تمر الأعوام ومجزرة سبايكر مازالت حية وطرية , تعيش في الضمائر الحية بقلوبهم وعقولهم , وتطالب وتناشد ضمير الدولة المسؤول بالقبض على القاتل , الذي مازال حراً وطليقاً , رغم أنه معروف للقاصي والداني , بالاسم والعنوان والهوية , لابد أن يستيقظ ضمير القضاء النائم , لكي يشق ثوب الزيف والمخاتلة , ليقول كلمة العدل والحق بصوتٍ عالٍ , رحمة بذوي الشهداء والامهات الثكالى , ان يعدل ميزان القضاء المقلوب ليحاكم المسؤول والمتورط والمتواطئ في هذه المجزرة الرهيبة . التي راح ضحيتها الشباب بعمر الربيع والزهور من الطائفة الشيعية . حيث طالت المجزرة الدموية حوالي من 1700 الى 2000 ضحية , وحسب الاحصائيات , انتشلوا من النهر حوالي 1200 شاب مذبوح . ومازال المئات من المفقودين مجهولي المصير وحوالي 600 شاب مفقوداً , لا يعرف أحداً مصيرهم المجهول لحد الآن , وحوالي 200 جثة مقطعة مشوهة في الطب العدلي لم يتعرف على هويتها بعد .
أن هذه المجزرة الدموية كان لها مخطط مرتب لها سلفًاً بترتيب من مراحله الاولى حتى الوصول الى المذبحة الدموية المروعة . كان التخطيط معداً من المكتب العسكري للقائد العام للقوات المسلحة ( نوري المالكي ) الذي اختار مكتبه العسكري من ايتام البعث العسكريين , وهؤلاء استغلوا غباء وسذاجة ( نوري المالكي ) بنقل الشباب المجند من الطائفة الشيعية من معسكر الامام علي في الناصرية الى معسكر سبايكر في تكريت , اي نقلهم من بيئة صديقة الى بيئة عدوانية تنتظر الثأر والانتقام الدموي , وكانوا منزوعي السلاح وبدون حماية عسكرية للمعسكر . ثم أعدوا لهم بعد ذلك سيارات عسكرية تنتظرهم في بوابة المعسكر بحجة نقلهم الى محافظاتهم بإجازة ممنوحة لهم , فرح الشباب بزيارة ذويهم وصعدوا الى السيارات العسكرية التي كانت تنتظرهم , ولكنها نقلتهم الى مكان مجهول . وبعد ذلك تحت تهديد السلاح نقلوهم الى النهر وتم ذبحهم بدم بارد . حدثت هذه الكارثة المروعة بعد يوم واحد فقط من سقوط الموصل , دون مقاومة بل ترك حوالي اكثر من 30 ألف عنصر عسكري سلاحهم ومعداتهم الثقيلة , دون ان يدخلوا في اي معركة , بل انهزموا مقابل حوالي 300 عنصر ارهابي من تنظيم داعش المجرم دون قتال . كأن الأمر كان عبارة عن استلام وتسليم باشراف من المكتب العسكري للقائد العام للقوات المسلحة ( نوري المالكي ) في الأيام الاولى حاولوا التستر واخفاء هذه المجزرة الدموية الرهيبة , ولكن ضغط الاعلام وأقلام الكتاب الشرفاء الوطنيين , كشفوا عن المجزرة المروعة . حاول ( نوري المالكي ) ان يقلل من حجم هول الكارثة بقوله : بأن بعض عشرات من المجندين الجدد أختفوا في ظروف غامضة , وان التحقيقات جارية لمعرفة الأسباب هذا الاختفاء . لكن الحقيقة انكشفت بهولها المرعب , بأن مجزرة دموية طالت أكثر من 1700 شاباً مجنداً . ذبحوا بدم بارد .
أن المسؤول الأول الذي يتحمل كامل هذه الكارثة الدموية هو قائد العام للقوات المسلحة ( نوري المالكي ) ومكتبه العسكري البعثي. الذي سلم الموصل وثلث العراق الى تنظيم داعش المجرم دون مقاومة , بل بالتسليم في اليد مع المكافأة بترك السلاح والمعدات الثقيلة , واموال البنك المركزي في الموصل تقدر بنصف مليار دولار .
ان جرح سبايكر مازال ينزف بدماء الشهداء الابرار . مادام القاتل حراً طليقاً . مادام القضاء العراقي يغط في سبات اهل الكهف , مادام الضمير غائب عن المسؤولين في الدولة والأحزاب والبرلمان . ولكن السؤال الى متى يبقى المجرم القاتل حراً طليقاً . والشباب في عمر الورود تحت التراب ؟ ؟ .................... والله يستر العراق من الجايات !! .