الانتقال الى مكتبة الفيديو

 
رثاء قصيرالى الفقيد لازكين هرمز جركو

توفي لازكين قبل يومين في ولاية مشيكان الامريكية، والرجل عصامي معروف، شقيقه الصغير بطرس، نال الشهادة على قمة جبل القوش، على ايدي الجحوش عام 1963، فمثلوا بجثته وجثة رفيقه كوريال اوراها من تلسقف، وحاليا ترقد جثامينهم في اجمل مكان من دير الربان هرمزد. يروى عن والده هرمز بانه كان في قافلة مع اثنين من اهالي البلدة احدهما يوسف( أيسف برد ننّه) سيبو، وهم في كامل قيافتهم المحلية ويمتشقون اسلحتهم، كانوا في ريعان الشباب، تصادف جلوسهم للاستراحة في احد الجبال القريبة، فمر على مقربة منهم مجموعة من المسلحين، فسلّم المارون على الجالسين، فاجابو بتحية اطيب، يبدو ان احدهم شاور زملائه بالقول: انه يشك بان الذين سلمنا عليهم من اهالي القوش، فرجعوا قائلين، هل انتم من القوش؟ اجابوا بالموافقة، فقال احدهم بالكردية: ان لا سلام معكم، انتم مسيحيون؟؟ فاجاب احد الجالسين: ما العمل، وماذا تريدون؟ قالوا: ارجعو سلامنا الذي تم قبل قليل، فقالوا: كيف نرجع السلام؟؟ وعبثاً حاولوا اقناع المجموعة، هنا وبسرعة خاطفة سحب هرمز جركو ورفيقيه درباس بنادقهم، وقالوا لهم" استلموا السلام" هنا قالت تلك العصابة: بانهم لا ينوون شراً، ولا صداماً، فقط اردنا ممازحتكم، فاشار الألقوشيون عليهم بالمرور حالاً، وهكذا تم.

المرحوم لزكين في مطلع شبابه كان عسكريا يقضي اجازة ببلدته، في نهاية الاربعينات من القرن الماضي، حدثني شاهد عيان، بانه رأى اثنين من الشرطة احدهم كان اسمه محمد كيكي، ارادو سوق لزكين الى المركز فثبت رجليه جيدا بحجر امام دكان القصاب اوراها قس يونان، فقال اذا انتم اقوياء حرّكوني، ومهما حاولوا لم يتزحزح من مكانه، ثم تبادلوا الضرب بالأيدي فجرح احد الشرطيين برأسه، فتركوا السوق متوجهين الى بيت مأمور المركز في محلة اودو، ويروي الشاهد نفسه بان مأمور المركز، لم يعيرهم انتباه، بل طردهم من بيته وأوصد الباب.

في مذكرات الخالد توما توما يذكره بإعتزاز، فبعد استشهاد اخيه بطرس توجه مع مجموعة الى القوش لمواساة أهله، وتوقع ان تكون الاسرة في وضع صعب، خصوصا والدته راحيل شمينا، ولكنها قالت" لي الفخر ان يكون ابني اول شهيد في درب الحرية"، وانها اوصت لزكين ان يكون في صفوف الأنصار، وفي احدى المعارك الهامة على جبل مشرف على قرية بلان في منطقة شمكان، كان لازكين يقود مجموعة وبيده رشاش برن ثقيل، لدك حصون المرتزقة الجحوش.

الرحمة والذكر الطيب الى ابي خالد، والصبر لأهله واصدقائه جميعاً.

9 تشرين الثاني 2017

  كتب بتأريخ :  الجمعة 10-11-2017     عدد القراء :  3138       عدد التعليقات : 0