الانتقال الى مكتبة الفيديو
 
شجون الكتابة وطقوسها
الثلاثاء 22-01-2013
 
باقر صاحب

يتردد الحديث عن طقوس الكتابة في الحوارت والدراسات النقدية، كما يتردد في الجلسات الودية بين الكتاب،

بعض من الكتاب عدوا التساؤلات عنها هي (ديدن صحافيي الأمس)، فيما أصبح التحدث عنها الآن قرين بإطلاق ادعاءات واكتساب أهمية إعلامية بعيدا عن الفعل الإبداعي.

تلك المداخلة تشرع لنا السؤال عن معنى تدفق قرائح الكتاب والشعراء شريطة أن تتوفر طقوس معينة اعتادوا توفرها كي يكتبوا، فهل يعني انعدامها جفاف القريحة أو تعسر  هبوط الإلهام اوشيطان الشعر، وهل ذلك الأمر يعد حسنة أم مثلبة؟

حين نقرأ سير كبار الكتاب يزداد فضولنا غالبا لمعرفة طقوسهم حين يكتبون لإجراء مقارنة نسبية بين تلك الطقوس والحالات التي تدفعنا نحن للكتابة، لكن تلك المقارنة ينبغي أن لا تغفل الاختلافات الجذرية بين عصرهم وعصرنا، مع التذكير بأن تلك الطقوس التي عرفوا بها هي لاتعدو كما سماها أحد الأدباء (إكسسوارات) فعبقريتهم هي العلامة الفارقة الأولى في شهرتهم.

بالنسبة لنا نحن  الكتاب العراقيين، في فترة مابعد التغيير، تداخلت حالتان، انفتاحنا التكنولوجي خاصة على العالم ، مع مراوحة الاوضاع الاقتصادية والاجتماعية  لغالبيتناعلى حالها، يندر أن تمتلك غالبية كتابنا في بيوتهم غرفا مكتبية خاصة يعتزلون بها للكتابة والقراءة، يصنعون فيها ما يسمى طقوسا كتابية، فضلا عن حالة أخرى تمثلت أن غالبية شعرائنا وكتابنا يعملون في وسائل الإعلام المختلفة كونها الأقرب إلى اهتماماتهم الثقافية، وبعضهم الكثير يعمل في أكثر من وسيلة إعلامية في اليوم الواحد يصلون النهار بالليل لتوفير متطلبات عوائلهم، متطلبات العمل الصحفي تستهلك الكتاب والمبدعين، تستهلك خزينهم  المعرفي في تحرير واجباتهم الصحفية، الجزء  النزير من أوقاتنا نخليه لكتابة نصوص أو استكمال مشاريع إبداعية، ينطبق الأمر كثيرا على من يخلص لواجبه الإعلامي أو أي عمل وظيفي آخر، كما ينطبق على من يخلص لمسؤولياته العائلية، لمن يؤمن أن الثقافة سلوك حضاري أخلاقي في التعامل مع الآخرين بدءا من أسرته مرورا بالمنطقة السكنية ومحيط العمل انتهاء بالميدان الكبير –المجتمع ككل.

إزاء يوميات كتابنا تلك، هل يصح القول أن لغالبية كتابنا أو لبعضهم في الكتابة طقوسا ثابتة، لا أعتقد ذلك طالما أنه لم تتوفر بعد أرضية راسخة للاستقرار السياسي والازدهار الاقتصادي  في بلادنا، لكن الوجه الآخر من طرحنا هذا: هل ينبغي أن تشترط المغايرة في الكتابة والإبداع توفر أجواء رومانسية، هادئة، مكان مكتبي– فني، غير ذلك لانبدع، أعتقد أن الأمر فيه مثلبة،وادعاء، وضمور ما يستوجب  أن يقال، ذلك الأمر مطروح للنقاش أمام كتابنا وقرائنا، مثلما تضم صفحة اليوم استطلاعا لآراء بعض من مثقفينا في هذا الشأن، أرجو أن يتعزز لاحقا بمداخلات آخرين.    

أرى  أن الكتابة تأتي طلائع أفكارها وسطورها في كل زمان ومكان، وفي مختلف الظروف الشخصية للكاتب، شريطة أن يكون الهم الكتابي متحفزا في داخله كل الأوقات، أي الرغبة في الكتابة أولا، والرغبة في التجاوز أولا أيضا، ترافقهما القراءة الدائمة، والدقة في ملاحظة تفاصيل اليومي وصناعة ارتباطات مستمرة مع رؤيته الذاتية للحياة والعالم.

 
   
 



اقـــرأ ايضـــاً
السويد تتحرك بعد حكم بالإعدام على 3 من مواطنيها في العراق
السوداني: زيارة بارزاني لبغداد مهمة .. بارزاني: سعيد جدا بلقائك
بغداديون يحاربون الصيف بـ"مراوح الماء" ويطالبون الأمانة بانقاذهم
متفجرات تحت جامع النوري الكبير في الموصل تعلق أعمال إعادة إعماره
أميركا تعرض "صياغة جديدة" لمقترح وقف إطلاق النار في غزة
الزميل العزيز موسى مشكور (أبو نضال).. وداعاً
تعزية من الاتحاد الديمقراطي العراقي
بحضور الجالية العراقية.. نصب تذكاري للجواهري يضيف بهجة لعاصمة التشيك
صالات القمار.. بعضها لغسيل الأموال وأخرى تتبع لجهات متنفذة
المالكي يبحث عن "نهاية سعيدة".. ولاية ثالثة قبل تقاعده
في كردستان العراق مقابر منسية لنساء ضحايا جرائم العنف الأسري
في يوم مكافحة المخدرات.. بيان عراقي عن "المتاجرين الدوليين والمحليين"
 

نقوم بارسال نشرة بريدية اخبارية اسبوعية الى بريدكم الالكتروني ، يسرنا اشتراككم بالنشرة البريدية المنوعة. سوف تطلعون على احدث المستجدات في الموقع ولن يفوتكم أي شيئ





للمزيد من اﻵراء الحرة