الانتقال الى مكتبة الفيديو

 
نحتاج موقف دولي جاد لإيقاف الحرب بين روسيا وأوكرانيا

من بين اهم المقاصد التي قامت عليها المنظمة الدولية ماورد في مواد الميثاق الدولي للأمم المتحدة في  الفقرة الأولى من المادة الأولى  التي تنص على حفظ السلم والامن الدولي ٬ وان تتخذ الهيئة التدابير المشتركة الفعالة لمنع الأسباب التي تهدد السلم ولإزالتها ٬ وتقمع اعمال العدوان وغيرها من وجوه الاخلال بالسلم ٬ وتتذرع بالوسائل السلمية وفقا لمبادئ العدل والقانون الدولي لحل المنازعات الدولية التي تؤدي الى الاخلال بالسلم او لتسويتها .

ومن بين اهم ما يتطلبه الميثاق ان المنظمة الدولية معنية بجميع الأحوال التي تعرض السلام والامن الدولي للخطر ٬ وان تكون الوسائل والسبل المعتمدة سريعة وفعالة ٬ وهذه المقاصد المهمة في حياة الدول والبشر تتطلب مواقف حيادية وصادقة لإيقاف النزيف المستمر والضحايا بين الدول المتحاربة ٬ ولايمكن ان يتوقف القتال والتهديد المستمر للسلام العالمي بالمواقف الإعلامية او بالاستنكار وبالحث والنصائح والدعوات  التي يطلقها المسؤول الدولي  .

نزيف الدم المستمر في الحرب الدائرة بين روسيا الاتحادية وبين أوكرانيا لم يتوقف لأنه لم يواجه دعوات مخلصة وصادقة وحيادية توقف هذه الحرب وتلزم الأطراف باللجوء الى الحوار والمتفاوض والتسوية التي تتخطى الخسائر البشرية ٬ وان يكون هناك الزام دولي أخلاقي ان يتحاور الطرفين للوصول الى صيغة مشتركة تنهي النزاع القائم وتضع الحلول والخطوات التي تحفظ السلام وتعيد الحياة الى مجراها الطبيعي ٬ فالمعاناة التي يعانيها الاوكرانيين لا تختلف عن المعاناة التي يعانيها الروس ٫ وجميعنا نعلم ان جميع الحروب لا يمكن ان تحقق الفوز لطرف من الأطراف المتحاربة  ٬ ومثل هذه الحرب الدائرة تحت مرأى ومسمع المجتمع الدولي تعد من بين اكبر التحديات التي يواجهها السلام العالمي .

الاشكال والأسباب التي تعيق مثل هذه المواقف تكمن  في الهيمنة الامريكية على الموقف الدولي في المنظمة الدولية ٬ وامام ما تعلنه الولايات المتحدة من دعم وحث ودفع أوكرانيا لاستمرار القتال تعتبر شريكا فعالا في استمرار الحرب الدائرة خارج بلادها .

ان كلا من روسيا وأوكرانيا هما عضوين فاعلين من أعضاء الأمم المتحدة ٫ ويفترض عليهما الالتزام بالميثاق ونصوص القانون الدولي ٬ وان تضع قيادة البلدين مصلحة ومستقبل شعوبهم قبل أي موقف او مصلحة أخرى ٬ الخسائر البشرية والمادية التي يفقدها كل طرف هي جزء مهم من التأثير المستقبلي على الحياة فيهما ٬ وان هذه الخسائر المادية في البنى التحتية  بالإضافة الى خسائر السلاح والانفاق العسكري الهائل  وتوقف عجلة الحياة ليس لها أي معنى ٬ وستنعكس حتما على مجريات الحياة والمواطنين التواقين للحياة الامنة والسلام بديلا عن الخروقات والتجاوزات التي تصدر عن كلا المتحاربين ٬ وعلى المنظمة الدولية ان تنظر للنزاع القائم والحرب العسكرية الجارية بمنظار حيادي ٬ وان تأخذ على عاتقها ان تكون وسيطا لإيقاف القتال أولا ومن ثم اللجوء الى التفاوض والحوار ٬ بدلا من ان توجه الاتهامات الى طرف دون غيره قبل ان تتعمق في التحقيقات الدولية ٬ وقبل ان تتشكل لجان وهيئات مشتركة للبحث عن السبل والطرق التي تدعم عمل المنظمة الدولية وتحقق مقاصدها .

ومنذ بداية قيام الحرب والقتال بين البلدين ظهر التأثير الاقتصادي علي العديد من بلدان العالم ٬ ومع الرغبة التي يتمناها محبي السلام العالمي في ان يسكت صوت الصواريخ والمدافع والبنادق ويرتفع صوت الحوار الا ان التأثير المذكور بدا يكبر ويتوسع مع استمرار هذه الحرب ٬ وما يحزن النفس ان التأثير انعكس على البلدان النامية والضعيفة اقتصاديا ليزيد معاناة البشر فوق معاناتهم المتعددة .

ان مجلس الامن الدولي مدعو لاتخاذ موقف حيادي ومنصف وانساني لإيقاف نزيف الدم بدلا من الانقسام والتخندق مع الأطراف المتحاربة ٬ وان تكون مبادئ القانون الدولي والنصوص التي تدعم عملية السلام هي القواعد التي ترسم منهج الحوار والمفاوضات الجادة والالتزام بالمقاصد التي تسعى لها المنظمة الدولية ٬ حيث ان الحوار المتقطع والبعيد عن الجدية بين ممثلي الحكومتين لم يثمر او يوصل الى نتائج تسهم في إيقاف القتال او اعلان الهدنة او إعادة قراءة أسباب الخلاف والنتائج التي توصلوا اليها ٬ وجميع المنظمات الدولية المعنية بالسلام العالمي وبحقوق الانسان مدعوة لان يرتفع صوتها وان تسهم بشكل فعال في ان تتوقف هذه الحرب ٬ وان تتوقف أيضا دعوات بعض الأطراف التي تحث وتساعد وتدعم استمرار هذه الحرب الطاحنة .

الأمين العام للأمم المتحدة مدعو لان يأخذ على عاتقه عملية إحلال السلام ٬ وان يكون هاجسه الأساسي ان يوفق لإيجاد سبل وطرف من شانها ان تحقن الدماء التي تسيل يوميا والبنى التحتية التي تتهدم وتسحق يوميا ٬ وان يضع كل امكانياته وخبرته الدولية في إحلال السلام بين البلدين ٬ بعيدا عن مواقف الدول في مجلس الامن وعن حق النقض الذي يعرقل عملية السلام ٬ لأننا ندرك ان قرارات الجمعية العامة غير ملزمة للدول ٬ في حين ان جهودا إنسانية ومواقف شفافة وحيادية يمكن ان تحقق نتائج إيجابية ٬ ما يجعل الحاجة ملحة لمبادرة إنسانية ينتظرها الناس في إيقاف الحرب وترميم مخلفاتها ٬ دون ان نغبن دور المنظمات الدولية في الدعم الإنساني لكلا الشعبين ٬ ومايزيد سعير النار تلك التقارير الإعلامية البعيدة عن الحقيقة وغير الحيادية التي تطلقها جهات إعلامية بقصد استمرار القتال او توجيه الاتهامات لطرف دون الاخر .

  كتب بتأريخ :  الأربعاء 12-04-2023     عدد القراء :  822       عدد التعليقات : 0