الانتقال الى مكتبة الفيديو
 
التلصص من ثقب الباب
الثلاثاء 02-07-2013
 
عرض شميران مروكل

صدر عن دار المأمون للترجمة والنشر احدى تشكيلات وزارة الثقافة العدد الخامس ضمن سلسلة اوراق المأمون .. كتاب بعنوان التلصص من ثقب الباب وهو عبارة عن مقالات في الادب النسوي ، تأليف ميسلون هادي في 96 صفحة من القطع المتوسط .

يتناول الكتاب موضوع ادب المرأة الذي مازال واحدا من ابرز المواضيع الادبية التي تثير الجدل بين الاوساط النقدية والفكرية في كل زمان ومكان .. ويؤشر الى هيمنة الكاتب ( الذكر ) على الادب لعصور طويلة والذي بدوره ادى دورا غريبا في تهميش ادب المرأة على مر الزمان . ولكننا نلاحظ ان العقود الاخيرة من زماننا فسحت المجال واسعا امام المرأة لتكتب ادبا جديدا لا يمكن بأي حال من الاحوال التقليل من شأنه خاصة بعد ان باتت المرأة في كتابات عدد ليس بالقليل من الادباء نموذجا احادي المنحى لا يكاد في اغلب الاحيان يعترف بقيمتها في المجتمع وإنسانيتها بعد عصور من الظلام والابعاد .

تضمن الكتاب قراءات الكاتبة لصوت الانثى لنازك الاعرجي عن مصطلح الادب النسوي الذي يميز الكاتبة ولا يعزلها ومقالة الناقد الدكتور محمد صابر عبيد المعنونة ( كعب اخيل : عاصفة الرواية النسوية والمعركة الخاسرة ) التي تقول عنها الكاتبة : اني شعرت ان الناقد يمتشق ادواته النقدية ويستنفر همته اللغوية من اجل ان يبخس الرواية النسوية حقها ، ولم يفعل هذا بطريقة خفية ولكنه يهاجم بطريقة صريحة تريد اخلاء الساحة من اللاعبات واعادة الملعب لأهله من اللاعبين الذكور .وعن نساء وحماس وادونيس ومن جهة تأليه المرأة كتب الشاعر ( انسي الحاج ) عن هذه النظرة ( في خواتمه التي ينشرها في جريدة الاخبار اللبنانية ) ان الادب الرومانسي اخترع امرأة غمامية حلمية مسجاة في قصر مسحور ذات عصر مسحور وهي كما يقول ليست الصورة الحقيقية التي تواجهنا بها المرأة كل يوم .. في كتابه ( التجربة الانثوية )  يقدم المؤلف والمحرر والمترجم صنع الله ابراهيم افضل ما يمكن لرجل اديب ان يفعله عندما يقع في ازدواجية الفكر في نظرته الى الكاتبة الجريئة من منظور الرجل المقتضب ، اذ يترجم في كتابه ذلك احد عشر نصا من اللغة الانكليزية يجمع بين تلك النصوص امران ، الاول ان المؤلف دائما هو امرأة والثاني ان الموضوع واحد وهو الجنس ، وتقول الكاتبة ، ليس لدينا اعتراض على الامر الاول بل على العكس هو مما يفرحنا في اضاءة ما تنتجه النساء في العالم من ابداع . ولكن الامر الثاني الذي تحفظنا هو هذا التعامل المقتضب مع ( التجربة الانثوية ) عبر اختيارات اوقعت المترجم والمؤلف والمحرر صنع الله ابراهيم في الازدواجية . في كتابها ( صوت الانثى ) تدعم الناقدة نازك الاعرجي مصطلح الادب النسوي بشدة وتورد نقاط القوة الكامنة فيه وتنتصر له وتدافع عنه وتدعو الكاتبات الى الاعتراف به وعدم التنكر له لكي لا ينضوي تحت راية الادب المجتمعي الذي يكتبه الرجل .

اما الباحثة المغربية فاطمة المرنيسي .. في كتابها ( العابرة المكسورة الجناح .. شهرزاد ترحل الى الغرب ) تناقش فكرة ان شهرزاد ( القصاصة ) التي روت لشهريار حكاياتها الألف وأنقذت نفسها وبنات جنسها من القتل ، قد عبرت يهذه الحيلة عن ذكائها المفرط وقدرتها الاستثنائية على استخدام عقلها في محاورة الرجل والحد من طغيانه الذكوري . وتضيف الكاتبة انه حين يتعلق الامر بالمرأة الكاتبة فان من الغريب ان يضع الكثير من ادبائنا ونقادنا العرب مفهوم الجرأة لديها تحديدا في جراب واحد هو جرأتها على استعراض تجارب حسية تقترب من المناطق المحظورة او المخفية في حياة المرأة وغريب ايضا ان يجري مثل هذا الطرح بشأن مفهوم الجرأة في العمل الادبي في الوقت الذي يزخر تراثنا العربي الادبي فيه بكم هائل من القصائد والقصص والمرويات التي تناولت هذا الجانب الحساس من الطبيعة البشرية وأشبعته قصا وشعرا وبحثا وتندرا .. وتشير الكاتبة الى الديوان الجديد لسهام جبار ( قديما مثل هيباشيا ) كونه نموذج لأدب المرأة الذي يتجه ايضا الى خارج التاريخ السالب للأنوثة ولا يبتعد كثيرا عن هذا المنحى وان الشاعرة اذ تتدارس الوجود بالشعر ، تقترب من الواقع وتضع قدميها على خط الاستواء حتى وهي تنظر شمالا وهذا هو ما يميز برأي الكاتبة الادب الذي يجمع  بين الجمالي والتقدمي وهو ايضا ما نراه في تجربتها الشعرية الجديدة التي اختارت لها شخصية تاريخية هي ( هيباشيا ) تقول عنها المصادر والمراجع انها عالمة ومفكرة من الاسكندرية وفيلسوفة ولمعت في مجال الرياضيات ..

قتلت نتيجة ان المسيحيين الاوائل كانوا ينظرون اليها على انها تجسد العلم والثقافة والفلسفة الوثنية .. فتاة عاشت للفكر وحده ورفضت الزواج وترهبت في محراب الفلسفة . هذه الشخصية التراجيدية المستوحدة شأنها شأن الشخصيات التي ستتميز في التاريخ كونها خرجت من تاريخ النساء المألوف بمعناه الجسدي المحض ستواجه الكثير من التحديات وقد تنتهي الى مصائر معنوية مشابهة لمصير هيباشيا ، مما يجعل هذه المعاناة ازلية لوجود انساني رفيع لايجد سقفا يحميه على الارض فينفى او يغترب او يلجأ الى تحصين نفسه بوسائل تقدمية يكون الادب والفن والسياسة بينها او حمايتها بوسائل قد تتناقض مع ما يؤمن به من افكار او ما يتمتع به من وعي كاللجوء الى حجب الجسد للتماهي مع هذا المجتمع الظالم والدفاع عن النفس ضد افكاره التعسفية وهذا ما يحدث للمرأة المثقفة وغير المثقفة في كل زمان ومكان .

اختم بالقول انه الان والعالم العربي يشهد ثورة غير مسبوقة في مجال الادب الروائي الذي تكتبه المرأة وعندما يرى ويكتب ويروى هذا الكائن الذي اغلقت دونه كل النوافذ في ما مضى سيجعلنا نرى العالم مرة جديدة من اتجاه آخر هو اتجاه القلب وقد يتضايق البعض من هيمنة هذه الثورة ويبخسها حقها دون ان يدرك بعضهم ان قمعه للمرأة هو الذي جعل منها كائنا ثانويا والآن عندما يتحدث هذا الكائن ( الثانوي ) سيتشوق الجميع لمعرفة بماذا يفكر وماذا يقول ؟؟.

 
   
 



اقـــرأ ايضـــاً
بغداديون يحاربون الصيف بـ"مراوح الماء" ويطالبون الأمانة بانقاذهم
متفجرات تحت جامع النوري الكبير في الموصل تعلق أعمال إعادة إعماره
أميركا تعرض "صياغة جديدة" لمقترح وقف إطلاق النار في غزة
الزميل العزيز موسى مشكور (أبو نضال).. وداعاً
تعزية من الاتحاد الديمقراطي العراقي
بحضور الجالية العراقية.. نصب تذكاري للجواهري يضيف بهجة لعاصمة التشيك
صالات القمار.. بعضها لغسيل الأموال وأخرى تتبع لجهات متنفذة
المالكي يبحث عن "نهاية سعيدة".. ولاية ثالثة قبل تقاعده
في كردستان العراق مقابر منسية لنساء ضحايا جرائم العنف الأسري
في يوم مكافحة المخدرات.. بيان عراقي عن "المتاجرين الدوليين والمحليين"
أردوغان: خطط نتانياهو ستتسبب بـ"كارثة كبرى" ونحن نقف إلى جانب لبنان
انخفاض ملحوظ.. رياح شمالية تكسر من حدة الموجة الحارة في العراق
 

نقوم بارسال نشرة بريدية اخبارية اسبوعية الى بريدكم الالكتروني ، يسرنا اشتراككم بالنشرة البريدية المنوعة. سوف تطلعون على احدث المستجدات في الموقع ولن يفوتكم أي شيئ





للمزيد من اﻵراء الحرة