بتاريخ 1/3/2014 وفي قصر الثقافة والفنون في البصرة احتفى جماعة المسرح المعاصر بالفنان المسرحي حيدر الشلال القادم من مغتربه في استراليا بعد فراق طويل عن مدينته مدينة الثقافة والتألق مدينة الفراهيدي والحسن البصري مدينة السياب والبريكان مدينة التقاء دجلة والفرات ، احتفت ثغر العراق بأحد مبدعيها المسرحين، وكان الحضور طلبة حيدر الشلال في كلية الفنون الجميلة او زملائه في الدراسة والمسرح ، لقد كان لقاء أحبة بعد فراق طويل وشوق كبير هكذا كنت ارى الحاضرين وكذلك كان حديث الأستاذ هلال العطية الذي ادار الأحتفائية باحترافية الفنان المبدع تناول في تقديمه بداية الفنان السبعينية عندما كان طالبا في المتوسطة وعمله في عدة فرق متناولا بدايات ابداعه المسرحي وارتباطه في المسرح حتى اكماله الدراسة الأكاديمية الفنية ، وكنت ارى الفرح بين كلماته الرقيقة التي يقدم فيها المتحدثين عن حيدر الشلال.
وكان اول المتحدثين الأستاذ الدكتور كريم عبود عميد كلية الفنون الجميلة وعضو جماعة المسرح المعاصر ، لقد كان حديثه حول تجربته مع أستاذه حيدر الشلال وكان حديثا ذا شجون مليء بالذكريات الجميلة تمتد من التلمذة الى التجربة الفنية الإبداعية له ولحيدر الشلال كذلك تحدث الأساتذة عباس حمدان الأستاذ في كلية الفنون الجميلة في البصرة وعضو جماعة المسرح والأستاذ الدكتور عباس الجميلي الأستاذ في كلية الفنون الجميلة في البصرة والفنان فاضل أحمد استاذ التمثيل والإخراج في معهد الفنون الجميلة البصرة ، وقد شارك خيون التميمي من منتدى الرافدين للثقافة والفنون في مشيكان الولايات المتحدة الأمريكية عن بدايات الأستاذ حيدر الشلال الفنية في المسرح البصري وعلاقته التي تمتد لمدة اكثر من اربعين عاما قائلا :-
عام 1970 اتفقنا انا والأستاذ حيدر العبادي على تشكيل فرقة مسرح في البصرة وكان لدى الأستاذ حطاب العبادي اعضاء سابقون في فرقة فنية شبابية ( جلهم من الطلبة ) اتفقنا ان نهيئ الراغبين في العمل معنا وتم تهيئتهم وكان من بينهم حيدر الشلال وسعاد السامر وعادل رحيم وعبد الله السلمي وسلام الخياط وعبد المنعم الديراوي وصلاح والمخرج جميل شاكر الصباغ وغيرهم حيث لا تحضرني كل الأسماء، لقد وصل عدد اعضاء الفرقة تسعين عنصرا خمس واربعون شاب وخمس واربعون شابة وبأعمار مختلفة كانوا خليط من المستقلين واتحاد الطلبة العام واتحاد الشبيبة الديمقراطية ، حيث حصلنا على مقر وقاعة للتدريب والاجتماعات في دور الثقافة الجماهيرية وكذلك اسمينا الفرقة فرقة مسرح الجماهير، لقد اخرجنا وانتجنا اعمالا كثيرة ومتنوعة وحازت الفرقة على الجائزة الأولى لمسرح المنطقة الجنوبية في اوبريت شعري مذكرات لاجئ كان من تأليف الشاعر المبدع شاكر الخباز واخراج جميل الصباغ وكنت فيها مساعدا للمخرج وحاز حيدر الشلال جائزة افضل ممثل وكذلك كان متألقا في كافة الأعمال حيث تسند له الأدوار المهمة ، واستمرت فرقة مسرح الجماهير تعمل حتى اواخر عام 1973 حيث انهينا انا والأستاذ حطاب العبادي عمل الفرقة لصعوبات كثيرة اعترضت تواصلنا في الاستمرار، افترقت والأستاذ حيدر الشلال فترة ذهابه الى بغداد للدراسة في أكاديمية الفنون الجميلة قسم المسرح ، كان فراقا طويلا امتد لعام 1991 عام الانتفاضة الشعبية في 1/3/1991 وبعد إجهاضها حيث القى بنا الإجهاض في صحراء رفحاء السعودية في الربع الخالي كلاجئين ونحن الذين مثلنا مذكرات لاجئ بين الراوي والحقيقة ، تشاء الصدف الجميلة ان يحتفى بالفنان حيدر الشلال في 1/آذار/ يوم انطلاق الانتفاضة التي شارك فيها وبشجاعة ، التقينا في رفحاء لنشكل المنتدى العراقي في الصحراء مع مجموعة من الشعراء والفنانين والمثقفين منهم الاستاذ جاسب مطرب والأستاذ عودة وهيب والشاعر الكبير يحي السماوي والقاص حسن ناصر والشاعر كاظم الحصيني والمخرج المسرحي هادي ماهود والفنان التشكيلي هاشم حنون الطعان والشاعر وصفي الشنون واخرون لا تحضرني اسمائهم وكذلك عملنا في اذاعة المعارضة العراقية ( صوت الشعب العراقي ) اسمها الأخير، جاءنا الفراق الأخير انا في مشيكان والفنان حيدر في استراليا ويعود لقائنا بعد ان تم توجيه دعوة لحضوره الى مشيكان من منتدى الرافدين للثقافة والفنون لإخراج وتمثيل مسرحية عربة السلام وهي من تأليف الفنان حيدر الشلال وإخراجه بمشاركة مجموعة من الفنانين العراقيين المبدعين في مشيكان وتم عرضها على مسرح ثانوية فوردسن الكبير .
بعد ان انهى خيون التميمي حديثه جاء دور تقديم الدرع والقلادة من جماعة المسرح المعاصر وحديث الفنان حيدر الشلال وكان حديثا ذا شجن تألق فيه متحدثا مبدعا وملقيا رائعا شد جمهور الحاضرين اليه خصوصا عندما تحدث عن بصرة الفن والأبداع سمعناه يتغزل ببصرته ايما غزل اخذنا معه وهو يدور بنا شوارعها وازقة الأبداع فيها زقاقا زقاقا متنقلا بين الأبداع الشعري الى التألق المسرحي وبين محطات ابداعه تارة واخرى مع ابداع اقرانه او طلابه او زملائه من الفنانين في الفرق الأخرى، كانت امسية بصرية بامتياز وبعدان انهى حديثه الشيق جاء دور الفن الموسيقي للفنان الرائع المغترب علي الشبلي حيث تناول قيثارته وداعب أوتارها مغنيا اجمل الأغاني، البصرية جنتي نجمة، وبعدها غنى مع سيد الآلات الموسيقية مع العود فوك النخل فوك وبعض الأغاني الجميلة من التراث وكانت اغانيه مسك ختام الاحتفالية الجميلة .