ضيف ملتقى الخميس الابداعي في اتحاد الادباء والكتاب العراقيين كاتب الاوبريت وشاعر الأغنية البصرية علي العضب الذي ارتبط اسمه بقضايا الشعب وهمومه فجسد معاناته وآلامه عبر ادواته الفنية والادبية منذ ستينيات القرن الماضي متحدياً طغيان السلطة وهيمنتها، معبراً عن آمال الناس وتطلعاتهم والاجواء البيئية المحيطة بهم من خلال يا بو بلم عشاري ـ لا جنك هذاك انته ـ روجات المشرح ـ وغيرها. وذلك ضمن منهاج الملتقى الاسبوعي بمشاركة عدد من الفنانين والادباء والاعلاميين وبمصاحبة العازف والمطرب علي سالم الذي ادى مجموعة من الاغنيات التي كتبها العضب خلال مسيرته. واشار مقدم الجلسة الفنان ستار الناصر الى ان العضب تولد البصرة 45 تخرج من كلية التجارة 86 وقد نشر العديد من القصائد الشعبية ومن ضمنها اشعار اوبريت بيادر الخير واوبريت انت باجر اضافة الى انه قدم اوبريت المعيبر بمناسبة الذكرى الثالثة والسبعين لتأسيس الحزب الشيوعي العراقي. كما انه شارك في مهرجان برلين العاشر للشبيبة الديمقراطية واسهم مع الوفد العراقي في اغنية ياشبيبة توحدي، وكتب اوبريت المطرقة حتى انتهى قبل وقت قريب من اوبريت البستان.

وكانت بداية الحديث للشاعر عبد السادة البصري مبيناً ان الاوبريت لم يكن موجوداً ضمن المسرح العراقي، وانما بدأ مع نادي الفنون الذي اسهم العضب في تأسيسه بالتعاون مع فناني البصرة بينهم طالب غالي وحميد البصري وقد شكلوا فرقة من عائلات الفنانين، زوجاتهم واخواتهم، وكان اول عمل لهم هو أوبريت بيادر خير.وفي حديثه اوضح الشاعر العضب ان العمل في أوبريت بيادر خير لم يكن ثقافياً حسب وانما يعد نضالاً ضد الدكتاتورية. مشيراً الى انهم كانوا مراقبين طيلة ستة شهور هي مدة العمل، وبرغم استهدافهم الا انهم تحدوا الظروف وانجزوا العمل في عدة اماكن مرة في مدرسة او فوق السطح او نادي الفنون حتى تم الانتهاء منه. لافتاً الى ان وزارة الثقافة انذاك في عام 70 لم تكن تستطيع تقديم عمل مسرحي غنائي لمدة عشرة دقائق، في حين قدموا على قاعة الخلد مسرحاً غنائياً لمدة ساعة ونصف، ومن دون تمويل او ميزانية، منوهاً الى ان الحزب الشيوعي كان سندهم الوحيد في الدعم. وقال: لم يكن لدينا كادراً نسائياً فأتينا بنسائنا وقلنا لهن اننا في تضاهرة تتحدى السلطة. مشيراً الى ان الحزب وعند تقديم عملي انت باجر وانت امس والمعيبر تولى تغطية جميع التكاليف المالية واغدق عليهم. لافتاً الى ضرورة التواصل في المجال الابداعي بعيداً عن الاعتماد على مساعدة الحكومة، وانما على وسائل نستطيع من خلالها تأسيس شركة انتاج مستفيدين بذلك من تجارب الدول المتقدمة، لأجل تحقيق التقدم في مجالاتنا الفنية.