماكن عديدة لكنه أختار أن يأتي إلى الولايات المتحدة لأنه درس فيها وتخرج من معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا.
اليوم ، تعيش مشبعة بكل لحظة وترفض عدم تقبل التحديات الإبداعية كونها تبدو صعبة.
- أعتقد أن هذا أكثر من إكتشاف ، وأنا أفعل ذلك.
عما قريب سوف ترفع لوحاتها من عيادة الدكتورة وهي تتقبّل عرضها في أماكن أخرى سوى أنها ترفض بيعها.
........................
الرابط الأول لمشاهدة اللقاء التلفزيوني:
http://wnyt.com/article/stories/S2378106.shtml?cat=11883
الرابط الثاني لمشاهدة بعض لوحات الفنانة:
http://www.flickr.com/photos/30371357@N02/sets/72157628183543897/show/
*هو العالم العراقي المعروف المرحوم الدكتور عبد الجبار عبد الله