الانتقال الى مكتبة الفيديو
 
الفن وسياسة الإقصاء
الثلاثاء 16-10-2012
 
حميد المختار

لم أكن بعيداً عن مهرجان المسرح الذي أقيم في أربيل والذي دُعي اليه الكثير من الفرق المسرحية عربية وعالمية وقد ذهب فريق عمل مسرحية (مطر صيف) التي أخرجها الفنان كاظم النصار وقامت ببطولتها الفنانة العراقية القديرة هناء محمد والفنان فاضل عباس وحصدت الكثير من الجوائز العربية.

هذه المسرحية التي أحدثت نقلة نوعية للمسرح العراقي وأعادت العافية له بعد فترة الجفاف والفقر التي مر بها المسرح العراقي بسب ما خلفته الحقبة السوداء الظالمة للنظام الغابر من آثار مازال الفنان والمبدع العراقي يعاني منها.

 لقد جعلت هذه الحقبة المشؤومة الفنان العراقي في أتعس حالاته، بل غيرت المعايير والمقاييس الفنية خصوصاً عند العرب، وبات الفنان العراقي الذي خرج تواً من رماد الحرائق وفصول الجوع والحصار يقف خلف الأبواب الموصدة ويطرق بقبضتيه المتعبتين ولا من مجيب, بل أنه صار يسمع كلمات الاستهجان والاستخفاف بآلامه ووجعه وحزنه وبقي في مشهد دائم مثير للرثاء، فاضطر إلى تقديم التنازلات في الأدوار والأجور.

وصار فنانونا للأسف الشديد يقبلون بأوطأ الأجور وأفقر الأدوار في الأعمال الدرامية، خصوصاً خارج البلد ووصولاً إلى الاشتراك الأخير في مهرجان المسرح الذي أقيم في أربيل ومنذ البدء عزل فريق العمل لمسرحية (مطر صيف) في فندق بعيد عن الوفود وصار يطلق عليهم في بلدهم على اعتبار أربيل عراقية وتقع في إقليم كردستان العراق (الوفد العراقي)، ولا ادري كيف أطلق على فريق العمل صفة بلده في مهرجان يقع في بلده.

على أية حال لقد أحسوا أنهم مبعدون ومحاصرون حتى أن فرص اللقاء مع الوفود الأجنبية كانت معدومة تماماً بسبب هذا الحصار وذاك الإبعاد المتعمد..بل ووصل الأمر إلى أنهم اضطروا إلى دفع مصاريف العصائر التي يأخذها الضيوف مجاناً.

وواضح من هذه التصرفات فإن اللجنة المشرفة على هذه المهرجان تعاملت مع فريق العمل بخلفيات  سياسية, بمعنى أنهم تعاملوا مع هذا الفريق كما لو أنه جاء من مكتب المالكي مباشرة وبما أن السيد المالكي والسيد بارزاني ليسا على وفاق لأسباب سياسية كثيرة.

إذن فإن الموقف هذا سينحسب على المشهد الفني والأدبي وووالخ، ولا أدري كيف فهم هؤلاء الأمر ونحن في ظروف شديدة الحساسية وكثيرة الالتباس والتشابك ولا يحتمل أن يتشظى المشهد الجمالي العراقي بسبب تقاطع الفرقاء واختلافتهم.

 وباعتقادي فإن خط المقاومة الأخير هو خط الجمال والفن فإن تشظى وانقطع فسيقصم ظهر العراق، ولن تبقى له باقية, ما للفن وسياسة الرؤوس الكبيرة، ولماذا دائماً يسقطون المشاكل السياسية على رؤوس الأدباء والفنانين ويغلقون الأبواب في وجوههم؟

وهل لكردستان غير الأصوات المثقفة العراقية الوطنية الحرة التي تأبى التشرذم والتمزق وتصر على الوحدة والتلاحم والعبور إلى سواحل الأمن والأمان ؟

 
   
 



اقـــرأ ايضـــاً
أدباء العراق يستنكرون اقتحام ناديهم الاجتماعي: على القوة المقتحمة تقديم الاعتذار
"جراح القلب معارض لحملة القمع".. من هو مسعود بزشكيان الفائز بانتخابات الرئاسة الإيرانية؟
بعد توقف 10 سنوات.. الجوية العراقية تعلن بدء تسيير رحلات بين بغداد وبكين
راصد جوي يبشر العراقيين بانخفاض في درجات الحرارة ويحذر من الكهرباء
ما علاقة "جماعة القربان"؟.. البصرة تسجل 70 حالة انتحار في 6 أشهر
ستارمر: عملنا عاجل، ونحن نبدأه اليوم!
السويد تتحرك بعد حكم بالإعدام على 3 من مواطنيها في العراق
السوداني: زيارة بارزاني لبغداد مهمة .. بارزاني: سعيد جدا بلقائك
بغداديون يحاربون الصيف بـ"مراوح الماء" ويطالبون الأمانة بانقاذهم
متفجرات تحت جامع النوري الكبير في الموصل تعلق أعمال إعادة إعماره
أميركا تعرض "صياغة جديدة" لمقترح وقف إطلاق النار في غزة
الزميل العزيز موسى مشكور (أبو نضال).. وداعاً
 

نقوم بارسال نشرة بريدية اخبارية اسبوعية الى بريدكم الالكتروني ، يسرنا اشتراككم بالنشرة البريدية المنوعة. سوف تطلعون على احدث المستجدات في الموقع ولن يفوتكم أي شيئ





للمزيد من اﻵراء الحرة