الانتقال الى مكتبة الفيديو
 
طـــوطـــم الـــذئــب
الأحد 13-01-2013
 
ترجمة ـ جودت جالي

في تشرين الثاني 2007 حازت رواية الكاتب الصيني جيانغ رونغ (طوطم الذئب) على جائزة (مان أشيان ليتريري) التي رصدت أصلا لجذب انتباه الوسط الأدبي العالمي الى المؤلفين الآسيويين المتميزين. كانت الرواية، التي كتبت باسم مستعار، تتحدث عن اضمحلال ثقافة الشعب المغولي، أحفاد جنكيز خان، وعن الذئب الذي ينظر اليه المغوليون بتقديس بالغ، قد حطمت في الصين ودول آسيوية الأرقام القياسية في المبيعات وبيعت حقوق طباعتها في ثلاثة عشر بلدا، وتعد ثاني كتاب في الصين من حيث عدد القراء بعد كتاب ماو الأحمر. إنها شبه سيرة ذاتية لشاب مثقف اسمه شين زهين رحل من مدينته بايجنغ الى سهوب منغوليا الداخلية خلال الثورة الثقافية، وتبدأ الرواية به وبعدد من الطلبة عندما شرعوا بمرافقة قبيلة مغولية بدوية لمدة سنتين. يظهر لنا المشهد الأول زهين وقائد الجماعة الحكيم بيلجي وهما يراقبان بالمنظار قطيع ذئاب... طوطم منغوليا. تنقسم الرواية منذ المقطع الأول الى نقيضتين... الصين ضد منغوليا، التطور ضد المحافظة، الجديد ضد القديم. في البداية يخيل الى القارئ أن زهين وزملاءه الطلبة في تعارض مع بيلجي، والذئاب، والأرض. غير أننا نكتشف بأن هؤلاء الشباب معنيون كثيرا بأسلوب حياة المغول وإذا ما كانوا أحيانا يخرقون العادات رغبة في التعلم فإنا نراهم أخيرا يجتمعون مع مضيفيهم في الركن الذي يتيح الموازنة بين البشر والذئب والأرض.

هذا الكتاب السميك مليء بأفكار زهين عن التاريخ الصيني والثقافة الصينية، وخصوصا، أفكاره عن كيفية غزو الجماعات المختلفة بعضها بعضا بطرق مختلفة وأزمنة مختلفة. عمل هو والطلبة الآخرون كرعاة غنم وسائسي خيول، مشاركين في صراعات حياة الترحال من أجل البقاء باستنساخ سلوك الذئاب. إن لقاءات زهين مع الذئاب توقظ فيه الغريزة البدائية ويزهر الانبهار بها في قلبه بحيث أصبح مهووسا بتعلم أكبر قدر من المعلومات عن الذئاب ما جعله يختطف جرو ذئب على الضد من رغبة الجماعة واحتفظ به بكثير من الاعتزاز والتدليل. برغم حب المغول للذئب فإنهم في صراع دائم معه، المعركة ذات طبيعة روحية بين الناس الرحل والذئب الضاري الذي يحكم السهوب، وهم في انسجامهم القاسي والصعب معه منذ آلاف السنين، يقدسونه ويتعلمون منه، أن ينصبوا الفخاخ له وقتله ثم يتركونه في مكانه للطبيعة، ﻟ(تنجر) وهو اسم الأرض عندهم، الأرض التي تحكم البشر والذئاب معا وتثيبهم. بالمقابل عندما يموت المرء تترك جثته في العراء لتأكلها الذئاب فتكتمل الدورة. الذئب طوطم، ومعلم، وخصم.. يصطاد ويفترس.

في النهاية يحوِّل ميلُ الصينيين الى التطور السهوبَ المعشبةَ الى صحارى. يعود زهين الى منغوليا وهو في منتصف العمر ليكتشف أن أسلوب الحياة الذي بجله ومجده قد باد تقريبا، وأن الشعب الذي أرعب العالم في زمن من الأزمان فقد قوته وتميزه. لقد تحطم سلام السهوب بوصول الصينيين أبناء جلدته الذين أرسلوا الى الأراضي المنغولية بدعوى تمدينها وهدايتها الى الحضارة. أولا خاضوا المعركة مع الذئاب لإبادتها ومن ثم جاء دور الثقافة المغولية لتضمحل في مرجل الثورة الثقافية وبعدهما تغيرت الأرض نفسها. هكذا قضي على التوازن الذي كان يحتضن الحياة في هذه البرية لآلاف السنين. بغياب الذئاب كثرت حيوانات كالفئران لتشكل وباء، والغنم البري التهم العشب حتى تحولت المروج الى صحارى تبعث بعواصف غبار كثيف يغطي مدينة بايجنغ ويحجب القمر أحيانا.  

عن ليتريري ريفيو

الكتاب: Wolf totem by Jiang Rong translated by Howard Goldblatt

 
   
 



اقـــرأ ايضـــاً
السوداني: زيارة بارزاني لبغداد مهمة .. بارزاني: سعيد جدا بلقائك
بغداديون يحاربون الصيف بـ"مراوح الماء" ويطالبون الأمانة بانقاذهم
متفجرات تحت جامع النوري الكبير في الموصل تعلق أعمال إعادة إعماره
أميركا تعرض "صياغة جديدة" لمقترح وقف إطلاق النار في غزة
الزميل العزيز موسى مشكور (أبو نضال).. وداعاً
تعزية من الاتحاد الديمقراطي العراقي
بحضور الجالية العراقية.. نصب تذكاري للجواهري يضيف بهجة لعاصمة التشيك
صالات القمار.. بعضها لغسيل الأموال وأخرى تتبع لجهات متنفذة
المالكي يبحث عن "نهاية سعيدة".. ولاية ثالثة قبل تقاعده
في كردستان العراق مقابر منسية لنساء ضحايا جرائم العنف الأسري
في يوم مكافحة المخدرات.. بيان عراقي عن "المتاجرين الدوليين والمحليين"
أردوغان: خطط نتانياهو ستتسبب بـ"كارثة كبرى" ونحن نقف إلى جانب لبنان
 

نقوم بارسال نشرة بريدية اخبارية اسبوعية الى بريدكم الالكتروني ، يسرنا اشتراككم بالنشرة البريدية المنوعة. سوف تطلعون على احدث المستجدات في الموقع ولن يفوتكم أي شيئ





للمزيد من اﻵراء الحرة