الانتقال الى مكتبة الفيديو
 
الثقافة تعد بغداد
الثلاثاء 16-04-2013
 
المدى برس/ بغداد
عدت وزارة الثقافة العراقية، اليوم الثلاثاء، أن عملية تحديث بغداد تواجه عراقيل جمة، واوضحت أن العاصمة باتت "ضحية العشوائيات والمشاريع الوهمية والفساد" في ظل عدم وجود إدارة مؤهلة لذلك، في حين أكد مسؤولون عراقيون وفرنسيون على وجود تعاون لتطوير الواقع العمراني للعاصمة داعين إلى ضرورة حصر الأبنية التراثية المراد ترميمها للمباشرة بذلك.

جاء ذلك خلال ندوة نظمتها الوزارة ضمن فعاليات بغداد عاصمة الثقافة 2013، بعنوان (عمارة الحداثة في بغداد، من كوربوزية إلى العراقيين الرواد)، في كلية الهندسة جامعة بغداد، بالتعاون مع السفارة الفرنسية ومنظمة اليونيسف، وحضرتها (المدى برس).

وقال وكيل وزارة الثقافة فوزي الاتروشي، في كلمته خلال الندوة، إن "بغداد ضحية الإرهاب والعشوائيات والمشاريع الوهمية والفساد المستشري فيها كغيرها من مدن العراق مما يعرقل وضع خطة لتحديثها"، مشيراً إلى إن "مهمتنا هي بناء مدينة بغداد الحلم، مدينة المستقل ووضع تخطيط عراقي علمي تخصصي لما يجب أن تكون عليه".

وأضاف الاتروشي، أن "مدينة بغداد تتميز بسوء الحظ لأنها من أكثر المدن التي تعرضت للاحتلال وتحررت منها"، مبيناً أن "السقوط الأخير للمدينة كان رقم 20 في تاريخها".

وأوضح وكيل وزارة الثقافة، أن "بغداد لم تجد من هو مؤهلاً لإدارة ملف التحديث العمراني فيها بسبب عدم أهلية بعض المسؤولين، ووجود الرجل غير المناسب في المكان غير المناسب".

من جهته، قال عميد كلية الهندسة في جامعة بغداد، قاسم محمد، في حديث إلى (المدى برس)، إن "هدف الندوة هو التواصل مع المعماريين الفرنسيين والاستفادة من خبراتهم لأعمار المناطق التراثية في بغداد"، مضيفاً أن "الندوة أقيمت بالتعاون بين وزارة الثقافة والسفارة الفرنسية ومنظمة اليونسكو، وهي فرصة لمد الجسور مع التراث الإنساني من جهة والمعماريين الرواد من جهة أخرى فضلاً عن التوصل مع الطلاب والأساتذة العراقيين".

وذكر محمد، أن "الندوة تسعى أيضاً للحفاظ على التراث وترميمه وتحديثه"، وتابع أنها "ستدعو الجهات المسؤولة لإدامة بعض المباني التراثية المعروفة التي تعتبر من التراث الإنساني"، لافتاً إلى إن "كلية الهندسة على تواصل مع المعماريين الفرنسيين للاستفادة من خدماتهم لإدامة الأبنية التراثية في بغداد".

واستطرد عميد كلية الهندسة، أن "الفنان والمعماري الفرنسي لو كوربوزيه هو الذي صمم قاعة الشعب للجمناستك عام 1956"، مؤكداً أن "منظمة اليونسكو اعتبرت القاعة من التراث الإنساني".

إلى ذلك قالت مسؤولة المرصد الحضري داخل المعهد الفرنسي للشرق الأدنى، سيسيليا بييري، خلال الندوة، إن "المعهد ينسق مع جامعة بغداد في مجال الفن المعماري الحديث منذ عام 2009"، مبينة أن "المعهد سبق أن عمل منذ سنوات على التبادل الفكري مع المعماريين العراقيين".

ولاحظت المؤرخة المعمارية مينا ماريفات، أن "بغداد خلطت في مبانيها ما بين الشرق والغرب"، مؤكدة أن هنالك "بصمات عربية وعراقية فيها فضلاً عن تأثيرات يونانية في بعض بناياتها التي أخذت تصاميمها من التاريخ".

بالمقابل أشاد جان لويس كوهين، خلال الندوة، بـ"قاعة الشعب للجمناستك في بغداد، التي صممها لو كوربوزيه"، عاداً أنها "معروفة بين أوساط المتابعين لشؤون العمارة والهواة والخبراء والآن هي معروفة ضمن تراث اليونسكو".

وتابع كوهين، أن "لو كوربوزيه استعمل أموراً جديدة في بناء المبنى مثل واقيات الشمس، الحجر، الطابوق والخشب"، مضيفاً أن "لو كوربوزيه كان لديه توجهاً نحو بناء ناطحات السحاب والأبنية الدينية، مثل الكنائس والمعابد وأن 19 من أعماله صنفت ضمن تراث اليونسكو".

وكشف كوهين عن "مشروع يجري العمل عليه بين العراق وفرنسا لإعادة ترميم المناطق التراثية والبحث عن المواد التي يجب أن تستعمل في تلك المواقع"، داعياً المسؤولين عن الشأن التراثي العراقي، إلى "إجراء مسح للأماكن التي تحتاج إلى ترميم لحصرها".

وولد شارل إدوار جانيريه (Charles-Edouard Jeanneret)، المعروف أيضاً باسم لو كوربوزيه Le Corbusier،  في (السادس من تشرين الأول 1887)،  وتوفي في (الـ27 من آب 1965)، وكان معمارياً سويسرياً من أصل فرنسي، اشتهر بمساهماته في ما يسمى الآن بعمارة الحداثة، أو الأسلوب الدولي، ورائداً في الدراسات النظرية للتصميم الحديث وقد كرّس نفسه لتزويد ظروف معيشية أفضل لسكّان المدن المزدحمة، وتواصلت مهنته خمسة عقود، بعدما أنشأ البنايات في أوروبا الوسطى، والهند، وروسيا، والشرق الاوسط بالإضافة إلى بناء واحد في الولايات المتحدة، وكان أيضاً مخطّطاً، ورسّاماً، ونحّاتاً، وكاتباً، ومصمماً للأثاث.

يذكر أن مهرجان بغداد عاصمة للثقافة العربية 2013 أفتتح في (الـ23 من آذار 2013)، من قبل رئيس الحكومة نوري المالكي، في منتزه الزوراء قرب المنطقة الخضراء في بغداد.

وكانت فكرة اقامة عاصمة للثقافة العربية انطلقت في العام 1996 اثر اقتراح للمجموعة العربية في اليونسكو بدء تطبيق فكرة عاصمة الثقافة العربية، في المدن العربية التاريخية، وهدفت المجموعة العربية في اليونسكو من هذه الفكرة اظهار الامكانيات الحضارية للمدينة المعنية ودورها التاريخي والمعاصر في الابداع الثقافي والحضاري وقد اختيرت بغداد عاصمة للثقافة العربية في العام 2013 .

وكانت منظمة اليونسكو اختارت في العام 2011 بغداد عاصمة للثقافة العربية للعام 2013 الحالي.

 
   
 



اقـــرأ ايضـــاً
بغداديون يحاربون الصيف بـ"مراوح الماء" ويطالبون الأمانة بانقاذهم
متفجرات تحت جامع النوري الكبير في الموصل تعلق أعمال إعادة إعماره
أميركا تعرض "صياغة جديدة" لمقترح وقف إطلاق النار في غزة
الزميل العزيز موسى مشكور (أبو نضال).. وداعاً
تعزية من الاتحاد الديمقراطي العراقي
بحضور الجالية العراقية.. نصب تذكاري للجواهري يضيف بهجة لعاصمة التشيك
صالات القمار.. بعضها لغسيل الأموال وأخرى تتبع لجهات متنفذة
المالكي يبحث عن "نهاية سعيدة".. ولاية ثالثة قبل تقاعده
في كردستان العراق مقابر منسية لنساء ضحايا جرائم العنف الأسري
في يوم مكافحة المخدرات.. بيان عراقي عن "المتاجرين الدوليين والمحليين"
أردوغان: خطط نتانياهو ستتسبب بـ"كارثة كبرى" ونحن نقف إلى جانب لبنان
انخفاض ملحوظ.. رياح شمالية تكسر من حدة الموجة الحارة في العراق
 

نقوم بارسال نشرة بريدية اخبارية اسبوعية الى بريدكم الالكتروني ، يسرنا اشتراككم بالنشرة البريدية المنوعة. سوف تطلعون على احدث المستجدات في الموقع ولن يفوتكم أي شيئ





للمزيد من اﻵراء الحرة