الانتقال الى مكتبة الفيديو

 
سكان عفرين السورية ضحايا ارهاب الدولة التركية والصراع الإقليمي الدولي

ليرتفع صوت الاحتجاج والتنديد بالعدوان العسكري التركي

لم يفاجأ الرأي العام العالمي ولا المجتمع الدولي بإرهاب الدولة التركية الذي بدأت تمارسه منذ عدة أيام ضد سكان عفرين، واستخدامها مرتزقة سوريين لهذا الغرض يشكلون الخطوط الأمامية للقوات التركية الزاحفة صوب عفرين متجاوزة الحدود الدولية ومخترقة سيادة الدولة السورية ومستخدمة المدفعية البعيدة المدى والصواريخ والطيران الحربي لضرب سكان المدينة والجبال المحيطة بها بذريعة تصفية وحدات حماية الشعب في عفرين. وقد أودى هذا العدوان العسكري حتى الآن بحياة العشرات من السكان الأبرياء وجرح اخرين وتهديم البيوت على رؤوس ساكنيها. نعم، لم يفاجأ العالم بذلك بسبب السياسات العدوانية التي بدأ بها العثماني الجديد والدكتاتور "المسلم!" رجب طيب أردوغان، بالتعاون مع عدد من الدول العربية الناكرة لحقوق شعوبها والمستبدة بهم، لتحويل واستخدام المطالب العادلة والمشروعة للحركة المدنية السلمية السورية لدحر النظام البعثي الاستبدادي بسوريا الى حرب مدمرة لتمزيق وحدة شعبها وتدمير البلاد وبنيتها التحتية وتشريد سكانها في المنافي، حتى أصبحت الكثير من المدن السورية خرائب تنعى فيها الغربان، وسكانها يعيشون بلبنان والأردن وغيرها من دول العالم. لم يفاجأ العالم حين قررت القيادة التركية المجرمة، وريثة النظام العثماني العنصري والمتخلف، دفع قواتها المسلحة مسنودة بالدبابات الحديثة والطيران الحربي صوب الأراضي السورية لقتل الناس الأبرياء، إذ سبق وأن قامت باختراق غير شرعي للحدود والأراضي العراقية وإقامة قواعد عسكرية لها ببعشيقة، المدينة العراقية، بالضد من إرادة الدولة العراقية وشعبها، وشن الطيران الحربي التركي هجمات بالصواريخ ضد أرياف كردستان ومناطقها الجبلية وقتل وتشريد الفلاحين بذريعة وجود قوات حزب العمال الكردستاني في سلسلة جبال قنديل.

إن تركيا التي عجزت عن حل مشكلة الشعب الكردي بكردستان تركيا منذ عقود وتخلت كلية عن الحل السلمي، قد تسببت بحربها العدوانية ضد هذا الشعب وحقوقه العادلة والمشروعة، إلى استشهاد الآلاف من النساء والرجال والأطفال الأبرياء وتدمير البنى التحتية وتحمل المجتمع خسائر مادية تقدر بعشرات المليارات من الدولارات الأمريكية، تسعى اليوم إلى التمدد نحو الأراضي السورية، كما تم لها بالإسكندرونة منذ نهاية الحرب العالمية الأولى مثلاً، لأشباع أطماعها العثمانية بالمنطقة، بذريعة حماية حدودها من الحركة الكردية المسلحة بسوريا، والتي لم تكن مسلحة إلا دفاعاً عن الأرض السورية ضد عصابات داعش التي عاثت في الأرض السورية فساداً وقتلاً وتدميرا للتراث الحضاري، وحولت مدينة الرقة إلى سوق نخاسة إسلامي لاغتصاب وبيع النساء والأطفال الأسرى، تلك العصابات التي كانت تحتضنها تركيا الأردوغانية وتزودها بالمال القادم لها من السعودية ودول الخليج، والسلاح المشترى بتلك الأموال من الدول الأوروبية والولايات المتحدة، ووضع المدن التركية الحدودية مرتعاً لها ومشفى لجرحى هذي العصابات.

لم يكن أمام وحدات حماية الشعب إلا التعاون مع الولايات المتحدة، وهي التي لها أطماع بسوريا، كما هو حال إيران وروسيا الاتحادية، بهدف الحصول على السلاح والعتاد. إلا إن التحالف مع الدول الكبرى أو الدول الإقليمية ذات الأطماع ببلداننا، أياً كانت تلك الدول، بأمل تحقيق نتائج ومنجزات إيجابية، تحمل معها مخاطر جمة، بما في ذلك التخلي عنها في آخر لحظة على وفق مصالح تلك الدول. وهذا ما حصل للشعب الكردي بالعراق في أكثر من مرة خلال العقود الخمسة المنصرمة، ونعيشه اليوم من جانب الولايات المتحدة الأمريكية في الموقف من عدوان تركيا على وحدات حماية الشعب التي تتعرض لهجوم غادر على عفرين دون أن يطلب دونالد ترامب منها سوى عدم التوسع في حربها ضد شعب عفرين، ودون أي تهديد بمعاقبتها أو التصدي لها!

إن الحرب الدائرة بسوريا ومنذ سنوات هي حرب المصالح الدولية والإقليمية وضمن استراتيجياتها التي لا تتناغم بأي حال مع أهداف ومصالح شعب سوريا وشعوب المنطقة. ولولا الدكتاتورية السورية بدمويتها وعنجهيتها وخضوعها للإرادة الإيرانية، ومن ثم الروسية أيضا، ولولا الخطأ الفادح في ارتماء أغلب المعارضة السورية في أحضان الغرب وتركيا والسعودية وبعض دول الخليج، لما تطور ووصل الحال إلى الكوارث والمآسي المتواصلة منذ ما يقرب من سبع سنوات.

كل الدلائل تشير إلى وتؤكد أن حلف شمال الأطلسي لا يريد التفريط بحليفه الجامح تركيا، ولا يريد التوقف عن تزويده بالسلاح والعتاد، كما هو حال المانيا الاتحادية التي ما تزال تزود تركيا منذ سنوات حتى الآن بكميات متزايدة حتى بلغت قيمة مبيعات ألمانيا من الأسلحة والعتاد إلى تركيا خلال الفترة 2013-2017، حوالي 443،1 مليون يورو، أي بمعدل سنوي قدره 88،6 يورو. (راجع:am 05.12.2016, Der Westen am 10.08.2017, TDF heute am 24.01.2018).   ,Spiegel Online

ومع بداية العام الجديد ،2018، وبدء تحضير تركيا للحرب العدوانية ضد عفرين وسكانها الكرد والعرب، بدأت مفاوضات جديدة بين وزير خارجية ألمانيا الاشتراكي الديمقراطي، زيغمار غابرييل، ووزير خارجية، تركيا أحمد داود أوغلو، من أجل تزويد المانيا لتركيا بالمزيد من السلاح، رغم استخدام تركيا للسلاح الألماني في غزو بلد أخر، مما أثار معارضة شديدة من قبل القوى المعارضة للحكومة الحالية والكثير من الألمان والمطالبة بإيقاف بيع السلاح لتركيا ومطالبتها بعدم استخدام تلك الأسلحة، ولاسيما الدبابات الألمانية، في هذا الغزو الهمجي.

إن من واجب كل إنسان شريف أن يرفع صوته محتجاً ومندداً بالتدخل التركي السافر بسوريا وعدوانها المباشر على عفرين ومطالبتها بالانسحاب الفوري من الأراضي السورية، ومطالبة الجامعة العربية، الجامعة التي لم تلملم وحدة العرب بل شتتها، بإدانة هذا التدخل العدواني وشجبه والمطالبة بانسحابها وكذلك الدعوة بعقد جلسة لمجلس الأمن الدول لإدانة الاعتداء والانسحاب الفوري من الأراضي السورية. إضافة إلى ضرورة شجب أي دولة تقوم بتزويد تركيا بالسلاح لمواصلة شنها الحرب ضد شعب عفرين السوري من الكرد والعرب، الذين يدافعون عنها سوية في وحدات حماية الشعب.

  كتب بتأريخ :  الخميس 25-01-2018     عدد القراء :  2388       عدد التعليقات : 0