أكدت مجموعة من فناني صلاح الدين، أمس الاربعاء، سعيها عرض مسرحية تجسد بطولات الشهداء وتدين (داعش) وتعلي قيم المواطنة والتسامح، ضمن فعاليات "المهرجان الأول ضد الإرهاب"، في حين بيّن مجلس المحافظة أن محاربة الإرهابيين لا تتم بالبندقية وحدها فقط، بل تحتاج أيضاً الى الكلمة الصادقة المعبرة عن هموم الوطن وتطلعات أبنائه.
وقال مخرج المسرحية، ذو الفقار البلداوي، في حديث إلى (المدى برس)، إن "فرقة صلاح الدين الوطنية للتمثيل قررت المشاركة بمسرحية منعطف على نهر دجلة، بدعم من مجلس المحافظة، بالتعاون مع دائرة السينما والمسرح".
وأضاف البلداوي، وهو رئيس المركز الإعلامي التطوعي في صلاح الدين، أن "المسرحية تحمل قيم الجمال والتسامح برغم المعاناة التي تواجه الإنسان العراقي"، مشيراً إلى أن "الفرقة مصممة على مواصلة مشاريعها الفنية برغم محدودية الإمكانات، لدعم الوحدة الوطنية وعكس صورة التفاؤل والإبداع العراقي".
وأوضح المخرج، أن "المسرحية تتحدث عن الانعطافة السياسية الإنسانية الاجتماعية التي تعكس صراع السياسيين ممن لم يساعدوا في إحداث التغيير المرتقب من جهة، وابراز حجم التضحيات الكبيرة للمواطنين يقابلها الخيانة من المتآمرين مع الدواعش بحق فرسان العصر الذين يموتون من أجل حياة افضل".
من جانبه قال الفنان طه المشهداني، الذي يلعب دور "صبر" الابن المتمرد على مفاهيم لم يجد لها تقديراً عالياً لدى الحكومة والسياسيين، في حديث إلى (المدى برس)، إن "العمل الذي سيقدم ضمن فعاليات المهرجان الأول ضد الإرهاب، يعبر عن مأساة شهداء سبايكر والعراق في مرحلة ما بعد التغيير الذي لم يحقق الكثير من الأحلام، برغم تمسك المواطنين بالأمل".
بدوره، قال رئيس مجلس محافظة صلاح الدين، أحمد عبد الجبار الكريم، في حديث إلى (المدى برس)، إن "المجلس يؤمن أن محاربة الإرهاب لا تتم بالبندقية فقط، بل بالكلمة والمثقف لتوجيه الرأي العام نحو التسامح والاعتدال إلى جانب تخليد الأحداث"، مبيناً أن "المجلس قرر لذلك دعم مقترح المركز الإعلامي التطوعي لأهميته".
وأضاف الكريم، أن "مجزرة سبايكر جريمة مروعة اقترفها نفر لا يحسب على أي جهة ولا يرتبط بإنسانية أو دين"، لافتاً إلى أن "المسرحية ترسخ رسالة وطنية لأن داعش يستهدف العراقيين كافة".
يذكر أن مسرحية (منعطف على نهر دجلة)، من تأليف علي عبد النبي الزيدي ومفيد عزيز البلداوي، إعداد وإخراج ذوالفقار البلداوي، في حين تولى إعدادها مسرحياً جمعة زغير، وفيها حل الفنانان طه المهداني ونظير جواد، وضيفي شرف، واسندت البطولة للفنانة العراقية المغتربة مي إبراهيم، يشاركها الفنان احمد صلاح، والفنان أمير فلاح، وتولى ديكورها علي محمود السوداني، وإدارة إنتاجها علي موسى، ضياء هادي، عقيل حبيب، وصممت أزياء الممثلين نادية كاظم.ويعرض العمل السبت الموافق الـ13 من حزيران 2015 الحالي، على المسرح الوطني في بغداد، لمناسبة الذكرى السنوية الأولى لمجزرة سبايكر ضمن فعاليات المهرجان المسرحي الأول ضد الإرهاب الذي يقام تحت شعار (فرساننا هناك.. ونحن هنا.. ننعم بالنصر)، وكان من المفترض عرضه في موقع جريمة سبايكر قرب نهر دجلة وسط تكريت لكن الظروف الأمنية حالت دون ذلك.