الانتقال الى مكتبة الفيديو
 
ثقافة النقد عراقياً.
السبت 13-07-2013
 
علي عبد العال

اضمحلتْ الثقافة النقدية في العراق الحديث تبعا لاضمحلال مصادرها ومكوناتها الفكرية والأدبية والمعرفية. مفهوم «النقد» يقوم على أسس علمية جوهرية أول ركائزها المادة الثقافية المنتجة حديثاً من مسرح ولوحات تشكيلية وقصائد جديدة وقصص مكتوبة حديثاً وروايات يكتبها الرواد الجدد. لا توجد في عراق اليوم مدرسة نقدية أدبية بالمعنى المتكامل من الناحية الفكرية والعلمية والأكاديمية.

ولندرك مدى تأثير هذا الغياب النقدي المعرفي والثقافي العام على السلوك العراقي الشعبي في الشارع والبيت والمؤسسات المختلفة والمقاهي والأندية فإن علينا رصد ظواهر كثيرة وجديدة في سلوك المواطن تتخطى الكثير من آداب السلوك العام وتتجه بشكل غريزي نحو التصادم و»الانتقاد» وليس النقد. وهذا يشمل حوارات السياسيين عبر تصريحاتهم العلنية عبر شاشات التلفاز، وكذلك يمكننا رصد هذه الظاهرة عبر البرامج الحوارية في القنوات الفضائية العراقية، ناهيك عن المهاترات والصياح في المنتديات العامة ذات الطبيعة شبه الثقافية والأندية الرياضية والكثير من الأماكن ذات الطابع الترفيهي. فإمكان مجرد تعليق بسيط أن يتحول إلى مشكلة كبيرة ويؤدي أحيانا إلى صِدام بين الطرفين، أو الأطراف المشتركة الأخرى.

غياب النخبة العراقية الثقافية بشكل عام والأدبية بشكل خاص عن السوح الثقافية وعن الإعلام شكّل عزوفاً شخصياً أو قسرياً، وهذا بدوره خلق حالة من الفراغ الأخلاقي بين الجيل الجديد من الشباب الذين لم تصلهم تلك المدارك والمفاهيم الخاصة بالسلوك الحضاري وآداب الحوار القائم على الاحترام بدل قيامه على السخرية من الآخر. في المناطق المتحضرة من العالم، وخصوصا في السويد حيث نرصد ملامح تلك السلوكيات الاجتماعية عبر المعايشة اليومية في الشارع والعمل والأندية الثقافية والرياضية، وبرامج التلفزيون بطبيعة الحال، نستطيع أن نلاحظ بشكل عام تلك الخطوط الواضحة لسلوكيات الناس عبر الاحتكاك مع بعضهم البعض عن طريق المصادفة أو عن طريق الروابط التي تربط الناس في ما بينهم في العمل والدراسة وبقية مرافق المجتمع الأخرى. يفضّل السويديون الاحتفاظ بمسافة معقولة عند تبادلهم الحديث، لنقل «منطقة حياد» يحتفظ كل فرد فيها بحدوده الشخصية، فلا يصيب رذاذ اللعاب أي طرف منهما. ولا يستعمل السويدي يده بالتربيت على جسم الآخر حتى لو كان من دواعي الإطراء، ويتجنبون المصافحة بالأيدي عند العمل أو تبادل التحيات إلا في بعض الحالات الرسمية. تجاوز تلك المسافة المفترضة وتخطي تلك القواعد يُعد تجاوزاً على حرمة حدود الآخر بشكل معنوي له مردوداته. هذه بعض القواعد العامة، ولكل قاعدة استثناء.. ربما يأتي الوقت الذي نرى فيه سمات الحوار القائم على أسس الاحترام.. ربما  

 
   
 



اقـــرأ ايضـــاً
اللجنة المركزية لتظاهرات تشرين تكشف لشفق نيوز تفاصيل "إحياء الذكرى"
الفصائل العراقية تعود لقصف إسرائيل بعد توقف 48 ساعة.. وبغداد ملتزمة بالخط الدبلوماسي
جوتيريش: غزة كابوس.. ولبنان على حافة الهاوية
آلاف المواقع الأثرية في العراق تعاني الإهمال وغياب الفرص
رسالة وأهداف عدة.. ماذا وراء هجمات الميليشيات العراقية على إسرائيل؟
غارات إسرائيلية تدمر قرى جنوبية لبنانية وتخلف 182 قتيلاً
العراق يدعو لمنحه الأولوية في التمويل المناخي
رئيس الوزراء سيعقد اجتماعات مع قادة العالم ويعرض إنجازات حكومته
التحرش الجنسي في العراق.. ظاهرة تتفاقم ومخاوف تجبر ضحايا على "الصمت"
بعد نجاتهن من داعش.. محنة الإيزيديات مستمرة في مخيمات النزوح
"صفحة واحدة" تشرعن زواج طفلة بـ9 سنوات في العراق
"موت تدريجي".. الأزمة المائية في الجنوب تدخل مرحلة خطيرة!
 

نقوم بارسال نشرة بريدية اخبارية اسبوعية الى بريدكم الالكتروني ، يسرنا اشتراككم بالنشرة البريدية المنوعة. سوف تطلعون على احدث المستجدات في الموقع ولن يفوتكم أي شيئ





للمزيد من اﻵراء الحرة