الانتقال الى مكتبة الفيديو
 
جاسم عاصي يحاضر عن ضياع الهوية وطردها في نادي الكتاب
الثلاثاء 28-04-2015
 
المدى/ كربلاء

تعد الهوية أحد أهم مميزات الانسان وإثباتها يبدأ منذ خلق الله آدم وحواء وكذلك هوية الصراع بين قابيل وهابيل وهو صراع الهوية المكانية ايضا خاصة إذا ما عرفنا أن الهوية ثقافة ايضا.

هذا ما تحدث به القاص والباحث جاسم عاصي في محاضرة له أقامها له نادي الكتاب في كربلاء حملت عنوان (الهوية بين الضياع والطرد). الأمسية قدمها الباحث حسن عبيد عيسى وقال في مقدمته: إن الهوية ربما هي غريزة وربما هي تركزي على المكان وربما تأثير ديني وما يمكن ان يقع تحت تأثير التزوير وخاصة تزوير الآثار..كل هذا سيتحدث عنه عاصي لأنه سيربط كل ما لديه بواقعنا الحاضر المؤلم وكيف انه جعل هويتنا في موضع الامتحان.

وقال المحاضر جاسم عاصي في اول حديثه: إن الهوية في أبسط تعريفاتها ، هي التصوّر حول من نحن ، ومن الآخرون ؟ كذلك تصوّر الآخرين حول أنفسهم وحوّل من جاورهم ، وهي بذلك حاصل التفاعل الإنساني . وبالتالي هي تشكيلة لها مضامين ثقافية واقتصادية وسياسية، يحرّكها شعور بالاعتزاز المفرط بالذاتية حيناً أو المعتدل العقلاني حيناً آخر ، استناداً إلى منطق التاريخ ، باعتباره السند المؤكد على الدرس الموضوعي لشكل وجود (الأناويات) مقابل وجود ( الأخرويات ) فهو بذلك وجود يتخلله ويحرّكه الصراع الدائم في صورتيه الخفية والمعلنة ، تؤجج حراكه السلبي الأحداث والاضطرابات المختلفة والتقاطعات في المجتمع . ولعل الحروب واحدة من أفعال التأجيج والتصعيد ،كذلك التناحر الطبقي والقومي والأثني .ويذهب عاصي بقوله: من هذا يمكننا القول أن وجود هوية ما ، يجري حسابها بإزاء هوية أخرى ، تتفاعل معها ، وتبني حراك وجودها على أساس الوجود الكلي للأفراد والجماعات غير أن التاريخ يعكس غير هذه الصورة ، فما أن غادر الإنسان الأول الفردوس المحدود العلاقات الذي هيمنت عليه العلاقة الثنائية - حسب أسطورة الخلق الأول - حتى بدأ التنافس يبتدئ بخطوات قاسية ، ومن بعد ذلك لم يعد التنافس السلمي ، الذي يؤكد على تقارب الجماعات سبيلاً . فالإنسان الأول داخل الكهف أكثر عقلانية بسبب محدودية علاقاته ، وتلقائية نظمه اليومية . وهذا يُشير إلى أن الوجود في تعقيداته الاقتصادية خلق تعقيدات اجتماعية ومن ثم سياسية ووجودية، حيث أصبح وجود الأفراد والجماعات قلقاً ، محكوماً بسلطة الآخر..ويشير الى أن المرويات والسرديات لعبت دوراً كبيراً في تشكيل هوية الجماعة ، فهي تراكم كمي أدى إلى تراكم نوعي ، وهذا يعني في مقدمة ما يعنيه ، أن الصراع الفكري الذي تتبناه الجماعات على شكل كُتل وأحزاب وتنظيمات مختلفة ، تعمل على تكريس الذاتي مقابل الموضوعي.

وشهدت الأُمسية العديد من المداخلات بدأها السياسي حميد الهلالي بقوله: هناك مكان للهوية ولذا نحن نوظف حضارتنا كرمز وليس كوعي وثقافة..حتى اننا لا نحتفل بالأعياد السومرية او البابلية لأننا لا نشعر بالانتماء اليها..ويضيف: ان هناك مشكلة وهي فرض الهوية من خلال الصراع وبالنتيجة لا يكون الانتماء للوطن ، بل للمذهبيات والعشيرة والقوميات..وطرح الهلالي سؤالا: ما علاقة الهوية بالجنسية؟

وأعقبه الاديب علي لفتة سعيد بطرح تساؤل: ما الهوية وأي الهويات أصح..هل هي الهوية الكونية ام اللغوية ام المكانية ام العرقية ام حتى العقائدية؟ وأضاف: ان تعدد الهويات وتعريفاتها وعدم تنمية ثقافتها من قبل الدولة جعلت الناس تلجأ الى الرمز ، لذا صار لكل حقبة رمز او عدوة رموز هي التي تشكل الهوية واغلبها هويات فرعية عقائدية في حين كانت قبلها الهويات خاصة للحقبة السياسية فهي تختلف في الحقبة العثمانية حين كانت الهوية القومية ،وفي حقبة الاحتلال الانكليزي كانت الهوية العربية او العروبة ثم الهوية المناطقية التي تبحث عن التخلص من الطاغية والآن الهوية المذهبية. في حين قال الكاتب نصير شنشول: إن الهوية مرتبطة بالعقائد وهي العليا والعقائد تلغي الآخر ولا تقبله ولا تحترمه وهي كما السيف على فكر الفرد..ويضيف فان قبول الاصلاحات الجديدة التي تبناها المسلمون الاوائل انتجوا وأسسوا لحضارة وبعدهم جاء من ينقض هذه الحضارة ويقف بالضد منها ولهذا بدأت الانتكاسة . ويعتقد شنشول أن الموروث الاسلامي بحاجة الى اصلاح لكي نتسامح..بمعنى نحتاج الى تقارب بين المذاهب..فيما رأى القاص فراس عبدالحسين ان الانسان عبارة عن هويات متجمعة في ذاته ويرى ايضا ان هناك بلاءً في الهويات الفرعية ثم هناك هويات فرعية متشظية ولهذا تحصل المشاكل العديدة في مثل هذه المتجمعات..

الدكتور احمد حسون كانت له مداخلة ايضا قال فيها: إن الدراسات العالمية ترى ان الهوية تنقسم الى اتجاهين الاول المطابقة من الأنا والتطابق مع أناي، والثاني الاختلاف..ويرى ان الهويات المنفتحة تنظر الى الآخر والمجتمعات الضعيفة تحاول ان تتطابق مع الهويات الأخرى ،والثانية القوية تحاول ان تختلف مع الآخر وإن انفتحت..

واختتم المداخلات الباحث ورئيس النادي خليل الشافعي حين عدَّ الهوية موضوعة حساسة في مرحلة قلقة جداً تختلط فيها المفاهيم التي لا ينتجها فرد، بل المجموعة من خلال الحركة والتفاعل..ويضيف: ان المفاهيم هي نتاج الانظمة الاجتماعية وحراكها وإنها مرهونة بالنظام الاجتماعي وهو نظام متغير يتصف بالسكون وفق حركة التطور وكذلك تتغير كل هذه المفاهيم.

 
   
 



اقـــرأ ايضـــاً
انخفاض ملحوظ.. رياح شمالية تكسر من حدة الموجة الحارة في العراق
لماذا يهاجرون؟".. كردستان تبكي ضحايا كارثة جديدة لـ "قوارب الأمل"
كم رهينة اسرائيلية على قيد الحياة؟ الإجابة صادمة!
الحر الشديد في بغداد..مقاومة بمياه النهر والمسابح وحلبة جليد
4 ملايين لاجئ عراقي في العالم
دليل البقاء على قيد الحياة في صيف بغداد.. توجيهات لمواجهة الحرارة المرتفعة
"الموت البطيء": سكان غزة يعيشون بجوار القمامة المُتعفنة والقوارض
على ماذا اتفق بوتين وكيم؟
صنفتها واشنطن إرهابية.. ما هي حركة "أنصار الله الأوفياء" العراقية؟
العراق يخسر 15% من الأراضي الزراعية
حرارة خمسينية وغبار في أجواء العراق غداً
تضامنا مع غزة.. مئات الطلاب يغادرون حفل تخرج بجامعة ستانفورد العريقة
 

نقوم بارسال نشرة بريدية اخبارية اسبوعية الى بريدكم الالكتروني ، يسرنا اشتراككم بالنشرة البريدية المنوعة. سوف تطلعون على احدث المستجدات في الموقع ولن يفوتكم أي شيئ





للمزيد من اﻵراء الحرة