الاجراءات البنك المركزي العراقي الاخيرة , بخفض قيمة الدينار العراقي بنسبة 20% . تدلل بشكل قاطع ان السياسية النقدية والمالية تحت اشراف مباشر من الفاسدين المتخمين بالفساد . فهم يديرون العملات وتصريفها وتحديد قيمتها والسماح بنقلها الى خارج بشتى الذرائع القانونية وغير القانونية . فهم يديرون لعبة الاحتيال والتهريب والاختلاس , وبتصعيد العملة وخفضها . دون رقابة ومحاسبة . ويدعمهم بشكل قوي الاحزاب الطائفية الحاكمة , التي لها حصة من غنيمة الاحتيال والنهب والشفط والتلاعب , وكذلك يسهلون تحويل اموالهم الى الخارج , سواء جاءت من السحت الحرام أو من اللصوصية . فهم شركاء في اللعبة باستنزاف القدرات المالية والاحتياطية لخزينة الدولة . وهذا الاجراء الاخير المفاجئ في العلن . ولكنه بالسر والخفاء معروف قبل فترة كافية لحيتان الفساد , حتى يقومون بتخزين الدولار وبيعه بعد ذلك بقيمة أكبر . ان هذا الاجراء المتوحش له عواقب وخيمة ومدمرة على الفقراء والموظفين من ذوي الدخل المحدود . سيجدون انفسهم بأن تخفيض قيمة الدينار ستلاحقها طفرة كبيرة بزيادة الاسعار المواد الغذائية , وفاتورات الكهرباء والبنزين والمواد الضرورية والاساسية في الحياة اليومية . سيجدون أنفسهم عاجزين عن توفير احتياجاتهم اليومية , امام غول الغلاء الفاحش , وسيجدون ان رواتبهم انخفضت لتبعيات هذا الاجراء الظالم بتخفيض قيمة رواتبهم بنسبة تصل من 40 الى 50% . ويجدون صعوبة قصوى في تمشية أمورهم المعاشية . لهذه السياسة النقدية الخرقاء , خالية من المسؤولية والحرص , لو كانوا يملكون الحرص والمسؤولية في مواجهة التقشف والازمة الاقتصادية والمالية ,لكن وجدوا هناك مجالات كثيرة بعيداً عن لقمة العيش الفقراء ورواتب ذوي الدخل المحدود من الموظفين , مثلاً السيطرة على موارد المالية للمنافذ الحدودية وموارد الموانئ التي تذهب اموالها الى الاحزاب الحاكمة . وتخفيض الرواتب الكبيرة والضخمة , ترشيد نفقات الوزارات . قطع شرايين الفساد , الكشف عن اعداد الفضائيين الذي يعدون بعشرات الاف يقبضون رواتبهم بأسماءهم الوهمية , التي تذهب الى ارصدة الاحزاب وجيوب الفاسدين . تخفيف الجيوش الهائلة من المستشارين الذين لا يقدمون شيئاً قوى معطلة , سوى ترضية احزابهم بوجودهم بقبض رواتب ضخمة . والاهم المطالبة بالاموال المهربة والمنهوبة , وهي تعد باكثر من عشرات المليارات الدولارية . وهي كافية لسد العجز المالي , وتجاوز الازمة المالية والاقتصادية والسياسة التقشف . دون الحاجة الى تخفيض الرواتب وتخفيض العملة العراقية . وكذلك هذه الاموال المنهوبة كفيلة في انتشال حال المستشفيات المزرية والبائسة , وبمقدورها توفير مستلزمات العلاج والدواء . ولكن السيد الكاظمي هو اضعف من مواجهة الفاسدين , فغير بوصلته تجاه الفقراء وذوي الدخل المحدود ( كحايط انصيص ) لكي يتطاول عليهم ويسرق لقمة العيش منهم . فقد اتضحت اللعبة الثعلبة بأن احزاب حيتان الفساد , التي اعطت الضوء الاخضر للكاظمي بالموافقة على تخفيض قيمة الدينار العراقي بنسبة 20% . يظهرون الى الاعلام , بالتصريحات النارية الرافضة والمستنكرة هذا الاجراء الظالم ضد الفقراء وذوي الدخل المحدود . ويطالبون الشعب برفع صوت الرفض والاستنكار بالاحتجاج والتظاهر على هذا الاجراء الظالم . بهذا العهر السياسي تظهر الاحزاب الفاسدة , بأنها حريصة على مصالح الشعب والوطن . حريصة على لقمة الفقراء , يرفضون الظلم ضدهم . هذا الصخب الماكر من أجل تصدر المسرح السياسي بأنهم حماة الديار . ووجودهم في رأس السلطة هو صمام الامان لحقوق الشعب والفقراء , بهذا الخداع , يريدون تدوير نفاياتهم من جديد في الانتخابات القادمة , بعد ان كسروا ظهر السيد الكاظمي بالضربة القاصمة , وهم خرجوا ابرياء وانقياء كبراءة الذئب من دم يوسف .......................
والله يستر العراق من الجايات !!