الانتقال الى مكتبة الفيديو
 
ماركيز الحكيم
الإثنين 05-11-2012
 

لشد ما يمنحنا  تواضع كبار الكتاب في العالم  مشاعل تصويب في مسالك حياتنا، يضيء - حتى وأن كنا  ونحن في أرذل العمر- أننا غرنا كثيرا في منحنيات الخطأ، أننا ساهون عماهو قريب منا، نبحث عنه بعيدا، لشد ماينبئنا أننا مهما اكتنزنا معارف، مهما اكتسبنا خبرات،  مهما ألفنا كتبا ومجلدات في الإبداع، نجهل تفاصيل بسيطة التنفيذ شديدة الأهمية في الحياة الإنسانية.

تلك موارد غيض من فيض رسالة غابرييل غارسيا ماركيز وجهها إلى أصدقائه ومحبيه وقرائه في جميع أنحاء العالم، هو أحد رواد الرواية الواقعية السحرية، الحائز جائزة نوبل العام 1982 على روايته (مائة عام من العزلة)، تلك هي  رسالة اعتزاله الكتابة.

ماركيز، المراسل الصحفي، مؤلف روايات تثير ضجة غالبا وتحقق أعلى مبيعات، مكتوبة بما لايخطئه النقاد أنه أسلوب ماركيز حقا، ساند حركات التحرر الوطني في أميركا اللاتينية،  في الستينيات والسبعينيات من القرن الماضي،  صادق الزعماء الثوريين آنذاك مثل  فيدل كاسترو، كما كتب عن سيمون دي بوليفار مؤسس أميركا اللاتينية رواية (الجنرال في متاهته).

ماركيز أحد أشهر كتاب القرن العشرين، الذي يبلغ من العمر الآن نحو خمسة وثمانين عاما، وهن واشتد به المرض، حتى قيل أنه أصيب بالخرف، وبات لايقدر على القراءة والكتابة، وجه رسالة وداع، تشبه وصاياه إلى العالم، رسالة من يهجس بدنو الموت، رسالة توحي أن كاتبها لم يعش حياة عريضة ليوصينا بأمور لوقدر له أن يعيش حياة ثانية لمارسها بصدق كبير.

  (لقد تعلمت منكم الكثير أيها البشر... تعلمت أن الجميع يريد العيش في قمة الجبل، غير مدركين أن سرّ السعادة تكمن في تسلقه) ماركيز يتعلم من الناس، من فئتين متناقضتين: أولى وهي أقلية تتربع قمم الأشياء: السلطة، المال، القوة من دون كفاح أو عمل أو تعلم، متسلقة أكتاف الثانية وهي أغلبية، تلك تكافح و تعمل وتتعلم شرعا وقانونا هي تتسلق،تمارس لذة التسلق العادل- ولكن كما يبدو من كلمات ماركيز عن التسلق- وكما نعرف نحن-  ليست هناك عدالة اجتماعية وسياسية،  مثلما لايعني عدم تحققها سيادة الفوضى،  فلابد أن تسود عدالة التسلق يوما ما.

يتسق مع تلك العدالة التضامن الاجتماعي، أو وجوب أن يكون تحديق الأعلى إلى الآخر الأسفل مؤازرا بمساعدته على  الوصول إلى القمة وليس التفرج عليه وهو يتدحرج إلى هاوية.

ماركيز يلفتنا إلى ثقافة الرأفة والتسامح، بوساطة سلوكيات بسيطة وجميلة في الوقت ذاته، كي لانندم أشد ندم ساعة دنو الرحيل عن الحياة، يقول ماركيز: (تصرف اليوم لأن الغد قد لا يأتي ولا بد أن تندم على اليوم الذي لم تجد فيه الوقت من أجل ابتسامة، أو عناق، أو قبلة، أو أنك كنت مشغولاً كي ترسل لهم أمنية أخيرة. حافظ بقربك على من تحب، اهمس في أذنهم أنك بحاجة إليهم، أحببهم واعتني بهم، وخذ ما يكفي من الوقت لتقول لهم عبارات مثل: أفهمك، سامحني، من فضلك، شكراً).

كلمات بسيطة حقا، لكن لماذا تدفعنا–  نحن البشر-  أعماق الحقد والكراهية إلى أن نكون خرسا عاجزين بذهول عن نطقها؟!  

 
   
 



اقـــرأ ايضـــاً
السويد تتحرك بعد حكم بالإعدام على 3 من مواطنيها في العراق
السوداني: زيارة بارزاني لبغداد مهمة .. بارزاني: سعيد جدا بلقائك
بغداديون يحاربون الصيف بـ"مراوح الماء" ويطالبون الأمانة بانقاذهم
متفجرات تحت جامع النوري الكبير في الموصل تعلق أعمال إعادة إعماره
أميركا تعرض "صياغة جديدة" لمقترح وقف إطلاق النار في غزة
الزميل العزيز موسى مشكور (أبو نضال).. وداعاً
تعزية من الاتحاد الديمقراطي العراقي
بحضور الجالية العراقية.. نصب تذكاري للجواهري يضيف بهجة لعاصمة التشيك
صالات القمار.. بعضها لغسيل الأموال وأخرى تتبع لجهات متنفذة
المالكي يبحث عن "نهاية سعيدة".. ولاية ثالثة قبل تقاعده
في كردستان العراق مقابر منسية لنساء ضحايا جرائم العنف الأسري
في يوم مكافحة المخدرات.. بيان عراقي عن "المتاجرين الدوليين والمحليين"
 

نقوم بارسال نشرة بريدية اخبارية اسبوعية الى بريدكم الالكتروني ، يسرنا اشتراككم بالنشرة البريدية المنوعة. سوف تطلعون على احدث المستجدات في الموقع ولن يفوتكم أي شيئ





للمزيد من اﻵراء الحرة