الانتقال الى مكتبة الفيديو
 
سكوت فيتزجيرالد.. عيد ميلاد سعيد
الجمعة 12-10-2012
 
عن صحيفة / لوس أنجلس‎ ‎تايمز‎

وافق 24 أيلول الماضي من ‏هذا العام العيد المئة وستة ‏عشر لميلاد فرانسيس ‏سكوت فيتزجيرالد الذي ‏شهدت مسيرته الروائية ‏والقصصية صعودا وهبوطا ‏حتى العام 1925 حينما ‏تولى نشر روايته " غاتسبي ‏العظيم " في نيويورك، وهي ‏أولى رواياته حازت على ‏شهرة واسعة راح على إثرها ‏النقاد آنذاك يتناولونها ‏بتحليل أهم عناصرها ‏الإبداعية كاللغة وأسلوبها ‏السردي وشخوصها ‏وحبكتها، مؤكدين أن ‏فيتزجيرالد الذي أصدر من ‏قبل رواية واحدة ‏ومجموعتين للقصة القصيرة ‏لم تسترع أعماله هذا ‏الاهتمام مثلما حظيت به هذه ‏الرواية الكبيرة، وأنه لشيء ‏رائع أن يتمكن هذا الكاتب ‏في فترة زمنية قصيرة من ‏تحقيق هذا النجاح وجلب ‏انتباه القراء لأعماله، ‏والرواية بحسب آراء جمهرة ‏كبيرة من النقاد جاءت ‏محكمة التفاصيل بحيث تجعل ‏القارئ في حالة مزاجية ‏متوترة مع أنها صيغت بقالب ‏فني واضح. ‏

ولد فيتزجيرالد عام 1896 ‏في سانت بول بولاية ‏مينيسوتا التي انتقل منها ‏وعائلته الى نيويورك بسبب ‏خسارة والده المالية في ‏متجره المخصص لبيع ‏الآثاث حيث عمل بائعا هناك، ‏عاد بعدها وعائلته بعد ‏تسريحه من العمل الى ‏مدينته الأم، العودة هذه كانت ‏فرصة لفيتزجيرالد لتأبط ‏حقيبته المدرسية والانتظام ‏بالدراسة في أكاديمية سانت ‏بول وهو في سن الثانية ‏عشرة حيث تحددت مساراته ‏الأدبية على أكمل وجه فنشر ‏خلال حياته عشرات القصص ‏القصيرة وأربع روايات كانت ‏الخامسة " عملاق آخر" ‏نشرت بعد وفاته، روايته " ‏غاتسبي العظيم" تعد الآن ‏واحدة من الأعمال الأكثر ‏شهرة في أميركا ولو كان ‏حاضرا معنا، لوجد كيف ‏يحتفى به وبروايته، قال ‏عنها الناقد الأميركي ‏المعروف ليونيل ترلنغ: " ‏إن إبداع فيتزجيرالد كروائي ‏لايكمن في مقدرته السردية ‏فحسب، بل في نثره الرقيق ‏الأنيق الذي قلما يتخلى عن ‏سخريته حين يكون ‏فيتزجيرالد منغمسا في العمل ‏الذي يكتبه ولا يضحي أبدا ‏بتعاطفه إذا ما نأى بنفسه ‏عما يكتب " . ‏

الرواية بسبب ذيوع شهرتها ‏تلقفتها السينما العالمية ‏لتصنع منها ستة أفلام كان ‏أولها صامتا عام 1926 تلاه ‏الثاني عام 1949 وكان من ‏بطولة الممثل المعروف آلان ‏لاد وشيلي وينترز، أما الفيلم ‏الثالث فقد تم عرضه عام ‏‏1974 قام ببطولته جاك ‏كلايتون مع ميا فارو، ‏والرابع أنتج عام 2000 من ‏بطولة بوكانان ديزي ‏وروبرت ريد فورد، بينما ‏الخامس كان عام 2002 من ‏بطولة كريستوفر سكوت، أما ‏الفيلم السادس والأخير فقد ‏كان من بطولة ليوناردو دي ‏كابريو وتوبي ماغواير ‏وأميتاب باتشان وكاري ‏موليجان، وكان متوقعا أن ‏يعرض خلال الاحتفالات بعيد ‏ميلاد فيتزجيرالد، لكنه تأجل ‏إلى بداية العام المقبل بحسب ‏ما أعلنته وارنر برذرز ‏الشركة المنتجة له، هذا ‏التغيير المفاجئ يعني أن ‏الفيلم قد حرم نفسه من ‏المنافسة على الأوسكار هذا ‏العام، وربما يعد لمفاجاة أكبر ‏لدى عرضه عام 2013 كما ‏صرح بذلك مخرجه ‏الاسترالي باز لورمان .‏

الاحتفال شهد في أيامه ‏الأولى قيام مجلة (نيويوركر) ‏الأدبية الرصينة ومن على ‏موقعها الالكتروني نشر قصة ‏قصيرة لفيتزجيرالد عنوانها ‏‏" شكرا أيها الضوء "بعد ‏‏76 عاما من رحيله، كان قد ‏أرسلها إليها عام 1936 أي ‏قبل أحد عشر عاما من نشر ‏روايته " غاتسبي العظيم "، ‏المجلة رفضت نشرها حين ‏قدمها لها في ذلك الحين ‏وهي تعيد نشرها الآن وكأنها ‏تقدم اعتذارا له بعد عقود ‏طويلة من وفاته. ‏

أثار نشر هذه القصة ردود ‏فعل‎ ‎وتعليقات في أميركا ‏نظراً لأن الشخصية الرئيسة ‏فيها الآنسة هانسون وتعمل‎ ‎ممثلة لبيع مشدات وثياب ‏داخلية نسائية ، هذه الأرملة ‏‏(الجميلة التي بدأ جمالها ‏يذوي‎ ‎وقد قاربت الأربعين ‏من عمرها) كما يبدأ ‏فيتزجيرالد بالحديث عن بطلة ‏روايته، تدخن‎ ‎بشراهة ‏ولفافة التبغ هي واحدة من ‏المتع القليلة لديها، ولكنها ‏تدرك أنه في منطقة‎ ‎الغرب ‏الأوسط الأميركي حيث ‏انتقلت للإقامة فيه. التدخين ‏هناك غير مرغوب فيه ‏والسيدة‎ ‎هانسون ليست من ‏النوع الذي يريد كسر ‏القواعد الاجتماعية، لكن ‏وبعد يوم عمل مضنٍ‎ ‎كان من ‏الصعب عليها مقاومة الرغبة ‏في تدخين سيكارة، ولأنه لا ‏يمكن التفكير بتدخينها‎ ‎في ‏الشارع أو في أي مكان عام، ‏لجأت السيدة هانسون إلى ‏إحدى الكنائس وتنتهي ‏الحكاية‎ ‎بتدخل إلهي للسيدة ‏العذراء بشكل محبب‎ . ‎

وكانت مجلة نيويوركر قد ‏قدرت الكاتب فيتزجيرالد حق ‏تقدير، ‎ونشرت له ثلاثاً من ‏قصصه واثنتين من قصائده ‏ما بين عامي 1929 و ‏‏1937 وتميزت تلك‏‎ ‎المنشورات بقصرها وروح ‏الدعابة فيها كما قصته ‏المنشورة حديثاً (شكراً أيها ‏الضوء‎(‎

شهد العام 1936 إقامة له ‏شبه دائمة في مشفى ‏لأمراض السل‎ ‎وبعد خروجه ‏منه داوم على تناول الكحول ‏مرة أخرى ما عجل بوفاته ‏بعد أربعة أعوام‎ ‎نتيحة لأزمة ‏قلبية حادة، ومع أن عائلته ‏كانت تشكو من أنهم لم يبق ‏بأيديهم شيئا من‎ ‎إرثه الأدبي ‏لكنهم لو نظروا الى العالم ‏لشاهدوا كيف يحتفون به كل ‏عام، فهذه‎ ‎الاحتفالات بعيد ‏ميلاده تذكير بأن ذلك الإرث ‏موجود في قلوب محبيه الى ‏الأبد‎. ‎‏

ترجمة ‏‎-‎‏ أحمد فاضل

* كتابة / كارولين كيلوغ 24 ‏‏/ أيلول‎ 2012

 
   
 



اقـــرأ ايضـــاً
أدباء العراق يستنكرون اقتحام ناديهم الاجتماعي: على القوة المقتحمة تقديم الاعتذار
"جراح القلب معارض لحملة القمع".. من هو مسعود بزشكيان الفائز بانتخابات الرئاسة الإيرانية؟
بعد توقف 10 سنوات.. الجوية العراقية تعلن بدء تسيير رحلات بين بغداد وبكين
راصد جوي يبشر العراقيين بانخفاض في درجات الحرارة ويحذر من الكهرباء
ما علاقة "جماعة القربان"؟.. البصرة تسجل 70 حالة انتحار في 6 أشهر
ستارمر: عملنا عاجل، ونحن نبدأه اليوم!
السويد تتحرك بعد حكم بالإعدام على 3 من مواطنيها في العراق
السوداني: زيارة بارزاني لبغداد مهمة .. بارزاني: سعيد جدا بلقائك
بغداديون يحاربون الصيف بـ"مراوح الماء" ويطالبون الأمانة بانقاذهم
متفجرات تحت جامع النوري الكبير في الموصل تعلق أعمال إعادة إعماره
أميركا تعرض "صياغة جديدة" لمقترح وقف إطلاق النار في غزة
الزميل العزيز موسى مشكور (أبو نضال).. وداعاً
 

نقوم بارسال نشرة بريدية اخبارية اسبوعية الى بريدكم الالكتروني ، يسرنا اشتراككم بالنشرة البريدية المنوعة. سوف تطلعون على احدث المستجدات في الموقع ولن يفوتكم أي شيئ





للمزيد من اﻵراء الحرة