الانتقال الى مكتبة الفيديو
 
سنوات الجمر والرماد
الخميس 18-10-2012
 
عبد جعفر - ماتع

في أول تجربة سينمائية رائدة، أنجز المخرج علي رفيق الجزء الاول من فيلمه الوثائقي "سنوات الجمر والرماد" ومدته ساعة وسبع دقائق، وهو رحلة صعبة ومرهقة ومعقدة في البحث عن شهود المأثرة التي قدمها الشيوعيون العراقيون الأنصار "البيشــمركة" ما بين 1979 - 1990، خصوصا أن الكثير منهم استشهد أو رحل، والبقية توزعت في المنافي  او شغلتها حياة  السلام الجديدة.

الفيلم من انتاج  رابطة الانصار الشيوعيين العراقيين، وكتب تعليق الفيلم النصير علي جاسم شبيب وقرأه الفنان فلاح هاشم وأدر التصوير السينمائي فاروق داود.

أكد الفنان علي رفيق في العرض الخاص الذي قدمه لفريق العمل السينمائي والذي ساعد في إنجاز مراحل الفيلم في لندن وعدد من الاعلاميين: "اني حرصت في هذا الجزء الاول على تقديم حركة الأنصار للآخرين، وتعريفهم بها وبمفرداتها، ومن هذا المنطلق احتوى الفيلم على محاور عديدة منها: القرار في انبثاق الحركة، التموين، الطبابة، السلاح، النشاط الثقافي للانصار، بشت ئاشان"، واضاف "ستكون الاجزاء الاخرى اكثر تخصصا وتركز على احد جوانب الحركة، مثل: المعارك، ومشاركة النصيرات، وتغلغل الحركة بين الجماهير وعلاقاتها المختلفة.. الخ من مفاصل الحركة والتي يستحق كل تفصيل او مفردة منها فيلما كاملا يتناولها".

وأكد انه صور أكثر من 60 ساعة، وعانى الكثير في اجراء المقابلات للانصار نظرا لتوزعهم في المنافي المختلفة وفي داخل الوطن، وكان الانصار وهم يقفون امام الكاميرا يروون ما حدث وكلهم عاطفة فمنهم من بكى لتذكر شهيد، ومنهم من ابتسم لواقعة فيها الطرافة، ومنهم لم تساعده مشاعره فارتبك او امتنع عن المواصلة، الى غيرها من احاسيس انسانية عاشوها في خضم حركة كفاحية دامت عشر سنوات.

واشار مخرج الفيلم، وهو نصير سابق، الى: "ان الحركة الانصارية شهدت حياة كاملة من بناء مقرات ومعارك ومفارز قتالية واخرى تثقيفية وغيرها تموينية كما شهدت اعراس وولادات وطبابة اجرت عمليات جراحية في ظروف غاية في الصعوبة وبامكانات طبية متواضعة، واستشهاد بطولي لرفاق ورفيقات، وفيها الكثير من القصص والحالات التي يصعب اختصارها في ساعة وعدة دقائق هي مدة الفيلم الاول الذي عملناه، ان الحركة تستحق اكثر من هذا الفيلم، وتوثيقها أمر لابد من ان نواصله نحن او غيرنا، فتلك مهمة نبيلة سامية لحركة أنبل وأسمى، وبهدف تقديمها الى شعبنا والى الشعوب الأخرى كونها تجربة كفاحية لا تقل في اهميتها عن الحركات الانصارية للشعوب الأخرى كتجارب امريكا اللاتينية وفيتنام وغيرها".

واضاف: "حاولت في الاخراج ان انتقل من مكان الى آخر ومن موضوع الى آخر، كنت اسعى عبر هذا الاسلوب لان أقدم اكبر قدر من المعلومات عن الحركة وبايقاع سريع وتكثيف عال، استخدمت فيه التعليق الذي يرطب جفاف الوثيقة الذي يمهد للصورة او يأتي مكملا لها، لا مفسرا لها، اضافة الى الموسيقى التي اخترتها بعناية لتمتين لغة الفيلم التوثيقية، وكنت في عملي قد ركزت على تقديم الجانب الانساني للحركة من نشاطات ثقافية واعلام وطبابة وما تقدمه من خدمات للانصار والقرويين.

وهذا أمر جديد كان يميز حركتنا في العمل الانصاري ويجعلها تتفرد في جوانب عديدة وتختلف عن حركات كفاح مسلح لشعوب اخرى سبقتنا.

وحاولت ان اكشف للرأي العام ان في حركتنا العديد من المبدعين العراقيين وأنا واحد منهم، عاشوا في مناطق نائية معزولة وفي ظروف غاية في القساوة، وهم يدافعون عن قضية شعبهم وحريته وقدموا عطاءاتهم الابداعية للأنصار والأهالي".

واشار الى انه اعتمد المقابلات التي أجراها شخصيا مع الانصار وعندما وجد فيها ثراء ومعلومات مهمة قد لا تدخل في الفيلم لطبيعة لغة السينما وجنسها الابداعي فآثر الى جمعها بكتاب ونشر بعضها في الجزء الاول من سلسلة كتب عنوانها "الانصار نسور الجبال" وفعلا قد صدر هذا الجزء مدعما بالصور بعنوان "سنوات الجمر والرماد" الذي صدر حديثا عن دار أراس في أربيل وتقديم النصيرة بشرى برتو.. على امل ان تتواصل بقية الأجزاء لاحقا.

ومن جانبه اضاف النصير حاكم عطية مدير انتاج الفيلم قائلا: "الحقيقة بدأنا نحن من الصفر اذ لم تتوفر لنا أي وثيقة، رغم اننا نعمل على فيلم وثائقي، وبهذا اعتمدنا على المقابلات للشخصيات القيادية السابقة في الحزب والرفاق الانصار والاصدقاء السابقين، ويعد هذا الفيلم مدخلا وحافزا للآخرين من اجل  انجاز افلام ومسلسلات عن عمل، وقد توفر لفريق العمل مواد هائلة ولكن انجازها يحتاج الى جهد كبير ودعم مالي، فهذا التاريخ المجيد من نضال الحزب يجب أن لا ينسى خصوصا وأن هناك العديد من رفاق الداخل أو الاجيال الجديدة لم تعرف التضحيات التي اجترحتها حركة الانصار ودورها في الحفاظ على الكادر، وفي تمتين اواصر علاقة الحزب بتنظيم الداخل والمساعدة على اعادة بنائه".

وأشاد الحاضرون بهذا المنجز الكبير لأنه يمتلك مقومات الموضوعية في ذكر ايجابيات الحركة والسلبيات التي رافقتها، وأن فيه العديد من المشاهد التي يمكن أن تكون مدخلا لاعمال فيلمية اخرى، ومنها شهادة النصيرة التي ذهبت الى القرية لاستعارة بدلة عرسها من القرويات، وكيف تزاحمت الفتيات في تقديم المساعدة لها.

ويذكر أن المخرج وظف الكثير من اللقطات التي توثق جرائم النظام من تعذيب واعدامات وضرب القرى بالاسلحة الكيماوية والأنفال، وركز في الفيلم على اظهار حركة الانصار باعتبارها الأمل الذي قدم خيرة المناضلين الذين قدموا هذه المأثرة الجبارة التي تستحق كل احترام.

ان هذا الفيلم بحاجة الى ان يراه الكثيرون ونعمل على عرضه على نطاق واسع ليعرف الجمهور العراقي أي تضحيات كبيرة قدمها الشيوعيون العراقيون واصدقاؤهم على مذبح الحرية.

 
   
 



اقـــرأ ايضـــاً
أدباء العراق يستنكرون اقتحام ناديهم الاجتماعي: على القوة المقتحمة تقديم الاعتذار
"جراح القلب معارض لحملة القمع".. من هو مسعود بزشكيان الفائز بانتخابات الرئاسة الإيرانية؟
بعد توقف 10 سنوات.. الجوية العراقية تعلن بدء تسيير رحلات بين بغداد وبكين
راصد جوي يبشر العراقيين بانخفاض في درجات الحرارة ويحذر من الكهرباء
ما علاقة "جماعة القربان"؟.. البصرة تسجل 70 حالة انتحار في 6 أشهر
ستارمر: عملنا عاجل، ونحن نبدأه اليوم!
السويد تتحرك بعد حكم بالإعدام على 3 من مواطنيها في العراق
السوداني: زيارة بارزاني لبغداد مهمة .. بارزاني: سعيد جدا بلقائك
بغداديون يحاربون الصيف بـ"مراوح الماء" ويطالبون الأمانة بانقاذهم
متفجرات تحت جامع النوري الكبير في الموصل تعلق أعمال إعادة إعماره
أميركا تعرض "صياغة جديدة" لمقترح وقف إطلاق النار في غزة
الزميل العزيز موسى مشكور (أبو نضال).. وداعاً
 

نقوم بارسال نشرة بريدية اخبارية اسبوعية الى بريدكم الالكتروني ، يسرنا اشتراككم بالنشرة البريدية المنوعة. سوف تطلعون على احدث المستجدات في الموقع ولن يفوتكم أي شيئ





للمزيد من اﻵراء الحرة