جاء ذلك خلال مهرجان الأفلام السينمائية القصيرة، الذي نظمته (رابطة زوم لسينما الشباب)، برعاية مديرية الشباب والرياضة في ميسان، بمشاركة 11 فيلماً هي الأطلال، السامير بلاي، DELETE، العشق والموت، مات الجميع، أرزاق ممزقة، أعادة، من بينى الرماد، الحب الاسود، لكي لا تدور والوهم الزائل، بحضور أكثر من 250 شخصية فنية وثقافية وإعلامية، وذلك على قاعة المركز الثقافي وسط مدينة العمارة (390 كم جنوب بغداد)، وحضرته (المدى برس).

وقال مدير شباب ورياضية ميسان، حيدر ستار المولى، في حديث إلى (المدى برس)، إن "ميسان تزخر بالفن والعطاء والوجوه الشابة التي تريد صناعة الفن عبر الصورة والصوت والتجسيد في التمثيل، خصوصا أن المحافظة حققت انجازاً كبيراً من خلال الفوز بالمركز الأول في مهرجان المغاربي للمسرح والفن".

وأضاف المولى، أن "رعاية مديرية الشباب والرياضية هذا النشاط يحفز الشعور الإبداعي للشباب على التقدم وتحقيق أحلامهم في بناء سينما ومسرح يمكن توظيفه لطرح أفكارهم من خلال الأفلام أو العروض المسرحية"، داعياً الجميع لأن "يشجعوا أفكار الشباب المتسلح بالعلم والفكر لأن الفنان السينمائي عبارة عن كتلة من الأفكار والآراء التي يمكن توظيفها بالشكل الصحيح".

وكشف مدير شباب ورياضية ميسان، عن "عزم المديرية إقامة مهرجان على مستوى العراق لرابطة (زوم)، بمشاركة واسعة للمحافظات كافة".

من جانبه قال المخرج السينمائي عبد القدوس قاسم، في حديث إلى (المدى برس)، إن "الفن في العراق ما يزال يعاني نقص الدعم المعنوي والمادي من قبل الجهات الحكومية"، مستغرباً من "تملص المسؤولين عن توفير الدعم للنخب المثقفة والمهتمة بالفن برغم وجود الكثير من الأبواب التي تمكنهم من ذلك، والمناشدات الكثيرة لهم لاسيما عبر مؤسسة المدى".

وذكر قاسم، أن "الكاميرات وأدوات التصوير والدعم اللوجستي للأفلام المشاركة التي تم العمل فيها قرابة الشهر والنصف، كانت ذاتية وبإمكانيات بسيطة جداً، فضلا عن مساعدة بعض الأصدقاء في توظيف أدواتهم الشخصية لإنجاح المهرجان"، مبيناً أن "الدعم الحكومي للمهرجان كان صفراً، أن غياب المسؤولين عنه شكل خسارة لهم".

وتابع المخرج السينمائي، أن "الكثير من أعمال تصوير الأفلام المشاركة عانت من الحصول على موافقات الجهات رسمية بسبب الروتين المقيت"، مطالباً بضرورة "الاهتمام بالفن وفتح دور للسينما والمسرح وبناء مؤسسة كاملة تلبي الاحتياجات للفنان الذي ما يزال يعيش عدم المبالاة من قبل الجهات الحكومية".

واستطرد قاسم، أن "نحو 70 فناناً وفنانة شاركوا في الأفلام القصيرة وأتقنوا فيها التمثيل والأداء".

ورابطة (زوم لسينما الشباب) إحدى الروابط التي تهتم في إنتاج الأفلام السينمائية في ميسان، وتضم أكثر من 50 فنانا وفنانة، إلى جانب مخرجين ومنتجين ومصورين شباب، واستطاعت عمل العديد من المهرجانات خلال سنوات تأسيسها، كان آخرها مهرجان الأفلام القصيرة. الذي نال الكثير من الاعجاب من حيث الاداء والتمثيل .

وتعاني أغلب المحافظات العراقية خصوصا الجنوبية والفرات الأوسط فقرها وخلوها لقاعات العرض السينمائي والمسارح، بسبب المواقف المتطرفة لبعض الأحزاب والحركات الدينية، فيما لو تواصل هذا الإهمال للمعنيين في السينما من قبل الحكومة، فإن بعض الكوادر المهمة ستضطر لمغادرة البلاد بحثاً عن فرص يطلقون من خلالها إبداعاتهم السينمائية، وبوادر ذلك قد بدأت ببعض المخرجين الذين أصابهم الإحباط  نتيجة الإهمال المقصود للإنتاج السينمائي.