عقد في يومي 27 و28 في بغداد مهرجان ثقافي اقامته لجنة المصالحة الوطنية في رئاسة الوزراء تحت شعار" المثقف والمصالحة الوطنية"، حضر المهرجان دولة رئيس الوزراء الاستاذ نوري المالكي، وجمع كبير من مثقفي العراق من جميع المحافظات العراقية، كما ألقى الدكتور عامر الخزاعي كلمة في بداية المهرجان أكد فيها ضرورة ان يتفهم السياسي دور المثقف،كما حضر إلى جانب حشد من المثقفين وفدٌ من المثقفين الكرد، وجمعٌ غفيرٌ من الفنانين والمعنيين بالعملية السياسية. وهدف المهرجان يتحدد بشعاره، هو تحديد أوليات المهام المرحلية التي ارتأت اللجنة التحضيرية أن تدور حولها بحوث وفعاليات المهرجان،وأولها تقريب وجهات النظر بين المثقف والسياسي عبر مفهوم ان يكون المثقف سياسيا والسياسي مثقفا،لا أن يتعالى السياسي على المثقف ويصدر فرمان القمع والحرمان ومضايقة حرية الادباء والفنانين، ولا أن يبتعد المثقف عن مشكلات بلده دون إبداء الرأي، ومن مهام المهرجان أيضا هو أن يكون المثقف واعيا لما يدور، في، وحول العراق، وما يحوكه المتآمرون على العراق وألّا يقف المثقف متفرجاً على تردي الثقافة وتراجعها، وأن يكون موقفه إيجابيا بما يخدم القضاء على الارهاب والمحاصصة، ولو ان مثل هذه القضايا المشتبكة مع قضايا الامن، من الصعب ان تعالجها قصيدة أو مقالة أو محاضرة،أن ما يسهم المثقف به لا يحسب لأية جهة سياسية بقدر ما يحسب لمواطنته وشرف أداته وموقفه،ومن هنا علينا بوصفنا مثقفين ان نشارك في طرح الحلول ومعالجة المشكلات بطريقة الحضور الفاعل وليس الحضور الخجل فلا احدٌ يستطيع- كمثقف- أن يزاودني على وطني، ولن أقبل من اية جهة أن تجيّر فعلي وثقافتي وموقفي لصالحها، فـ "أنا" المثقف عالية النبرة ،وهي الأنا العراقية الوطنية المشبعة بتاريخ الحضارات والمواقف،والتي يقع عليها عبء تنوير الشعب عبر الكتابة والمشاركة، أما البقاء متفرجا أو معترضا دون رأي على بلد يمرّ بأزمات ومحن، سيكون موقفا سلبيا ليس من خصائص ولا من تاريخ المثقف العراقي،وشخصيا وانا أسهم في مشروع وطني اوسع من المهرجان هذا، وقد ابتدأت به في الملتقى الثقافي بين الثقافتين العربية – الكردية،سيكون لزاما علينا الاستمرار بما يغذي الوحدة الوطنية، هذا المهرجان هو الحلقة الأولى في سلسلة مهرجانات اصبحت شؤون المصالحة الوطنية ملزمة أخلاقيا وعمليا في تطوير آلياتها، وإذا كان ثمة إخفاقٌ أو قصورٌ هنا أو هناك، فحجم النجاح يغطي على النواقص،آمل ان يستمر هذا اللقاء بين السياسيين والمثقفين، وآمل أن تنفتح أكثر من مائدة حوار، ومن الطبيعي أن يحدث اختلاف ما في وجهات النظر ولكن، ولكن ما دام العراق يمرّ بمرحلة تحول عصيبة،سيسمع السياسي صوت المثقف بالضرورة..
نقوم بارسال نشرة بريدية اخبارية اسبوعية الى بريدكم الالكتروني ،
يسرنا اشتراككم بالنشرة البريدية المنوعة. سوف تطلعون على احدث
المستجدات في الموقع ولن يفوتكم أي شيئ