الكتاب صادر عن دار أهوار ودار الرواق للنشر والتوزيع في بغداد، كتاب لا تمل من قراءته رابطاً تاريخ العائلة مع السيرة الذاتية للكاتب والصحفي والوزير السابق في حكومة اقليم كردستان جورح يوسف منصور، بعنوان (إيفين.. حفرٌ في الذاكرة). راجعه سؤدد المفتي وكتب مقدمته الكاتب زهير الجزائري ثم كتب الاديبان علي بدر وابراهيم احمد عمودين في غلافه الاخير. صدر الكتاب بفصلين وعدد صفحاته 384 صفحة من القطع المتوسط مع ملحق جميل للصور.
والكتاب سفر خالد في حياة مناضل عراقي من بلدة عنكاوا الثابتة في ارض حدياب على ضواحي مدينة الآلهة الأربعة اربيل، وقد قذفته اهوال الحياة وتعقيداتها الى اتون مصاعب شتى حيث تعرض للموت في اكثر من مكان سواء في العراق او في الجارة ايران.
استمتعت وأيما استمتاع في فصل حياة الوالد ومجيئه للإنخراط في الرهبنة الهرمزدية في اعلى جبل القوش، وكذلك تابعت بجد مسار زورق المؤلف في خضم الحياة: من العراق الى موسكو ثم عودة بعد التخرج الى الوطن حاملاً السلاح بوجه الدكتاتورية، ثم ايران وتعرضه للاعتقال ولكن توفق في التعرف على فتاة اشورية رائعة من طهران لتصبح زوجته وام اولاده ريناد ورامي، ثم اتجه الزورق صوب الاتحاد السوفيتي السابق ومنه الى دمشق ثم كندا التي اصبحت مستقره والعائلة حتى يومنا هذا.
كان من الأوائل الذي هبّ للعودة وتحمل المسؤوليات في العراق، بعد تحرره من الدكتاتورية التي كانت جاثمة على صدور العراقيين لعقود من السنين، ايضا في معمعان العمل في بغداد واربيل إجتاز امتحانات قاسية تناولها الكتاب باسهاب، مثلاً في بغداد عند انفجار الفندق الذي كان يقيم فيه كاد ان يخسر حياته.
ثم رجع مرة ثانية الى بلده الثاني كندا الذي احتضنه ومنحه جنسيته ورعى ابداعاته ومقدرته الكبيرة في الترجمة من عدة لغات يجيدها. في خريف عمره يقضي ايامه في متابعة الاخبار ويساهم في وسائل التواصل الاجتماعي بنشاط، ويسافر كثيراً مرفهاً عن نفسه وعائلته، وينشر ما يبهج القارئ من التحصيلات العلمية والتاريخية التي بلغها ابنه ريناد واخيه المهندس رامي حفظ الله تلك الاسرة الصغيرة المتميزة ورعاها.
نتوسم في هذا الأرث الخالد ان يتواصل في اجياله، ويبقى مرتبطاً بالجذور والعودة الى مسقط الرأس عنكاوا البلدة الحية التي تمتلك رصيداً ممتازاً قياساً بغيرها من الكفاءات العلمية والشهادات الأكاديمية. مبروك صدور كتابك صديقي جورج يوسف منصور والى نتاجات اخرى في المستقبل وفي جعبتك الكثير من السهام.