الانتقال الى مكتبة الفيديو

 
حكايات ابي زاهد .. الديمقراطية العرجاء!

شن التحالف الدولي بقيادة أمريكا الحرب على العراق اثر غزو الدكتاتور صدام لدولة الكويت عام 1990 ، كان الهدف من الحرب "كما اشيع " هو إخراج الجيش العراقي من الكويت، في ذاك الزمان انتفض الشعب العراقي على النظام الصدامي البائد بداية شهر أذار من العام  1991 ، وقد كنت حينها أعمل في بغداد، فتناهى الى سمعي ما حدث في محافظات الوسط والجنوب، وسيطرة المنتفضين على معظمها.

وفي تلك الأيام كانت بغداد تغلي كمرجل، والشعب ينتظر الفرصة الملائمة للانقضاض على السلطة وإسقاط النظام، وحدث تحرك شعبي قوي في مدينة الثورة، حيث توجهت الجماهير لعبور قناة الجيش، لكن السلطة الصدامية كانت متهيئة بما لديها من عسكر مجهز بأحدث الاسلحة للقضاء على أي تحرك شعبي، وفعلا حدثت أكبر مجزرة دامية للمتظاهرين فتناثرت جثث الشهداء التي ملأت الساحة ولم يستطع الشعب المنتفض عبور القناة ولو قيض له عبورها لكانت بغداد في متناول اليد، يومها قدمت هذه المدينة الباسلة مئات القتلى والالاف بين جريح ومعتقل، حيث امتلأت السجون بهم.

اليوم يعيد التاريخ نفسه، بثوب متجدد حين خرجت التظاهرات السلمية المطالبة بالحقوق المشروعة للشعب، ومحاربة الفساد، وإنهاء المحاصصة، وتعيين العاطلين وتأمين الحماية الاجتماعية لهم، ومنع التدخل الأجنبي في شؤون العراق الداخلية، فتصدت لهم (قوى مجهولة) أمطرتهم بوابل من رصاص الحقد سقط نتيجته الآلاف بين قتيل وجريح ومفقود ومعتقل، في ظل إجراءات أمنية مشددة من قطع الاتصال وحظر التجوال، وهي إجراءات تتعارض والدستور العراقي والمبادئ التي صوت عليها الشعب والتزمت حكومته بها.

الغريب أن السلطة ما زالت تجهل من هي القوى التي أطلقت النار على المتظاهرين وقتلت القوى الأمنية، لان وزارتي الداخلية والدفاع نفت علاقتهما بإطلاق النار، ورئيس الوزراء كشف بأنه لم يصدر أمرا لاستخدام الرصاص الحي ضد المتظاهرين، ولا ندري من أين جاءت هذه "الملائكة" لنصرة الحكومة، وكيف تسنى لهذه القوى الخارجة على القانون -كما يقول رئيس الوزراء- أن تقتل المتظاهرين بدم بارد، وأين هي القوى الأمنية المسؤولة عن حماية المتظاهرين، ولماذا لم يتخذ الأجراء المناسب لإيقاف القتل وإلقاء القبض على القتلة، ومن هي الجهات الداعمة لهم أو الواقفة وراءهم، ولماذا هذا التعتيم المقصود عليهم؟ وهل هناك قوى خفية تعمل بمعزل عن الحكومة؟. ضحك سوادي وقال: هاي رطينة ولا ينفع بيها لا أبو مراية ولا فتاح فال وتريد الصدك اذا الحكومة ما تعرف منو ذوله تره الشعب كله يعرف منو همه، ومنو اللي انطاهم الأمر، ومنو الحاميهم، ومنو الوراهم، ومنو الجدامهم؟

  كتب بتأريخ :  الإثنين 14-10-2019     عدد القراء :  2280       عدد التعليقات : 0