الانتقال الى مكتبة الفيديو
 
الجواهري والمتنبي : وقال كلاهما : انا كلانا
الإثنين 10-12-2012
 
* كتابة وتوثيق: رواء الجصاني
- برغم ما يزيد على ألف عام فصلت بين العظيمين عطاءً وفكراً، يتباهى الجواهري في أكثر من قصيدة ومناسبة، بالتقارب الروحي والشعري بينه والمتنبي. بل ويوثق في تسجيل صوتي خلال حفل ثقافي عام 1983 أن "أبا محسد" "صديقهُ، وجاره، ولصق داره"، في إشارة لمدينتي الشاعرين المتجاورتين، بل والمتشابكتين تاريخاً وجغرافية وأهلاً... ونعني بهما: الكوفة، والنجف...

تحدى الموت واختزل الزمانا .. فتى لوى من الدهر العنانا

فتى خبط الدنى والناس طراً ، وآلى أن يكونهما، فكانا

فتى دوى مع الفلك المدوي ، فقال كلاهما : انا كلانا

- وقاريء الجواهري يجد في جحفل قصيده العامر، إشارات واقتباسات هنا، ودفوعات ومفاخرات هناك بالمتنبي وعنه، ومن ذلك في "المقصورة عام 1940"، وبائية "كما يستكلب الذيب عام 1953"، ورباعية "سيسب الدهرعام 1960" و"يا ابن الفراتين عام 1970"، وقصيدة "بغداد عام 1983" وعديدٍ أخر، متنوع المعاني والغايات... هذا فضلاً عمّا كتبه في مقدمة المجلد الأول من جمهرته في المختار من الشعر العربي (دمشق - 1985) من انتصار صريح وعنيف لقرينه العظيم الذي حاول د. طه حسين أن ينال منه في كتابه الموسوم "المتنبي" والذي وقفت وراء تأليفه "عصبية قبلية" و"ثارات اقليمية"... وفقاً لتلك المقدمة...

وإذ يطول الحديث ذو الشأن، ويتسع في أكثر من قصيدة وواقعة وحال، فقد تكفي قراءة سريعة لعصمائه عن "المتنبي فتى الفتيان" عام 1977، ليستدل منها كيف يرى الجواهري صنوه، الذي "خبط الدنى والكون طراً، وآلى أن يكونهما فكانا"، وبماذا يقيّم عطاء "ابن الرافدين" الذي "اسال الروح في كلم موات" و"طاوعه العصي من المعاني"... ثم كيف يدافع عنه، وينتصر له من "أمير" و"اخشيد" و"شتام" و"حسود" وغيرهم.

فيا ابن الرافدين ونعم فخرٌ ، بأن فتى بنى الدنيا فتانا

ويا ابن الكوفة الحمراء وشى ، بها سمط اللالئ والجمانا

بحسبك ان تهز الكون فيها ، فتستدعي جنانك واللسانا

وان تعلو بدان لا يعلى ، وان تهوي بعال ٍ لا يداني

فماذا تبتغي أعلوَ شان ٍ ، فمن ذا كان أرفعَ منك شانا

- وأزعم، مع معنيين عديدين، أن الشاعر الكبير كان يتفاعل بمشاركة ومعايشة وجدانية مطلقة، وهو يتخذ هذا الموقف، أو ذلك التقييم للمتنبي ومنه، وما إلى ذلك من مشاعر وأحاسيس... فكلا العظيمين الثائرين على الخنوع والوهن والتقاليد الخاوية، والطامحين إلى العلى بكل اقتدار، قد نالهما الجور ولحقهما تجاوز الحاقدين، وتآمر الحاسدين، بل ومدّعي شعراً وأدباً حيناً، وعواء "ضباع" أحياناً آخرى. وفي جحــود وعسف وخصومات غير متكافئة – حسـب مـا يدّعي ذينك العظيمان على الأقل! - وخاصة بعد أن امتلكا السنام الأرقى في قمة الشعر العربي، وفي التميز بالآراء والرؤى، ودويّا مع الفلك المدوي، "فقال كلاهما إنا كلانا"... ويستمر الجاهري في عصمائه ليختتمها:

حلفت أبا المحسد بالمثنى ، من الجبروت والغضب المُعانى

وبالسلع النوافر في عروق ٍ ، كأن بكل واحدة سنانا

بأنك موقدَ الجمرات منا ، وان كُسيت على رغم ٍ دخانا

وانا أمة خلقت لتبقى ، وانت دليل بقياها عيانا

 
   
 



اقـــرأ ايضـــاً
السويد تتحرك بعد حكم بالإعدام على 3 من مواطنيها في العراق
السوداني: زيارة بارزاني لبغداد مهمة .. بارزاني: سعيد جدا بلقائك
بغداديون يحاربون الصيف بـ"مراوح الماء" ويطالبون الأمانة بانقاذهم
متفجرات تحت جامع النوري الكبير في الموصل تعلق أعمال إعادة إعماره
أميركا تعرض "صياغة جديدة" لمقترح وقف إطلاق النار في غزة
الزميل العزيز موسى مشكور (أبو نضال).. وداعاً
تعزية من الاتحاد الديمقراطي العراقي
بحضور الجالية العراقية.. نصب تذكاري للجواهري يضيف بهجة لعاصمة التشيك
صالات القمار.. بعضها لغسيل الأموال وأخرى تتبع لجهات متنفذة
المالكي يبحث عن "نهاية سعيدة".. ولاية ثالثة قبل تقاعده
في كردستان العراق مقابر منسية لنساء ضحايا جرائم العنف الأسري
في يوم مكافحة المخدرات.. بيان عراقي عن "المتاجرين الدوليين والمحليين"
 

نقوم بارسال نشرة بريدية اخبارية اسبوعية الى بريدكم الالكتروني ، يسرنا اشتراككم بالنشرة البريدية المنوعة. سوف تطلعون على احدث المستجدات في الموقع ولن يفوتكم أي شيئ





للمزيد من اﻵراء الحرة