تجمهر العشرات من شباب "المسرح الوطني" مع فنانين آخرين من خارج مديرية السينما والمسرح، صباح الجمعة الماضية، في قلب شارع المتنبي، محتجين على تدخل وزارة الثقافة في شؤون المسرح بعد الضجة التي أثيرت حول عرض مسرحي لفرقة ألمانية كانت ضيفة افتتاح مهرجان منتدى المسرح الدولي الاخير.
معظم الشباب المسرحي في تلك المؤسستين يعتقد ان العرض الألماني الذي أثار الإشكالية لم يكن الا حجة لمحاولة الاستحواذ على المشهد الثقافي، وأدلجته مجددا، ولكن هذه المرة بإسم الدين والأخلاق.
ويرى هؤلاء الشباب حسب البيان الذي ألقوه في وقفة الاحتجاج، باسم تجمع الفنانين والمثقفين، ان "الثقافة أهملت وتراجع دورها بسبب المحاصصة، التي ألحقتها وألحقت المثقف بالصراع السياسي، وبأسلوب مفضوح نتجت عنه قرارات تتصف باللامهنية، التي تصب في مصلحة اطراف تنظر للثقافة بعين الريبة والاحتقار"، كما عبر الشباب في بيانهم، الذي قرأه الفنان المسرحي احمد شرجي، عن رفضهم للاتهام الذي وجه إليهم، والداعي بأنهم تقاضوا أموالا كي يتظاهروا!.
وفي ختام البيان اكد الشباب ان "نشاطا بحجم مهرجان منتدى المسرح كان بمثابة خطوة تعبد الطريق الثقافي بين العراق والعالم، قد تمت الإساءة اليه عبر التعامل مع ازمة العرض المسرحي الألماني، وتقديم صورة لا تليق بالعراق وثقافته".
هذا وقد تحلق عدد كبير من المثقفين والمواطنين، في دائرة امام مقهى الشابندر، حول شباب المسرح الذين قدموا عروضا مسرحية جميلة، وكان بعضها ارتجالي، ليناقشوا من خلالها مرة بلغة مباشرة ومرة بالتورية
والإيحاء، عناصر ومفاصل الأزمة السياسية والثقافية التي يعيشها الوطن بشكل عام والثقافة بشكل خاص.
كذلك قرئ بيان جديد وقعت عليه مجموعة كبيرة من الفنانين والمثقفين، يستنكر ما قامت به وزارة الثقافة،
ويطالب الجميع برفع أصواتهم من اجل ديمقراطية الثقافة.
هذا وأنهى الشباب فعاليتهم بمسيرة طافت شارع المتنبي وهم يرددون نشيد "موطني"، رافعين لوحة فنية رسمها الفنان صباح وكانت عبارة عن قفل كبير كتب عليه "الثقافة"، وقد وقع على اللوحة عدد كبير من المتجمهرين.