أنا
طائرٌ أعمى
أنهضُ في النهار
نجماً
ألمُّ السواحلَ عسلاً
وفي فمي
فراشات كثيرة
أحلمُ أحلاماً
لم أحلمها،
أو أتذكرها أبداً
مطرٌ،
قمحٌ اسوَد
لا وقتَ لديّ للتأمّل
والخفافيش مدٌّ في ذاكرتي
أنتظرُ
موتى ينهضون
وموتى يعبرون
تاركينَ أقنعتهم
ذكرى على جرف مصائرنا
أشهقُ رملاً،
ثلجاً يدفنُ قاربي
أعبر صحرائي بلا مجذاف
كتبي لا تسعفني
أصرخ
أنا،
أنهضُ في الفجر
ناياً ذابلاً
أملاً يتيماً
أقترحُ أعشاشاً للوَرد
وفي فمي أغانٍ
كثيرة
لم أحلمْها
أو أبرأ منها أبداً
حربٌ. دمٌ. غبار
لا وقت لديّ للتأمّل
وأصدقائي خريفٌ غامض
استوطؤوا سياجَ صمتي
وأنا أربّي ربيعاً بريّاً
وأغازل الهواء الضاحك سرّاً
وأمضي..
وحيداً أغنّي
طائرٌ اعمى
وفي فمي فراشاتٌ كثيرة