مقطع من نص طويل
امسُ واليومُ ما مرَوا عليَ
ليلتان تنتحران .. وضجة من سكونْ
رممتُ كل الهياكلِ .. والمداخلِ ..
وغسلت الشوارعَ بقهوة الخبراءْ
ليلتان بلون البراءة
لمْ يتبين منهما الخيط الابيض من الخيط الاسود
وانا اغني بلغة الصمت ..
واسمع هرج الكائنات في حلم بائر
وحيداً امشط سماء الضائعين في نزهة التقاعد
في تاثيث مقاهي الندم
و حتى لايفلت مني ويضيع بين الرجلين ..
لظمتُ ظلي المتخوم بثرثرة الخمر بابرة المنتهى
انتظرْ فمساؤنا مثقلٌ بالخطايا واخاف عليك من شهقة كاتم
مقص الرقيب كان اول الحاضرين
اباريقٌ من نبيذ جهنم
واكوامٌ من حلوى الزقوم
الشريط يترنح تحت وطأة الحمام الرابض على شغاف انتظاره
ابواب المتحف مشرعة مثل فخذي ثريا التي احبها عبد الجبار عباس
الحشود في الطريق الى متحف الندم
كثيرون اعتذروا
كونفوشيوس مازال يبحث عن صحراء كي يرمي فيها حيتان البحر
افلاطون فضل البقاء في مدينته الفاضلة
ماركس حتى هذه اللحظة يناور مع قناص الحداثة
دريدا مشغول بتفكيك خلايا الارهاب
سارتر للتو بدأ اعتصامه فوق الاهرامات
مردداً - ما ابشع الظلم -
ابا ذر ممنوع الخروج من الربذة
مانديلا يتجول بين عالمين .. ميت واخر عاجز ان يولد
الجواهري حائر في طرطرت الاحزاب الساخرة
سلام عادل مازال يرسم لنا لوحة الخلاص
بائعات الهوى .. لم يبعن سوى نصف نهد اثري
العشاق رزموا بريد العطور و اشلاء القبل
عمال البلدية تعبوا من تدوير نفايات السياسة
البنائون التصقوا باسمنت ... المصايب
الكناسون يحتفلون بمرور سبعة اعوام على رحيل عادل عوفي
السياسيون شيدوا كنّاً لدجاج المنطقة الخضراء
واكتفوا ب( عاشت ايدك)( وبعد ما ننطيه)
الرأسماليون الجدد بعثوا باقات من فاتورات الظلم
الحطابون اشعلوا الحرائق لتنير الطريق الى العلم السفلي
المتنبي يفرك عينيه ..( دمعٌ جرى في الربع ما وجبا )
النفري اعتذر ايضا
لانه لايملك نعلاً ولا ربط عنق حمراء
امي ومن مقبرة السلام
ارسلت عتابها ( غريبة من بعد عينك يايمه)
العرب اعتذروا .. الكرد اعتذروا
الكلدان .. المندائيون ..
الايزيديون .. الشبك .. اعتذروا
القطط السمان.. واوية الفلسفة
ابقار الصدفة.. خرفان الانتخابات
وكلاب النزاهة ... اعتذروا
الموسيقيون دفنوا حتى نوتات الهمس ..
وهم يشخرون على رصيف التقية
وحيداً مع صوت وحيدة خليل
وهو تدنن بجالغي الحضارة
أمسْ واليومْ ما مرًوا عليهْ
أمس واليوم ادكَـ واصفكَـ بديهْ
وحيداً سافتتح متحف الندم
كلهم اعتذروا .. فالكل سائر في جنازة اوطان