الانتقال الى مكتبة الفيديو
 
مثقفون وأكاديميون..اشاعة التقاليد القرائية أهـــــــم العـــوامـــل في التنميـــة البشريــــة
الإثنين 08-10-2012
 
قاسم موزان

أكد عدد من المثقفين والأكاديميين أن استنبات وعي قرائي ورسم خطوطه لا يتم الا بتوافر مناخ يتمتع باستقرار سياسي واقتصادي ونفسي وتخليص الذات من الترسبات الماضوية  وجعل الواقع المعاش مطلبا لاستدعاء المستقبل وتفضيله على فرض أنه الواقع الأمثل في تكوين تلك الخارطة الادراكية العراقية والقراءة ستكون نوعا من البنية التعليمية، غايتها السيطرة على الابجدية وادامة مؤسسة التعليم والحوار الاجتماعي  جاء هذا وغيره في سياق الحديث بشأن سؤال ملحق ديمقراطية ومجتمع مدني ( هل نحن شعب يقرأ وما هي عوامل تنمية تقاليده الثقافية

والقرائية)؟

حث الشباب

قال  مدير اعداد المعلمين أ.م. د عبدالزهرة عباس آل ماجد هناك نسبة من الشعب اعتادت على القراءة وهم قلة قليلة تنحصر في الفئات العمرية من  30سنة فما فوق وهذا يعني ضرورة القيام بحملة توعية ثقافية شاملة لأرشاد وحث الشباب على القراءة لأثراء ملكتهم الفكرية وهي عملية مهمة دون شك في بناء الأنسان العراقي ليكون قادرا على التمييز بين ماهو  أيجابي وسلبي وأن يثقف ضد الاخير للحفاظ على روحية البنية الأجتماعية والاستمرار في بناء ثقافته ومغذياتها على كافةالاصعدة الفكرية المجتمعية والدينية والعلمية والأسرية والشبابية وشدد آل ماجد على أهمية تبني المؤسسات الحكومية لحملة التوعية ورفدها بالأصدارات الحديثة وأقامة المنتديات الثقافية التي تحث على الحوارات الفكرية.                                      

حزمة من الكوارث

وعلى سياق متصل بين الكاتب والباحث د. كاظم عباس تايه القريشي، بأن القراءة الخارجية والأكاديمية تشكل احد معايير قياس تطور المجتمعات البشرية لأن الوظيفة الاجتماعية / الفردية تعكس المستوى الذي وصل اليه الشعب وبالتالي توضح ماهية النظام السائد وحجم المؤسسات التربوية ومدى الرفاهية وارتفاع درجات التدرج العلمي وتابع القريشي، شعبنا تعرض لحزمة من الكوارث السياسية والاجتماعية والأنسانية ما دفعته لهجرة القراءة حيث ضربت الأزمات عمق النسيج المجتمعي  وانشغل الفرد بالعمل لتوفير العيش لأسرته وخلت المكتبات من روادها وقرائها.

أما عن تنمية تقاليد للقراءة قال: يمكن لمنظمات المجتمع المدني الأخذ بزمام المبادءة لتهيئة الاجواء والمحفزات للقراءة الحرة فضلا عن مؤسسات التربية والتعليم والثقافة والفنون بالتالي نستطيع اشاعة روح العلم والمطالعة مع ضرورة انتشار المكتبات على خارطة جغرافية العراق بأنواع المعرفة والابداع الانساني                              

انتاج المعرفة أم استهلاكها

ويرى رئيس قسم الهيئات والمنظمات في دائرة ثقافة وفنون الشباب  في وزارة الشباب والرياضة الناقد د. جبار حسين صبري، المخاضات العسيرة التي أثرت سلبا على جميع أصعدة الحياة جعلت من الشعب يعاني من ترهلات كثيرة جاءت من وحي سياسات وأنماط سلوكيات أسهمت في تفشي الأمية الحضارية بشكل خاص ومن هذه الانماط

* أبقاء الثابت في الذاكرة أصلا لايقبل الزحزحة.

* الدوغمائية صفة ملازمة في صناعة الذات.

* الأشكال الراديكالية هي الموجه لمسارات الأنسان.

* تفضيل الماضي كمعطى حضاري على كل حاضر.

* ربط الأيديولوجيا بالعقائد ما يعني أن الجانب الخاضع للمتغيرات كحاصل في المعاملة يكون رهينا وحبيسا بالجانب الديني الخاضع لاشتراطات الثوابت.

* استهلاك المعرفة، أي أن الآخر معني بالأنتاج والأنا معنية بالاستهلاك.

هذه النقاط وغيرها وظفّت كمبادئ عامة تمثلتها الذات المحلية وأن تمثلها بتلك الأنماط قد جعلها تعيش في غيبوبة الوعي  وإبعاد مجالات التفكير وتعطيل آلة الفكر والإنقياد التام خلف مسلمات ماضوية صرفة بمعنى أننا أصبحنا أمة تفكر بطريقة الحفظ ولاتحفظ بطريقة التفكير، وفي هذه المعادلة صار الأنسان مجرد وجود بايولوجي ِ/ غرائزي يدفع عنه مدارات العقل في التعليل والاستخدام وارتضى في نطاق أمته أن يكون  مستهلكا لامنتجا ولفت  صبري،الى  أن اعادة تشكيل الذات بغية جعلها ذات قارئة ينبغي بدءا ازالة ما علق بها خاصة وأن أساس أو قابلية الرفع قد توافرت من حيث امكانات التغيير الحاصلة في قلب النظام الى نظام ديمقراطي وهذا سيترتب عليه أحداث شرخ بين الوقائع / الآن وبين الذاكرة أي دفع الثابت في الذاكرة عن طريق الحاضر العملي والنظام الجديد يزيح من الذوات ما علق بها من ترسبات بدوية أو ريفية بأتجاه المدينة والتخارج من الراديكالية وجعل الواقع المعاش مطلبا لاستدعاء المستقبل وتفضيل الأخير على فرض أنه الواقع الأمثل في قدومه وفي اختبار مصداق حل مشكلاتنا وفك الارتباط بين الأيديولوجيا والدين وان يكون الحفظ بالتفكير وليس العكس

و اختتم كلامه بالقول، الشرارة الوضاءة التي حملها شبابنا من أجل اعادة ترسيخ القراءة يجب ان تتوافر أساسا على شرارة تعنى بزحزحة الثقافة القبلية المترسبة في غور الذات وأبدالها بثقافة جديدة   من شأنها وضع شعار  (أنا عراقي... انا أقرأ ) في مطاف التجربة والعمل بثقافة تجعل من الشعب لاحقا منتجا لامستهلكا.

دور النشر العراقية

قالت الشاعرة وفاء عبد الرزاق ان العراقي قارئ نهم بطبعه، وفي بيوت  اغلب العراقيين مكتبات تحتوي أثمن الكتب وأرقاها إبداعا.. مازلت أتذكر مكتبة دارنا التي فاض بها الكتاب واتخذ له حيزا جانبيا منها..كان العراقي يستقطع من قوته ثمن الكتاب،، الا أن الوضع الآن مختلف عما عليه سابقا..لابد من تحسين المستوى المعاشي والانفتاح على ثقافة عالمية تطور فكر القارئ وتفتح مداركه ووعيه على ما وصل إليه العلم والتكنولوجيا في خدمة الإنسان.

الاشتغال على الطلبة الذين تركوا مدارسهم من أجل لقمة العيش وأحقيتهم في حياة كريمة كباقي الشعوب التي تحترم الإنسان ودوره الفاعل في المجتمع.

الاشتغال عل ذلك لا يأتي من أفراد فقط، بل من جهات معنية بذلك خاصة التي ترعى الشؤون الثقافية ومعارض الكتاب ودور النشر العراقية فضلاً عن فئة مثقفة من الشعب العراقي تضع على عاتقها نشر الكتاب وبسعر زهيد كي يتسنى للجميع الحصول عليه.

والسعي لعمل ورش قراءة وتثقيفية للطبقات العاملة والفلاحية والكسبة ممن ضاعت عليهم فرصة القراءة.. وجعل معارض الكتاب لا تقتصر على العاصمة فقط والمدن الرئيسة،،

 بل تنتقل تلك المعارض إلى الأرياف والقرى، شرط أن تعرض ما هو مفيد وعيا وتثقيفا ولا تعرض الكتب التي تكرس الطائفية لفئة ما أو التي تشجع على العنف والكراهية...وبسعر مقدور عليه.

وأكدت عبد الرزاق أن دور الطباعة والنشر داخل العراق وخارجه معنية بشكل مباشر بتقديم المنجز العراقي الجميل ولا اقصد هنا أي كتاب مدفوع ثمنه للدار مسبقا غير مهتمة بنوعية الكتاب ومدى تأثيره في وجدان القارئ كي يصبح حافزا له نحو الجمال والبحث عنه أي "الجمال" في كل مناحي

 الحياة..

وأضافت ،ما أراه من هذه الدور التعامل باستعلاء مع المبدع وبالتفكير المادي لا المعنوي ما يجعله يتراجع في نشر كتبه ويبق معزولا عنها وينشر هنا وهناك، قد لا يصل ما ينشره إلى الشارع.. ما نطمح إليه ثقافة شعبية تصل إلى الجميع وفي متناول اليد.

وزارة الثقافة العراقية،، دار الشؤون الثقافية ، دور النشر العراقية،، الشباب المثقف الواعي، المراكز الثقافية غير الحكومية.. الشارع.

واشادت بالعمل الجماعي هو الذي يحمل على عاتقه مشروعا كبيرا كمشروع ( أنا عراقي أنا اقرأ)

الله ما أجمل هذه الحملة.. والجمال والقول وحده لا يكفي.

 غياب الدافعية

أما د. سعد مطر عبود (  علم نفس تربوي) فقد أوضح أن أكثر السمات التي تميز الشخصية العراقية حين كانت تواقة للثقافة ومهتمة بالقراءة في زمن مضى،ويكنى بصفة مثقف أو قارئ من كان متابعا لما يصدر عن دور النشر كون الكتاب يعد وسيلة للتفاخر والتميز وهذا متأت من الاستقرار السياسي والأقتصادي والأجتماعي مع مساهمة المؤسسات التربوية في تنمية قدرات  المتعلمين وحثهم على المتابعة والقراءة وعلى وجه التحديد كان المعلم قارئا نهما متابعا للمعرفة ولمعطياتها الا ان الظروف التي تعرض لها البلد من حروب وأزمات وانهيارات في البنية التحتية وأنعدام الموازين في التعامل مع الواقع والحياة وأنصراف السلطة الغاشمة آنذاك لعسكرة المجتمع وتضييق الخناق على المثقفين وغلق منافذ الحدود أمام المطبوعات والنتاج الفكري والمعرفي أدى الى ضعف الأقبال على المطالعة وتوجه الأنسان العراقي صوب البحث عن رغيف الخبز وشيئا فشيئا أنهارت الدافعية نحو القراءة وأصبحت المطالعة حاجة في مصاف الكماليات وليست ضرورية فضلا عن الضغوطات الحياتية والنفسية التى حالت بين الفرد والثقافة والقراءة.

وأضاف عبود، ثمة حقيقة لايمكن أغفالها أو التغاضي عنها وهي غياب الأنموذج أو القدوة سواء على الصعيد التربوي أو الثقافي مما جعل المواطن يفتقد الرغبة في متابعة ما ينشر أو مايؤلف وما ينتج فكريا وثقافيا وغالبا مايطرح تساؤله، لماذا أقرأ والغاية المتوخاة منها، أذا كانت الأمور تسير من سيئ الى أسؤا ؟ فأنعدام الرؤية وغياب الوضوح أنتجا قطيعة بين القارئ والمقروء وضمور المحفزات أسهمت في ضعف الدافعية باتجاه المطالعة وتساءل ما السبب في ضعف التحصيل الدراسي ولماذا تنتج المؤسسات التعليمية أنصاف متعلمين وتنحصر الأسباب في ضبابية المستقبل بشكل عام وضعف أداء الكادر التعليمي على وجه الخصوص وانحسار المحفزات المحركة للدافعية.

اجترار مقولات التاريخ  

وأشار الكاتب والباحث جمعة عبد مطلك الى تحوير صيغة السؤال الى الجمع اي السؤال عن عادات القراءة عند العراقيين يمكن التخلص من غثاثة قديمة ولكنها مغرية تتعلق باستهلاك بغداد لما تكتبه القاهرة وتطبعه بيروت !. فكل الوقائع العراقية تنفي هذه " التهمة ". والطريف في الامر ان الذين يرددونها دائما لا يقصدونها اولا وقد وقعوا تحت اغرائها البلاغي او الديموغرافي بربط بغداد المعزولة والطرفية بالقاهرة وبيروت اللتين تتنفسن هواء البحار خاصة المتوسط بكل يسر يفتقده " المختنق " العراقي.

البيئة العراقية في النتيجة تنتمي الى محيطها العربي الذي يعاني تدهورا مزمنا في رؤيته للحياة،ان هذه الرؤية هي التي تحدد ان كان فعل القراءة عضويا ينتمي الى حاجة المجتمع الى التجدد او شكلانيا يرتبط بمقولة او باحتفاء شكلي بسيط في احد شوارع العاصمة او بروتوكولات المؤسسات الرسمية وغيرها.  الاسئلة التي يطرحها العقل العراقي بما يخص المصير والمعنى ساذجة وبدائية ليست منتمية الى قلق العقد الاجتماعي وهي تتجه مباشرة نحو تمثلات ما قبل الحداثة ولذلك يتحول فعل القراءة الى نشاط نخبوي وحتى نرجسي ليس مرتبطا بالحاجة الى المعرفة.

يفتقد المجتمع العراقي الى التفاف او تمحور حول قيم العمل وقوانينه. ولكونه مجتمعا ريعيا يهبط هذا المجتمع بنظرته الى الحياة واساسياتها الى بدائية ليست قلقة على المستقبل فهي مستعدة ان تحشد قوى القبيلة والطائفة والسلطة المتغلبة للدفاع عن مصالح غير مشروعة في التو واللحظة.

 وتابع مطلك، المستقبل المنفي في الخارطة الادراكية العراقية لا ينتج قلقا يتوسل القراءة وسيلة ذهبية للاكتشاف وترصينا لمصفوفة " المواطن – الدولة ". في هذه الاجواء من تفسخ المعنى وتهروئه يتمحور المجال الفكري والثقافي اكثر نحو المجاز سدا لفراغات المعنى واستسهالا لعملية " البروتوكول " القرائي والثقافي. ولهذا السبب يعتبر العراق اكبر بيئة منتجة للشعر في العالم وفي التاريخ ايضا. حتى ان اقل الشعراء العراقيين شهرة الذين يتوزعون على مئات المقاهي يضاهي اكثرهم بجودة شعره شعراء عرب مبرزين تصنعهم الماكينة الاعلامية او قلة العدد.

     وبفعل نفس النظرة تزدهر القراءة العراقية في اجواء التنافس الايديولوجي فتعبر عن نفسها بعصاب التسقيط والتبشير. وحتى في الادب والفنون الجميلة فان النشاط القرائي العراقي ينحو بعصاب راكز نحو ادلجة النص.  لا احصاءات في بيئة المعرفة القرائية العراقية تحدد نسب القراءة. لكن التعامل اليومي والمباشر مع الناس يظهر ان العراق قد يكون واحدا من اكثر بيئات العالم تصحرا في عادات القراءة. كما ان اي مؤلف عراقي لا يطبع اكثر من ثلاثة الاف نسخة وهو رقم قياسي قد لا يستطيع توزيع ربع هذا المنتوج.

بعد اتجاه النظام المقبور للحملة الايمانية وتحول الصراع في العراق الى استهلاك مقولات التاريخ والتمحور حولها، داهمت العراق موجة اخرى من اعاصير التخلف والفكر الوثوقي الجاهل الذي لا يرى اساسيات المواطنة او الثقافة بمعناها النقدي كممارسة اجتماعية للوعي المشكل لاقوى اواصر المجتمع والدولة. يعاني العراقيون حتى اليوم من اثار هذا العصف الذي يصنع في اعماق سحيقة من العقل العراقي وبكفاءة قوالب الفرقة الناجية حتى يتغير التاريخ والعلاقة مع الزمن وينتج العراقيون ما يؤهلهم ان يكونوا شعبا مبدعا لا يسهم النفط الا بجزء من ميزانيته ويتحول التعليم الى اولولية وطنية ستراتيجية لن يتحول فعل القراءة الى تقليد راكز وراسخ في بيئة اختصت بصناعة الطواطم وهي تتعايش اليوم مع كل المظاهر الشاذة باصرار غريب.

القراءة  اولا

في ذات السياق أوضح الناقد الأدبي علي حسن الفواز تحمل الاجابة عن سؤال القراءة اكثر من دلالة، خاصة في اطار المفهوم التقليدي والعمومي للشعب القارئ، او الامة القارئة.. فنحن جماعات تقرأ، تقرأ الثقافي والسياسي والاجتماعي، لكن هذه القراءة غير ممنهجة، ومخلوطة بالكثير بالعشوائيات، لذا لم تتحول القراءة الى قوة اجتماعية او ثقافية دافعة وباعثة على مانسميه بالتحولات الثقافية والمعرفية الكبرى،  والدليل على ذلك ان سوق الكتاب الثقافي العراقي زاخر بالكتب والباعة والدكاكين والقراء الذين يبحثون عن وجوه اخرى للكتاب، حتى ان سوق المتنبي وشارعه باتا مؤسستين مهمتين لهما اقتصادهما الثقافي وعلاقاتهما مع مؤسسات ثقافية ودور نشر عربية

 معروفة...

لكن بالمقابل نجد ان هناك قراءات اخرى- مدرسية وشعبية- لا يمكن ادخالها  في سياق المفهوم الثقافي للقراءة، لان القراءة ستكون هنا نوعا من البنية التعليمية غايتها السيطرة على الابجدية وادامة مؤسسة التعليم والحوار الاجتماعي  العام.

وأضاف الفواز،عشوائية القراءة واحدة من مظاهر التردي الثقافي، اذ لايمكن رصد واستبيان محمولات هذه القراءة وتحديد ملامحها، وبالتالي المساهمة في التخطيط لانضاج برامجها ومعرفة حاجة السوق والقراء للكتب التي يمكن طبعها واستيرادها، وهذا الجهد يحتاج طبعا الى مؤسسات وخطط وبرامج والى ميديا اعلانية تعزز الجهد القرائي..

اما الكيفية التي يمكن  الشروع بها لتعزيز تقاليد القراءة ولايجاد تنمية قرائية، فهذا امر خطير، ويحتاج الى جهود وطنية ومدنية كبرى، تتناسب وطبيعة التحولات التي يعيشها العالم المعاصر، وخصوصية البرامج التي يمكن النهوض بها في ايجاد ارضية مناسبة لدفع القراءة الثقافية باتجاه ان تتحول الى عادات اجتماعية وانسانية بدءا من اعادة تأهيل المكتبة المدرسية والنشاط الثقافي المدرسي واختيار المعلمين والمدرسين والمشرفين المناسبين لهذا الغرض، فضلا عن اعادة الثقة بالمكتبات العامة وتنمية جهدها التنظيمي والبرامجي في مجال الكتاب المطبوع او الكتاب الالكتروني، وصولا  للدعوة الى برامج وطنية من خلال الاجهزة الرسمية والاعلامية لتشجيع القراءة، فضلا عن دعم دور النشر المحلية لتيسير طبع الكتاب الثقافي وبيعه باسعار مناسبة، خاصة الكتب التي تعرّف المواطن القارئ بتاريخه الثقافي والاجتماعي    

حضارة موغلة في القدم

وذكر الكاتب والباحث عدنان مهدي الطائي،انطلاقا من المقولة القديمة من أن مصر تكتب وأن لبنان تطبع و العراق يقرأ، أصبحت من الماضي بسبب الثورة المعلوماتية واستخدامات الانترنيت اللامتناهية، جعل الجميع يقرأون ويكتبون ويطبعون على حد سواء، ولكن لنقل لماذا ابتعد الكثير عن القراءة ؟ هل بدأنا نطالع ونقرأ لنكتب ما نحب قوله ؟  الكتابة هي المدخل الرئيسي للقراءة..

  نعم الكتابة ارتقاء، لنمتلك المعلومة والثقافة والمعرفة أو لنشر العلم وحفظ الأفكار والخيالات والأبحاث والحقائق. فنحن شعب امتاز بحضارته الموغلة في القدم وقد أثبتت الوقائع التاريخية أن الكتابة بدأت في العراق منذ أكثر من خمسة آلاف سنة، لذلك ينبغي أن ينصب موضوعنا بالدرجة الأساس على الكتابة لتحفيز الآخرين على القراءة والمطالعة ؛ فالكتابة الجادة والمخلصة عملية تنويرية للحياة والمجتمع ولها الأثر الكبير على سلوك الناس بالرغم من انحسار هواية القراءة في المجتمع العراقي بعد عقود من التخلف والحروب والحصار الذي حطم الحياة العراقية والتي ألقت بظلالها ليومنا هذا وتعثر القارئ بهمومه اليومية من جراء الركود الاقتصادي والبطالة وانتشار العنف بكل أنواعه، ومنها العنف الاقتصادي بسبب دوافع مالية وتجارية.ولابد من تهيئة الأجواء السليمة والتقنيات الفنية التي تساعد على تنمية ثقافة القراءة ليتمكن القارئ من الولوج داخل الحراك الثقافي وحتى السياسي  بحرية  ودون الخوف من الآخر.

 إو نجد في تلافيف أدمغتنا أشياء ومعلومات وأفكارا، نحس من المفجع أن نتركها ثانوية في مكانها من دون تعريف القراء عليها وبها، وانه لمن الخسران أن تمضي وتمضي معك آراؤك وأفكارك إلى الهباء

والموت..

وانك لتهدف إلى تجسير علاقتك مع القراء وتجسيدها.وتساءل الطائي كيف السبيل إذن إلى بناء هذه العلاقة وتشييد جسورها وجعل القراءة ثقافة شعبية مستديمة وناضجة ؟ إنها الكتابة الهادفة والبعيدة عن الاسفاف

 والاستفزاز.

 
   
 



اقـــرأ ايضـــاً
أدباء العراق يستنكرون اقتحام ناديهم الاجتماعي: على القوة المقتحمة تقديم الاعتذار
"جراح القلب معارض لحملة القمع".. من هو مسعود بزشكيان الفائز بانتخابات الرئاسة الإيرانية؟
بعد توقف 10 سنوات.. الجوية العراقية تعلن بدء تسيير رحلات بين بغداد وبكين
راصد جوي يبشر العراقيين بانخفاض في درجات الحرارة ويحذر من الكهرباء
ما علاقة "جماعة القربان"؟.. البصرة تسجل 70 حالة انتحار في 6 أشهر
ستارمر: عملنا عاجل، ونحن نبدأه اليوم!
السويد تتحرك بعد حكم بالإعدام على 3 من مواطنيها في العراق
السوداني: زيارة بارزاني لبغداد مهمة .. بارزاني: سعيد جدا بلقائك
بغداديون يحاربون الصيف بـ"مراوح الماء" ويطالبون الأمانة بانقاذهم
متفجرات تحت جامع النوري الكبير في الموصل تعلق أعمال إعادة إعماره
أميركا تعرض "صياغة جديدة" لمقترح وقف إطلاق النار في غزة
الزميل العزيز موسى مشكور (أبو نضال).. وداعاً
 

نقوم بارسال نشرة بريدية اخبارية اسبوعية الى بريدكم الالكتروني ، يسرنا اشتراككم بالنشرة البريدية المنوعة. سوف تطلعون على احدث المستجدات في الموقع ولن يفوتكم أي شيئ





للمزيد من اﻵراء الحرة