بغداد – فقدت الأوساط الأدبية العراقية والعربية أكثر القصاصين تجديدا في جيل الستينات الأدبي برحيل فهد الأسدي بعد سنوات قضاها على فراش المرض من دون رعاية حكومية أو من اتحاد الأدباء والكتاب.
وتوفي الأسدي عن عمر يناهز الرابعة والسبعين بعد ان تردت حالته الصحية من دون ان يستطيع السفر خارج العراق لتلقي العلاج.
ويعد الأسدي أحد أبرز قصاصي جيل الستينيات العراقي، وعرف باهتماماته القصصية لشخصيات ومناطق الأهوار جنوب العراق.
وقال الكاتب العراقي رشيد الخيون الذي تعلم على يد فهد الأسدي الحرف الأول في الكتابة - حسب تعبيره- "بالنسبة لي يعد فهد الأسدي ظاهرة أدبية ثقافية نشأت في منطقة قصية عن المدن، وهو لم يتعلم الكتابة من أديب أو مثقف، إنما تعلمها ذاتيا".
واضاف في تصريح لـ"ميدل ايست أونلاين" بعد ان صدم بخبر رحيل استاذه "أتذكر مكتبته في بيت القصب، والتي جمع فيها الروايات ودواوين الشعر، وكنا أطفالا ننظر لها برهبة وإجلال".
وأكد بقوله ان فهد الأسدي لم يكن كاتب قصة فقط، وإنما كان خطاطا، وكان خطيباً أيضا".
وعبر الخيون المتخصص بالتاريخ العربي والإسلامي وصدر له أكثر من 10 كتب، عن امتعاضه بقوله "ان فهد الأسدي عاش إلى زمن لا ينظر الى الرمز الثقافي، إلا بالتهميش لأنه لا يمثل الرمز الديني أو الرمز المذهبي، فعمر الثقافة لم تكن دينية أو مذهبية، ولا يوم من الأيام سمعنا من الأسدي عندما كنا صغارا وبعد أن كبرنا، كلمة تشير إلى تمييز اجتماعي".
وأضاف "ان إهمال فهد الأسدي في الفترة الأخيرة يعطي تصورا واضحا، ان الزمن العراقي ليس زمن الثقافة.
وعاني الأسدي، صاحب قصص: "حلب بن غريبة" و" طيور السماء" من وضع صحي متدهور ورقد بسببه في المستشفى ببغداد، فيما علت أصوات مثقفين عراقيين داخل وخارج البلاد لمد يد العون والمساعدة له، من دون ان تنصت لها السلطات الحكومية او وزارة الثقافة أو اتحاد الأدباء.
ولد فهد الأسدي في قضاء الجبايش بمحافظة ذي قار عام 1939، وتخرج من كلية القانون – الجامعة المستنصرية عام 1974- 1975، عمل سنوات عديدة في التدريس، ثم امتهن المحاماة بعد تقاعده من التدريس.
بدأ النشر عام 1960 في مجلة "المثقف" البغدادية، ونشر العديد من نتاجه القصصي في الصحف والمجلات العراقية والعربية وخاصة "الأقلام" و "الآداب" اللبنانية.
أصدر ثلاثة مجموعات قصصية من بينها "طيور السماء"، ولديه مجموعة قصصية رابعة معدة للطبع بعنوان"عقدة غوردوس"، لكنه بقي معطلاً عن الكتابة منذ عام 2008، بعد ان صدرت روايته الأخيرة "حلب بن غريبة".
تُرجمت أعماله القصصية للغات الإنكليزية ونشرت في مجلة كلكامش التي أصدرتها دار المأمون في وزارة الثقافة العراقية في الثمانينات من القرن الماضي، اضافة الى ترجمة بعض اعماله إلى الفرنسية والألمانية والروسية والمجرية والكرواتية.