الانتقال الى مكتبة الفيديو
 
نحن والمستقبل
السبت 19-01-2013
 
ياسين النصير

قد يبدو العنوان كبيرا لكنه في حقيقة الأمر ضرورة قصوى لأي تفكير يتوخى المنهجية،والفكرة التي أنوي معالجتها قد تثير البعض ممن يؤمن بخط فكري أحادي، مهما كان هذا الخط علمانيا أم قوميا أم دينيا، فالحقيقة الغائبة عن مناهج جامعاتنا، أنها بلا فلسفة متبناة من قبلها، وكأن الفلسفة كفر وإلحاد، بينما هي طريقة منهجية لفهم انفسنا والعالم.

وقبل التصريح بالفكرة التي أنوي طرحها، علينا أن نجد الدول المشابهة لوضعنا العراقي، سيكون ذلك اختصارا للوقت وللجهد، ومن يستقرئ  ما مرّ العراق به يجده أقرب إلى الانموذج الألماني منه إلى الانموذج الإنجليزي أو الأميركي أو الفرنسي، فالانموذج الألماني منذ عصر التنوير الذي ساد أوروبا خلال القرنين السابع عشر والثامن عشر، والذي كان يتميز بفكرة التقدم، وعدم الثقة بالتقاليد، والتفاؤل، والايمان بالعقل، والدعوة الى التفكير الذاتي. ما تزال مثل هذه القيم معمولا بها بالرغم من  التطورات التي جرت على مفردات عصر التنوير في القرنين التاسع عشر والعشرين، بالنسبة لنا تبدو مقبولة لو فهمنا آليات عملها اجتماعيا واقتصاديا وثقافيا، حيث يمكن الاهتداء إلى منطلقاتها بيسر لأن العراق يمر بمرحلة مشابهة لما مرت بة ألمانيا في القرن التاسع عشر..ولدي عشرات الأفكار المقارنة بين العراق وألمانيا، في المقدمة منها القوة الاقتصادية والقوة الروحية لكلا البلدين، والأفكار الثورية المؤسسة على أراضيهما والاتجاهات المعرفية الفلسفية الفكرية، وحتى النزعة العسكرية. وهناك أكثر من وشيجة اقتران بين  ظهور الأفكار الحديثة في المانيا القرن التاسع عشر؛ أفكار هيجل وماركس وفخته وشوبنهاور ونيتشه، وأفكار الإرث العراقي العريق، ثم يعطينا التشابه في غزو المانيا  للآخرين وغزو العراق..وأخيرا خلاص البلدين بفعل الاحتلال من قبل القوى العالمية ثم القيام بمشروعات نهضوية وعمرانية عقب ذلك كله. وأقول ثمة تشابه حتى بالفساد والنهب وصراع الأقاليم والمحافظات،  ثم وهذا هو المهم اهتمام المانيا بالثقافة المستندة إلى فهم الحضارة والتقنية، وحاجة العراق للطريق نفسه في الثقافة المستندة على إرثنا الحضاري والرغبة في النهوض مستقبلا.

لا بأس من عمل مقارنات خاصة في مراحل تحول المجتمعات، دون أن يعني ذلك اختذاء أو السير تحت يافطات الغير، فنحن بلد متجدد وارثه الحضاري يسمح له بالتطور، لا بالبقاء تحت هيمنة مقولات لا تتجدد، وعلينا أن نعي دورنا كنخبة مثقفة في تنوير الساسة في حلقات تجدد ممارساتهم وتفكيرهم. ففي المانيا لنا أكثر من إرث بوابة عشتار ومتحف وادي الرافدين، تنقيبهم المبكر عن النفط في كركوك، حيث دخل العراق مرحلة الانتاج، تنقيبهم عن الآثار في أور، وغيرها.وإذا ما فهمنا قيمة المزاوجة بين العلم والروح  في حضارة كلا البلدين، سيكون العراق في المنطقة التي يصعب على أية دولة شرق أوسطية اللحاق به.

النموذج الألماني ربما غير كاف لتمثيل نهضتنا القادمة، سنجد نماذج أخرى في فرنسا واليابان وانجلترا والولايات المتحدة الأميركية وغيرها، هذا يعني أن بلدا حيا ومتطلعا كالعراق لا يمكنه أن يختبئ تحت عباءة أحد، إن لم نقل أن عباءته الوطنية تتسع لعلوم العالم وتقنياته ويكون ذلك مدعاة لنا نحن العراقيين من أننا شعب لايفتح حريته على ذاته فقط.

 
   
 



اقـــرأ ايضـــاً
السويد تتحرك بعد حكم بالإعدام على 3 من مواطنيها في العراق
السوداني: زيارة بارزاني لبغداد مهمة .. بارزاني: سعيد جدا بلقائك
بغداديون يحاربون الصيف بـ"مراوح الماء" ويطالبون الأمانة بانقاذهم
متفجرات تحت جامع النوري الكبير في الموصل تعلق أعمال إعادة إعماره
أميركا تعرض "صياغة جديدة" لمقترح وقف إطلاق النار في غزة
الزميل العزيز موسى مشكور (أبو نضال).. وداعاً
تعزية من الاتحاد الديمقراطي العراقي
بحضور الجالية العراقية.. نصب تذكاري للجواهري يضيف بهجة لعاصمة التشيك
صالات القمار.. بعضها لغسيل الأموال وأخرى تتبع لجهات متنفذة
المالكي يبحث عن "نهاية سعيدة".. ولاية ثالثة قبل تقاعده
في كردستان العراق مقابر منسية لنساء ضحايا جرائم العنف الأسري
في يوم مكافحة المخدرات.. بيان عراقي عن "المتاجرين الدوليين والمحليين"
 

نقوم بارسال نشرة بريدية اخبارية اسبوعية الى بريدكم الالكتروني ، يسرنا اشتراككم بالنشرة البريدية المنوعة. سوف تطلعون على احدث المستجدات في الموقع ولن يفوتكم أي شيئ





للمزيد من اﻵراء الحرة