دب الخلاف بين الشعراء والفنانين العراقيين مع اقتراب ساعة حسم موضوع النشيد الوطني السادس للبلاد، الثلاثاء، في البرلمان، إذ تنذر آراء أبداها البعض بشأن النشيد بامتداد حرائق السياسية المشتعلة في أنحاء العراق إلى الوسط الثقافي، ففي حين يعتبر شاعر وملحن أن قصيدة الجواهري (سلام على هضبـات العراق)، وهي الأقرب للفوز، "غير صالحة" لصعوبة مفرداتها ولكونها "لا تحاكي" واقع العراق الجديد، يرى آخر أنها تجسد حب الوطن والتضحية والإيثار وأنها ستكون "قريبة لأرواحنا".
ويقول الشاعر العراقي منذر عبد الحر، في حديث إلى (المدى بريس)، إن "قصيدة الجواهري لا تصلح أن تكون نشيداً وطنياً بالرغم من بلاغتها وكون الشاعر يعتبر رمزاً وطنياً وثقافياً كبيراً لا يمكن تجاهله أبداً". ويضيف عبد الحر إلى أن "القصيدة لا تحاكي واقع العراق الجديد وتحتوي على مفردات صعبة جداً واسلوبها ليس من نوع السهل الممتنع الذي يوصلها لجميع شرائح المجتمع كالتلميذ والفلاح والمثقف".
من جانبه، يرى الملحن الغنائي ضياء الحميد، في حديث إلى (المدى برس)، أن "النشيد الوطني يجب أن يكون بسيطاً من حيث الكلمات واللحن كي يسهل حفظه على المواطنين صغيرهم وكبيرهم لا كما هو الحال مع قصيدة الجواهري المليئة بالعبارات المعقدة التي يصعب على الكثيرين اليوم قراءتها فكيف الحال بتلحينها"، وتابع أن "معظم دول العالم تعتمد أناشيد وطنية سلسة يسهل حفظها وتداولها حتى من قبل من لا يتقن لغة تلك البلدان".
لكن الشاعر الشعبي عريان السيد خلف، يخالف تلك الآراء، إذ يقول في حديث إلى (المدى برس)، إن "قصيدة الجواهري كلام عربي فصيح لا يوجد فيه أي صعوبة"، مضيفاً أن "الجواهري شاعراَ كبيراً تجسدت فيه معاني حب الوطن والتضحية والإيثار، وأبيات قصيدته ستكون شيئاً قريباً لأرواحنا".
ويدعو السيد خلف، وهو شاعر معروف، إلى ضرورة "اعتماد قصيدة الجواهري كنشيد وطني"، لافتاً إلى أن "الجواهري يستحق أن نتغنى بقصائده وأناشيده".
بدوره، يقول رئيس لجنة الثقافة والإعلام البرلمانية علي الشلاه، في حديث إلى (المدى برس)، إن "مقترح قانون النشيد الوطني يتضمن ثلاثة نصوص شعرية لكل من الشعراء محمد مهدي الجواهري وبدر شاكر السياب ومحمد مهدي البصير"، مشيراً إلى أن "اللجنة وضعت هذا القانون في جلسة البرلمان المقبلة غداً الـ22 من كانون الثاني الحالي، تمهيداً لقراءته مرة ثانية".
ويضيف الشلاه، أن "قصيدة محمد مهدي الجواهري كانت الأكثر قبولاً، كونها تقول في مطلعها سلاماً على هضبات العراق، والسلام هو أكثر شيء ينبغي أن يعيشه العراق اليوم"، مبيناً أن "مسألة اختيار اللحن مؤجلة حالياً برغم التوجه لتشكيل لجنة من كبار الموسيقيين العراقيين، ليختاروا من يرونه مناسباً لوضع لحن لمثل هذا العمل الكبير".
وكان مجلس النواب العراقي قد صوت من حيث المبدأ، خلال جلسته الخامسة من الفصل التشريعي الأول للسنة التشريعية الثالثة، التي عقدت، في الـ12 من تموز 2012 المنصرم، على اعتماد مضمون قصيدة الشاعر محمد مهدي الجواهري "سلام على هضبات العراق" كنشيد وطني لجمهورية العراق.