الانتقال الى مكتبة الفيديو
 
حكايتي مع سامي عبد الحميد
السبت 06-06-2015
 
علي حسين

تعرفت على المعلم سامي عبد الحميد في نهاية السبعينيات ، يومها ارسلني استاذي الراحل صلاح خالص لكتابة موضوع عن مسرح يوسف العاني .. في ذلك الوقت كان سامي عبد الحميد يعرض مسرحية بيت برنارد البا على قاعة مسرح بغداد ، حيث حول منتصف قاعة المسرح الى قفص حديدي كانت النسوة " ناهده الرماح ، فوزية عارف ، مي شوقي ، إقبال محمد علي ، عواطف نعيم ، سميرة الورد ، باهرة رفعت " اشبة بسبايا يحرسهن سوط العمة المتجبرة والتي ادت دورها باتقان فنانة الشعب زينب ..

هذه المسرحية التي يمكن ان يكتب عنها دون تحفظ ، بانها صنعت المسرح التجربيي العربي ، والتي اثبت فيها سامي عبد الحميد ، انه الأستاذ و المعلم ، والمستقبلي وصاحب الرؤية الفنية الواضحة .. وقد كانت هذه المسرحية بوابة دخولي الى عالم النقد المسرحي ، حيث كتبت عنها مقالا نقديا نشر في جريدة طريق الشعب ، وهو اول موضوع ينشر لي

بعدها كتبت عشرات الموضوعات والدراسات ، وكان سامي عبد الحميد ايضا محورا مهما فيها ، فقد نشرت عام 1980 اول كتاب لي وهو دراسة عن اساليب الاخراج المسرحي في العراق ، واتخذت من تجربة سامي عبد الحميد أنموذجا ليصدر الكتاب واحصل من خلاله على اول مكافئة " دسمة " في حياتي

سامي عبد الحميد ، ولد ليكون رجل مسرح ولكن على نحو عاصف. وملحاح ومثابر ، عام 1994 كاد الحظ ان يقف الى جانبي حين اختار سامي عبد الحميد نص مسرحي كتبته بعنوان دون كيشوت في بغداد ، ليقدمه للفرقة القومية للتمثيل ، وقد وقع الاختيار على محمود ابو العباس ليؤدي دور دون كيشوت وناصر طه ليؤدي دور سانشو وحكيم جاسم ليؤدي دور الملك واياد راضي ليؤدي دور المؤلف سيرفانتيس وسها سالم لاداء شخصية دولسينا ، كان هؤلاء السحرة يشكلون ظاهرة لن تتكرر في المسرح العراقي ، ولان ليس كل ما يتمناه المرء يدركه ، فقد وقفت ظروف عدة ضد تقديم العمل كان منها رفض الفرقة القومية اجازة النص بسبب ايحائاته السياسية .

ذكريات كثيرة جمعتني مع المعلم خلال اكثر من 35 سنة توزعت بين كلية الفنون الجميلة ومسرح بغداد وعملنا في لجنة المسرح العراقي سوية ، وكان اخرها اداءه لشخصية غائب طعمة فرمان في مسرحية عودة غائب التي كتبتها عام 2007 واخرجها حيدر منعثر

كان تشيخوف يقول لصديقه غوركي وهما يغادران مزرعة إيسيانا بوليانا : لماذا تعتقد ان تولستوي يمتدح ما نكتب؟ يضحك غوركي وهو يقول: لانه ينظر الينا كأطفال، كل ما كتبناه لعب اطفال بالنسبة اليه"..في كل مرة اذهب فيها الى بيت سامي عبد الحميد ، اسال نفسي لماذا يعاملني هذا العملاق كزميل له ، لاكتشف ان الكبار دائما ما يعطفون على مقلديهم في الحياة .

الصورة بعدسة المصور الزميل محمود رؤوف ، وتجمعني بسنديانة المسرح العراقي سامي عبد الحميد والصديق عبد الزهرة زكي في جمعة بيت المدى في شارع المتنبي

 
   
 



اقـــرأ ايضـــاً
صحيفة أميركية: إغلاق معبر رفح "حكم بالإعدام"
أميركا تفرض عقوبات على جماعة إسرائيلية
تعزية من الاتحاد الديمقراطي العراقي في كاليفورنيا
"المساواة بين الجنسين".. لماذا تتذيل الدول العربية المؤشرات العالمية؟
ترامب يحتفل بعيد ميلاده الـ78 وعلامات تقدم السن بادية عليه
"طريق التنمية".. فرص وتحديات واختبار لـ"تحالف ثلاثي" يضم اربيل
العنف الأسري في العراق.. "مشكلة خطيرة" وسط غياب القوانين الرادعة
85 % من صابئة العراق المندائيين غادروا البلد، و حوالي 12 - 15 الف يعيشون في أمريكا
مجلس الأمن يتبنى "مشروع بايدن" لوقف إطلاق النار في غزة، و"حماس" ترحب بالقرار وروسيا تمتنع عن التصويت
بلينكن من القاهرة: الأغلبية الساحقة من الإسرائيليين والفلسطينيين ترغب بالسلام
تقرير فرنسي: المياه أصبحت سلعة نادرة في العراق
الرّمُلُ الباردُ في فالنسيا
 

نقوم بارسال نشرة بريدية اخبارية اسبوعية الى بريدكم الالكتروني ، يسرنا اشتراككم بالنشرة البريدية المنوعة. سوف تطلعون على احدث المستجدات في الموقع ولن يفوتكم أي شيئ





للمزيد من اﻵراء الحرة