أدانت منظمة بريطانية مناهضة للأسلحة النووية قرار لندن بنقل قذائف اليورانيوم المنضّب إلى كييف، مشددة على أن هذا القرار يؤدي إلى زيادة معاناة المدنيين. وصدر البيان يوم الثلاثاء عن منظمة "حملة نزع السلاح النووي" التي تأسست عام ١٩٥٧. وقالت الأمينة العامة للمنظمة كاترين هدسون "كما الحال في العراق فإن نقل قذائف اليورانيوم المنضّب إلى كييف على المدى الطويل لن يؤدي إلا إلى زيادة معاناة المدنيين المحاصرين في الصراع".
كما وصفت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الروسية ماريا زاخروفا خطط بريطانيا لنقل قذائف اليورانيوم المنضّب إلى أوكرانيا ب "السيناريو اليوغسلافي", وأكدت زاخاروفا " هذه القذائف لا تقتل فحسب بل تصيب البيئة وتسبب الأورام السرطانية وقد حدث هذا بالفعل أثناء قصف الناتو ليوغسلافيا.
كل يوم يكشف حلف الناتو العدواني وجهه القبيح في إطالة أمد الحرب الدائرة بينه وبين روسيا في أوكرانيا حيث يزود كييف بالأسلحة والمعدات العسكرية ومنها القذائف المنضبة الخارقة للدروع كما صرحت نائبة وزير الدفاع البريطاني أنابيل غولدي. ويأتي كل هذا التصعيد بعد النجاحات التي يحققها الروس على جبهات القتال وحسم المعركة في باخموت والذي يعني فسح المجال للجيش الروسي التقدم أكثر واحتلال وتهديد مدن أخرى وكذلك إجهاض الهجوم المضاد الذي يخطط الناتو القيام به في الربيع القادم ضد القوات الروسية واسترداد الأراضي التي خسرتها كييف. ليس من السهل على الناتو والولايات المتحدة وهم القطب الذي كان مهيمنا على الساحة الدولية أن يتقبل كشف مخططه تطويق روسيا ومحاصرتها بقواعد الناتو وإركاعها لكي يسهل عليه الأمر بالتوجه إلى زعزعة الصين وإرغامها على الخضوع وهي المنافس الصاعد للهيمنة العسكرية والإقتصادية للغرب وللولايات المتحدة بالتحديد، لذلك فإنهم يجازفون من خلال التدخل بشكل خطر في هذه الحرب مما يهدد البشرية بخطر الحرب النووية وتهديد السلم العالمي.
ونحن نستذكر مأسي الغزو الغربي للعراق بقيادة الولايات المتحدة قبل عشرين عاما وعملياته العسكرية التي استخدم فيها اليورانيوم المنضّب والذي تبدو آثاره ظاهرة في تشخيصات الأورام السرطانية الكثيرة والتشوهات الخلقية الغريبة التي يعاني منها أهلنا الذين تعرضوا لها, إضافة إلى القتل والهدم والتدمير الممنهج للنسيج الاجتماعي العراقي بعد أن قسم المحتل العراقيين إلى طوائف متحاربة . لم يكتف المحتل من تدمير بلدنا بحجة بناء الديمقراطية بل تعدى ذلك وتسبب في تسليم العراق لأيدي الطائفيين الفاسدين والتابعين لإيران ودول الجوار، ووقف متفرجا ودماء شهداء تشرين تغطي شوارع بغداد والمحافظات دون استخدامه صلاحياته ونفوذه لوقف المجزرة وتصحيح مسار العملية السياسية التي كان السبب في تشوهها ورغم تواجد قواعده العسكرية في مختلف المناطق في العراق..
فهنيئا لزيلنسكي وحكومته الذين سيواجهون النموذج العراقي واليوغسلافي في هذه الحرب الهجينة، وستتلقى سلطات كييف المعونات العسكرية ومن ضمنها اليورانيوم المنضب حيث سيشهدون مدى خطورة هذا السلاح على المدنيين في أوكرانيا والبيئة التي ستتسمم باستخدام هذا السلاح والذي بالتأكيد فإن الجانب الروسي وعلى لسان رئيس الجمهورية بوتين حيث صرح بأن رد موسكو سيكون بحجم الخطر, وهذا يعني تبادل الطرفين استخدام مثل هذا السلاح . فما دامت كييف تدفع ثمن هذا التصعيد الخطير وسكانها هم الذين سيتحملون هذا الخطر وشبابها هم الذين سيخسرون أرواحهم، فهذا ليس مهما لدى دول الناتو، فالمهم عندهم هو إطالة امد هذه الحرب واستنزاف روسيا ومضاعفة أسهم وأرصدة المجمع العسكري في الناتو والولايات المتحدة.