للحقيقة بدأت فكرة بناء مشروع الفاو الكبير سنة 1985 ولكن تخبطات النظام الصدامي في زج العراق بحروب عبثية أحرقت الفكرة ، بيد أن الحكومات المتعاقبة بعد سنة الأحتلال الأمريكي البغيض 2003 لم تكن جادة في أنجاز مثل هذا المشروع العملاق لأضطراب بوصلة بعض الكتل والأحزاب وأنحرافها عن مسار ثقافة المواطنة وأحرقت مراكبها لكونها غير مؤهلة للقيادة لأنها مُسِختْ لجسد مصاب بالشيخوخة والتكلس الحزبي ، فالحالة مأساوية تطول وتثير الشجون ؟!!!.
وللعلم إن بناء مشروع الفاو الكبير مشروع وطني عملاق أستراتيجي يهم الجميع عند أنجازه سينقل العراق إلى المرتبة الرابعة عالمياً من حيث القدرة الأستيعابية ، وأن الحكومة العراقية بدولتها العميقة أفتقدت الشخصنة بتعدد الآراء حيث الكتلوية والشعبوية والصخب الأعلامي والنيابي المشوش والغير منضبط وأرتباط ( بعضهم) بأجندات خارجية ربما أقليمية ودولية ، يطفو على السطح التسقيط والمناكفات في كل مواضيع الساعة وخاصة اليوم في موضوع مشروع الفاو الكبير ، والسؤال المقبول والذي يطرح نفسه أي شركة تختار ؟! بحيث يكون مؤشربوصلتك يشير لصالح العراق والعراق فقط .
المطروح اليوم عدة شركات متنافسة أبرزها شركة دايو الكورية وهي ذات تخصص في بناء الموانئ ، وثلاثة شركات صينية قدمت عروض أكمال المشروع وهي من أكبر الشركات العملاقة في العالم حيث تعمل في 140 دولة في العالم ورصيدها 6 ستة آلاف مشروع منجز في العالم لا كما تدعي بعض الجهات المسؤولة أنها تختص في الكهرباء فقط لغرض في نفس الحيتان .
بعض الملاحظات حول الموضوع
-ما هي المعايير التي على ضوءها سيتم المفاضلة بين الشركتين دايو الكورية والشركات الصينية ؟
- أليس من الأصح أن يكون الأشتشاري الأيطالي طرفاً بالمفاوضات بين الشركة الصينية والوزارة بخصوص تقدير مدى مطابقة الشركة الصينية لمتطلبات الأستشاري الأيطالي، كما حدث مع دايو الكوري والذي لم يحدث مع الشركة الصينية .
- لقد تمّ التعاقد مع دايو الكورية لتنفيذ كاسر الأمواج الغربي في العام 2013 مدة الأنجاز 30 شهرولكن تم الأنجاز في 60 شهر أي في عام 2018 وهو مؤشر على شركة دايو لسببين :
1- تلكأ الشركة
2- قلة السيولة النقدية لدى الحكومة
مقارنة موجزة بين شركة دايو والشركة الصينية
-وهذه الشركات الصينية - لوضع الحقيقة أمام الشعب - قدمت أربعة عروض لبناء مشروع فاو الكبير في 2016 لمرتين وتبعتها في 2017 و2018 ولكنها لم تلقى موقفا محدداً من الحكومة آن ذاك ، أضافة إلى أن أغلب الشركات الصينية تابعة للقطاع الحكومي لتكتسب الرصانة والمسؤولية .
وأن العرض الكوري هو بناء هيكل الميناء وخمسة أرصفة والتمويل عراقي بأقتراض داخلي السعر 2 مليار و650 مليون دولار والأنجاز لمدة 4 أربع سموات .
-أما العرض الصيني ميناء متكامل بكل بناه التحتية والكلفة 2 مليار و160 مليون دولار والتمويل بقرض صيني مقابل النفط الخام العراقي وتبدأ التسوية المالية بعد 5 خمس سنوات والأنجاز بعد 3 ثلاث سنوات .
-دايو تنفذ المشروع بطريقة المقاولة ، الصينية بطريقة التمويل بقرض صيني بالدفع الآجل وبشروط ميسرة بفائدة 2% -5%
-الكوري تنفذ خمسة مشاريع للمرحلة األأولى بدون بناء محطة توليد للكهرباء حيث تمثل 65% من المرحلة الأولى في تشغيل الميناء ، أما الصيني تنفيذ المرحلة الأولى بأكمله 100%تسليم مفتاح مع بناء محطة توليد الكهرباء
-ينفذ الكوري المشروع حسب مواصفات المستشار الأيطالي بعمق 8-19 ، وكذلك الصيني حسب مواصفات المستشار الأيطالي بعمق 8-19 .
-مدة الأنجاز للكوري 4 سنوات ، الصيني 3 سنوات .
- شركة دايو في حالة عجز التمويل الشركة توقف العمل لحين توفر السيولة النقدية ، أما الصيني تقوم بتغطية أي عجز مالي في التمويل ، وأنها لن توقف العمل ويكون التسديد بقرض ميسر .
- وأن العرض الصيني قائم على تسليم المفتاح بأكمال المراحل الخمسة بكلفة 6 ست مليارات بعد 6 سنوات من أفتتاح المشروع تدفع على شكل نفط خام وبفائدة 2% -5% .
{ الأرقام والبيانات منقولة بأقتباس وتصرف موجز شديد من مصادرها الحكومية والأعلامية }
وأنقل رأي الشارع وصفحات التواصل : الشعب العراقي يرفض سعي النواب للتعاقد مع شركة دايو الكورية المفلسة ورافضين موقف الكويت وأيران العاملين على تضييق المنافذ البحرية للعراق ، أضافة إلى هيجان بعض دول الخليج وأسقتالها لنسف فكرة أنجاز مشروع الفاو الكبير أو على الأقل ولادته خديجا غير مؤهلا عالمياً لأعطاء الأوكسجين لموانئها بعد التأثير على تكملة ميناء الفاو الكبير .
ويعتبر العراقيون الشركات الصينية مطلب جماهيري شعبي لأنه عند تفعيل الأتفاقية يتحقق الألتحاق بطريق الحرير ، ويقلب معادلة الأقتصاد العراقي الريعي الأحادي إلى أقتصاد متعدد الموارد .