كوكبنا الجميل الذي كانت له المنزلة الأسمى في بسط الكائنات الحية ودبيبها فوق متنه، وهو الوحيد حتى يومنا هذا الذي حظي بهذه النعمة من بين ما لا نهاية من الكواكب الدائرة في فلك الشمس، ولكن ابن البشر أساء الى النِعم التي وجد نفسه فيها منذ القدم في الإضرار المتصاعد تدريجياً منذ فجر الثورة الصناعية قبل حوالي ثلاثة قرون، واخطر ما فيه استخراج المعادن، والمواد البلاستيكية، ومجمل الاحفوريات التي تبعث السخام وغاز ثاني اوكسيد الكاربون واوكسيد النتروجين السام الى طبقات الجو المحيطة بسطح الكرة الارضية، كان ينبغي ان يكون سطح الارض خالياً منها لانها تلحق الضرر البالغ بصحة المخلوقات والكائنات من حيوانات ونباتات، حتى اسلحة الدمار الشامل من نووية وكيميائية لولا مستخرجات باطن الارض لما وجدت، وما زيادة السكان العاصف على سطح الكرة الارضية الا على حساب النوع، ومعروفة مقولة " التراكم الكمي يؤدي الى تغيير نوعي" .
كارثة البيئة تشمل كل البلدان وما نقص الغذاء وتفاقم اسعاره العالمي، وكذلك انخفاض قيمته الغذائية التي اضعفتها المنشطات الكيمياوية، الا نتاج الحيف الذي الحقه الانسان بالبيئة، ليس هيّنا معالجته بل يتطلب دأب وعمل اجيال متتالية اذا توحدت الجهود وتوفرت الارادة وخفّت حدة التوترات والكراهية والحروب بين الشعوب، كلنا متساوين فوق سطح هذا الكوكب ومصيرنا واحد، فلتكن مسؤوليتنا كبيرة ومشتركة، كما يتطلب في ظل الاكتشافات العلمية المتسارعة ان تسخر لتحسين النوع البشري وتطويره ورفاهيته " الانسان اثمن رأسمال ! " لا ان تكون في ركوب سباقات التسلح المحمومة، وما جشع الشركات والدول الكبرى الا في المزيد من الاحتباس الحراري والتغير المناخي وقهر الطبيعة المحيطة التي ألِفها الانسان وعاش بساطتها واحتضانها له منذ بدء الخليقة، فكن منصفاً ايها الانسان! .
لتنتصر ارادة الخير والجهد العالمي في مؤتمر(كوب 27) المنعقد في شرم الشيخ بجمهوية مصر والتطلع من جديد نحو المؤتمر السنوي القادم (كوب 28) في الامارات العربية، ونحو تسريع وتيرة الحفاظ على البيئة في كل بلد على حدة وفي البلدان المشتركة حول البحار والانهار، او المشتركة في سلاسل الجبال، او المشتركة في الاراضي الاستوائية، وعموماً في القارات اجمع. لقد اقترب الخطر مكشراً عن انيابه كالوحش الكاسر في الغابة، ليكن التقدم في ميادين العلوم والأبحاث بإتجاه سلامة البشر ورفاهها، وليس ابتلاءها بالكوارث او الامراض او الحروب، آن الأوان لبني البشر الكف عن التجمعات الهائلة في المدن الكبرى على حساب الارياف والمناطق الأكثر ازدهاراً ونقاءً واخضراراً.