الانتقال الى مكتبة الفيديو
 
ناشرون وقراء يعدونه خطوة لإنتاج ثقافة جديدة
الإثنين 10-12-2012
 

باينت الآراء عن مستوى معرض الكتاب الدولي

بغداد- صفاء ذياب وحسن جوان

اختتمت يوم السبت الماضي فعاليات معرض الكتاب الدولي الذي أقيم على قاعة المنصور بمعرض بغداد الدولي. وقد نظمت المعرض شركة صدى العارف للمعارض بالاشتراك مع الشركة العامة للمعارض والخدمات التجارية وبالتنسيق مع اتحاد الناشرين العراقيين.المعرض أقيم على مدى 10 أيام اختتمت أعماله بكلمة لمحافظ بغداد مساء الأربعاء الماضي مع توزيع الدروع على الدور المشاركة في حفل على هامش المعرض، وسبق هذا الحفل بساعات حفلات صغيرة لتوقيع بعض الكتب العراقية نظمتها دور النشر المهتمة بالكتاب العراقي خصوصاً.

رئيس اللجنة المنظمة لمعرض الكتاب هاشم الزكي قال.. إن عدد الدور المشاركة بحدود 120 دارا من لبنان والأردن وسوريا ومصر وتركيا والهند وبريطانيا فضلا عن الدور العراقية.

وأضاف الزكي في حديث لصحيفة "الصباح" أنه لا  توجد إحصائية حقيقية للكتب المشاركة، لكنها تتراوح بين 60 ألفاً الى 75 ألف عنوان.

الزكي أشار إلى أن شركة العارف قطاع خاص وقابلياتها محدودة، فالإعلان لم يكن جيدا عن المعرض، وقد صرفت من 20 الى 25 ألف دولار للإعلان للمعرض في التلفزيون والإذاعة فضلا عن بوسترات ملأت مدينة بغداد، بحسب قوله.

ورداً على شكوى بعض دور النشر من ارتفاع أسعار الأرضيات للمتر المربع الواحد، قال الزكي "سعر المتر المربع الواحد كان 90 دولاراً، وفي الأصل كان السعر ضعف هذا المبلغ، إلا أن الشركة سعت بوساطة  السيدرئيس الوزراء نوري المالكي،الذي افتتح المعرض، وعن طريق وزارة التجارة أيضا الى تخفيض المبلغ حتى وصل الى 90 دولارا للمتر المربع، وهناك بعض الأماكن المنزوية في المعــرض وصـــل ســعر المـــتر المربع فيها الى 60 دولارا فقــط".

ويرى الزكي أن هذا السعر غير مرتفع، وهو لا يختلف، وربما أقل، من أسعار المتر المربع في المعارض الدولية التي تقام في البلدان العربية كلبنان ومصر والأردن.

وعن كثافة إقبال القراء والمواطنين على هذا المعرض أشار الزكي إلى أن الإقبال كان متوسطاً، لكنه لاحظ عزوف المواطنين عن اقتناء الكتب الدينية والأدبية، واهتمامهم بالكتب العلمية والمتخصصة، خصوصاً من قبل الطلبة والمؤسسات التعليمية في بغداد والمحافظات.

ويكشف الزكي أن إقامة هذا المعرض هي التجربة الأولى للشركة في العراق، مؤكداً أن السيد رئيس الوزراء نوري المالكي، طلب من الشركة أن تقيم المعرض بشكل سنوي وفي الموعد والمكان نفسه.

غياب المثقف

حسن ياغي، صاحب دار التنوير اللبنانية، قال هذه هي المشاركة الأولى للدار بشكل رسمي في المعارض العراقية، مؤكدا أنهم لم يواجهوا أية مشاكل أو متاعب تتعلق بالمعرض، "المشكلة كانت مع الجانب الأمني، إذ لا يستطيع المواطن إدخال سيارته بالقرب من قاعة المعرض، وهذا ما أدى إلى عزوف القراء عن شراء عناوين كثيرة من الكتب.

وأضاف ياغي في حديث لصحيفتنا "أقدر عزوف الكثير من القراء على شراء الكتب بالنسبة لأسعار الكتب نفسها في شارع المتنبي التي تكون أقل بقليل أو بكثير، لكن أسعار الأرضيات لم تكن قليلة، وأسعار شحن الكتب وإقامتنا هنا في بغداد جعلت من سعر الكتاب مرتفعا قليلا".

وأضاف ياغي أن المهم في هذا المعرض هو تدريب الناس على شراء الكتب وجعل الأمر معتادا بالنسبة لهم، وتدريبنا نحن كناشرين على إقامة علاقة مباشرة بيننا وبين القارئ، "لكن المؤسف هو غياب ما يمكن أن نسميه المثقف، هناك طلبة جامعات أو أساتذة، يأتون لشراء الكتب العلمية أو ما يخص دراستهم ورسائلهم، الغائب الوحيد هو المثقف، فمثلا لم نجد قراءً للرواية، فمن غير المعقول أن رواية تفوز بالبوكر لم نبع منها أكثر من ثلاث نسخ، وغيرها الكثير".

كتب تفترش الأرض

طارق عبد العزيز، صاحب دار المكتبة العصرية من مصر، قال إن هناك عددا من المشاكل واجهت الدار، منها تأخر الكتب في الشحن من مصر إلى بغداد، "ففي الوقت الذي انطلق المعرض يوم الخميس، لم أتمكن من افتتاح فرعي إلا في يوم السبت، ولم أجد تجهيزات في الجناح الخاص، مثل رفوف عرض الكتب وما شابه، كما ترى أن أغلب كتبي على الارض من دون رفوف".

ويضيف عبد العزيز أن الإقبال في هذا المعرض ضعيف جدا، "فقد شاركت في معرض بغداد في العام 1988، وكان الحضور حينها ممتازا جدا، إلى درجة أنه لم يرجع معي كتاب واحد إلى مصر، أما الآن فنرى حضورا قليلا في الصباح، ومنعدما بعد الظهر. الأيام التي ينشط فيها المعرض في يومي الخميس والجمعة، ولكن ليس بالمستوى المطلوب أيضا".

وعن سبب قلة وجود الدور المصرية قال عبد العزيز إن المشكلة في تكاليف شحن الكتب والإقامة من فندق وأكل وما شابه، وهذا كله يضاف لسعر الكتاب لكي لا نخرج بخسارة في نهاية المعرض، وكنت أتمنى أن يهتم المشرفون على المعرض بالوفد المصري أكثر بسبب بعد المسافة.

ويشاطر طالب محمد حسن، دار التربية في بغداد، الرأي مع طارق عبد العزيز، إذ يقول "حمل المعرض هذا العام الاسم فقط، ولم يكن معرضا حقيقيا ككل المعارض العربية التي نشارك بها، لأن الدعاية كانت سيئة جدا والإقبال ضعيف إلى حد كبير، أشارك في المعارض منذ 37 عاما إلا أن هذه المشاركة هي الأسوأ".

وعن الأسباب التي أدت الى هذا السوء، بحسب وصفه، يضيف حسن أنه توجد أسباب عديدة، أولا،لا توجد دعاية جيدة للمعرض، ثانيا نصف الدور التي كانت من المفترض أن تشترك لم تتمكن من الحضور، ثالثا الكتب لم تكن جيدة ولم تستقطب القارئ العراقي، إذا كانت الكتب الأدبية أو العلمية أو الدينية".

ويشير حسن إلى أن معرض أربيل يفوق هذا المعرض بعشرة أضعاف إعلاميا وكدور نشر مشاركة وتنظيماً.

وعن أسعار الأرضيات يقول حسن إنها كانت غالية جدا، وكان من المفترض أن يكون سعر أرضيات للدور العربية فقط وإعفاء العراقية من التسعيرة دعما للكتاب العراقي.

تباين الآراء

إلا أن لحسن كمال، في شركة المطبوعات اللبنانية، رأيا مغايرا، إذ يقول إن المعرض في هذه السنة متميز جدا، هذه السنة مقارنة بالمعرض السابق تتجاوز الأفضلية بنسبة 70 بالمئة، إن كان تنظيما وإدارة وتسهيلا لأمور الناشرين، وحتى في إقبال المواطنين على المعرض، فنسبة القدرة الشرائية مرتفعة جدا، ويضيف "لم تواجهنا أية معوقات، بل كانت هناك تسهيلات ممتازة من القائمين على المعرض كونهم من الناشرين ويعرفون المعاناة التي تواجه دور النشر".

ويشيد صاحب الزبيدي، دار دجلة للنشر والتوزيع، بالمعرض قائلا "الإقبال جيد على المعرض، وكانت تجربة ناجحة ومشجعة للاشتراك بالسنوات المقبلة". مضيفاً أن ادارة المعرض بذلت كل ما بوسعها لتقديم التسهيلات لإنجاح المعرض، خصوصا أنني أجد إقبالا من قبل مؤسسات البحث العلمي والكليات لشراء كميات من الكتب للمكتبات التي تخصها ولطلبتها في الدراسات الاولية والعليا.

وفيما إذا كانت كانت أسعار الكتب مرتفعة أكد الزبيدي أن الأسعار لم تكن مرتفعة، لكن ربما لم يكن القارئ العراقي معتادا على أسعار الكتب خارج العراق، ومن خلال مشاركاتنا في عدد كبير من المعارض العربية والعالمية، نجد أن الأسعار مقبولة جدا وغير مرتفعة بالنسبة لدخل الفرد العراقي. "الأمر الثاني أن الدور القادمة من خارج العراق عليها تكاليف كثيرة تضاف لسعر الكتاب".

إقبال على كتب الأطفال

يؤكد حيدر إبراهيم، دار الأعرجي، أن هناك إقبالا كبيرا على كتب الأطفال، وهي تحتل الرقم واحد بحسب تعبيره، لأنها كانت بطبعات فاخرة ومن دور نشر عالمية، ولم تكن أسعارها مرتفعة بالنسبة للقدرة الشرائية للمواطن العراقي.

إلا أن الأعرجي يؤكد أن الاقبال على المعرض لم يكن بالمستوى المطلوب، ويعزو ذلك لعدة أسباب ربما أهمها الوقت الذي أقيم فيه المعرض "فقد افتتح المعرض في شهر محرم أولا، وانشغال العائلات والطلبة بالعام الدراسي، في حين لو أقيم المعرض في عطلة منتصف السنة أو نهاية السنة لكان أفضل بكثير.ويرى وليم أدور، دار الكتاب العراقي، أن كتب الأطفال هي الأكثر مبيعا أيضا، مبيناً أن أغلب الأطفال هم من يسحبون آباءهم وإجبارهم على شراء الكتب، وهذه حالة جيدة ونتمنى أن تتزايد في المستقبل، على حد تعبيره.

مواطنون سعداء بالمعرض

المواطن صلال عبد الهادي، يقول.. إنه على الرغم من أن المعرض لم يأت بجديد في شيء بالنسبة لي كقارئ ومتابع للإصدارات الحديثة، لكني أعدها خطوة جيدة في طريق إقامة المعارض وتعزيز الحياة الثقافية في العراق. الكتب الدينية كانت هي الطابع الغالب على المعرض، و"إذا أردنا توخي الدقة أستطيع أن اقول أن الكتب الدينية الشيعية حصرا كانت تشكل النسبة الأكبر من الكتب المعروضة. وهناك ملاحظة مهمة أنني لم أجد ناشرين حقيقيين، بمعنى أنه لم تأت إلى المعرض دور نشر مهمة، سوى دراسات الوحدة العربية ودار الكتاب الجديد كناشرين، لكن أغلب الكتب المعروضة كانت عن طريق وكلاء أخذوا حسومات من دور النشر الأصلية وتحدثوا باسم هذه الدور، لذلك نسبة الحسم كانت غير مرضية بشكل جيد، وبقي سقف الأسعار عاليا بشكل ما مقارنة مع  الكتب الموجودة نفسها في شارع المتنبي".

هيلين نجاح قالت.. إن الأسعار أعلى بقليل من أسعار الكتب في شارع المتنبي، لكنها تجد في المعرض التنوع وعناوين الكتب أكثر وبمجالات أوسع. وأضافت "تمكن المعرض من توفير عدد كبير من الكتب التي أهتم فيها وبتخصصي أيضا".

ومن مدينة الموصل، قال المحامي علي رجب الربيعي.. إن تنظيم المعرض جيد، "بداية بسيطة لكنها تبشر بخير بعد انقطاع مجتمعنا عن الإصدارات الحديثة والاهتمام بالقراءة". ويستذكر الربيعي كيف كان لكل طالب في المتوسطة والإعدادية بطاقة استعارة كتب من المكتبة العامة ومكتبة المدرسة، متمنيا عودة هذه الحالة لكي نستطيع إنتاج جيل مثقف ويعي ما يحدث بالبلد.ويشير الربيعي إلى أن أسعار الكتب كانت مناسبة جدا، فقد "قمت بشراء كتب تركية من المعرض أرخص بكثير من الكتب التي نشتريها من تركيا نفسها أو من الموصل".المواطن سمين عبد الرحمن مصطفى من بغداد، يقول.. إن المعرض خطوة ممتازة جدا، "الشعب العراقي بحاجة للكتابة والثقافة والمصادر التي لم تكن متوفرة، وهذا المعرض فرصة لاقتناء أهم الكتب غير الموجودة في السوق العراقية، والأسعار في المعرض كانت ممتازة جدا وهي في متناول المواطن العراقي".

ويتمنى عدد كبير من المواطنين العراقيين تكرار إقامة هذا المعرض، فضلا عن دعوة الحكومة العراقية لدعم الكتب ليتسنى لأغلب المواطنين اقتناء العناوين التي يهتمون بها، كثقافة ومعرفة ودراسة أيضا.

 
   
 



اقـــرأ ايضـــاً
السويد تتحرك بعد حكم بالإعدام على 3 من مواطنيها في العراق
السوداني: زيارة بارزاني لبغداد مهمة .. بارزاني: سعيد جدا بلقائك
بغداديون يحاربون الصيف بـ"مراوح الماء" ويطالبون الأمانة بانقاذهم
متفجرات تحت جامع النوري الكبير في الموصل تعلق أعمال إعادة إعماره
أميركا تعرض "صياغة جديدة" لمقترح وقف إطلاق النار في غزة
الزميل العزيز موسى مشكور (أبو نضال).. وداعاً
تعزية من الاتحاد الديمقراطي العراقي
بحضور الجالية العراقية.. نصب تذكاري للجواهري يضيف بهجة لعاصمة التشيك
صالات القمار.. بعضها لغسيل الأموال وأخرى تتبع لجهات متنفذة
المالكي يبحث عن "نهاية سعيدة".. ولاية ثالثة قبل تقاعده
في كردستان العراق مقابر منسية لنساء ضحايا جرائم العنف الأسري
في يوم مكافحة المخدرات.. بيان عراقي عن "المتاجرين الدوليين والمحليين"
 

نقوم بارسال نشرة بريدية اخبارية اسبوعية الى بريدكم الالكتروني ، يسرنا اشتراككم بالنشرة البريدية المنوعة. سوف تطلعون على احدث المستجدات في الموقع ولن يفوتكم أي شيئ





للمزيد من اﻵراء الحرة