الانتقال الى مكتبة الفيديو

 
حكايات أبي زاهد.. مجلس الخدمة العامة

لا يختلف اثنان في تفشي الفساد المالي والإداري في أجهزة الدولة المختلفة، فالحكومة لا تتورع عن إعلان عجزها عن معالجته بسبب تفشيه واستشرائه وعلى اعلى المستويات، فضلاً عن عدم توفر الآليات الناجحة للقضاء عليه، ولعل من أكثر مضار الفساد الإداري ما شاع في مجال التعيينات، اذ أصبح لكل وظيفة ثمنها، من درجة وزير إلى فراش المدرسة، وتشكلت مافيات كبيرة هيمنت بشكل مطلق على هذا المجال الحيوي في حياة المواطن، يضاف الى ذلك هيمنة بعض الاحزاب في بعض الوزارات التي عدت حكرا على هذه الفئة أو تلك، ما أدى إلى حرمان الطبقات الفقيرة من الحصول على فرصتها في العمل، والمساواة بعباد الله الآخرين.

أن مشكلة التعيينات جزء من كل، ومعالجتها لا تستدعي غير الرجوع إلى الدستور فقد ألزم السلطات بتشكيل مجلس الخدمة العامة الذي يأخذ على عاتقه التعيين حسب حاجة الدوائر، ان هذا المجلس سيسحب البساط من تحت أرجل الوزراء والمدراء ورؤساء الدوائر، ويجعل الأمور بيده وبحيادية، ويكون تشكيله من قبل البرلمان العراقي على ان يراعى في اختياره النزاهة والكفاءة والأمانة والإخلاص، لا المحاصصة المقيتة التي سار عليها أركان الحكم الجديد في كل شيء،. ولابد من إصدار التعليمات الخاصة بأسلوب عمل المجلس وان يكون مستقلا فعلا، ويتعامل بمنتهى الشفافية، وخاضعا لرقابة الرأي العام، وللمواطن الحق بالاعتراض على الأخطاء التي قد يقع فيها، لا أن يكون معصوما وفوق القانون.

التفت لي( سوادي) وقال بحرقة ومرارة، بانت على وجهه الكريم:(ابتلينه باليروحون ويردون"، وذوله اللي يروحون ويردون همه نفسهم العتاوي والآفات الچبيرة، اللي تگدر بكل زمان تخش رأسها وتستفاد، ونفس السماسرة الچانوا يشتغلون گبل، ردوا عله شغلهم الأولي وزادوا، وعگب ما چانوا يشتغلون بفلوس الطبع، گاموا يشتغلون بالدولار، وردوا نفس حبايبهم الأوليين وزادوا بالحبايب الجدد، الأجو فاكين حلوگهم عالبوگ والفرهود، بالله عمرك زمانك سمعان أربع أخوه من بيت واحد تطلع أسماءهم بكتاب تعيين واحد والبقية تأكل حوو، چا هيه هاي العدالة اللي تسولفون بيها، هاي الأخلاق، هذه الچانوا يحلمون بيه العراقيين، تاليها صارت بيد "شعيط ومعيط وجرار الخيط" و "ياهو اليلزم الدف يگوم يدگ زنجاري" وصارت الي ولأخوي وأبن عمي وليعرف يورق، وكل وزارة لكتلة! وكل دائرة لحزب! مثل الجماهيرية الليبية، وزعوا الوزارات عالعشاير، وكل عشيرة إلها وزارة، ومثل ما تگول أم كريم ( ظلوا ألما عدهم عشيرة) چا هذه هو العراق الجديد؟ هاي الشفافية..؟ هاي التعددية والديمقراطية؟!

  كتب بتأريخ :  الثلاثاء 23-07-2019     عدد القراء :  2064       عدد التعليقات : 0