لأول مرة يخرج المسيحيون الكلدان من رجال دين وراهبات وأتباع أبرشيات الكنائس الكلدانية في تظاهرة جماهيرية تعبر عن تضامنهم التام مع رأس الكنيسة الكلدانية الكاردينال ساكو وفي ساحة التحرير. وتضامن مئات الألوف من المسيحيين والمدنيين العراقيين ومن شتى الأديان إن كان في داخل العراق او خارجه مع المتظاهرين ومطالبهم. ومن المعروف عن الكاردينال ساكو هو انه ينأى بنفسه التدخل في الأمور السياسية ويبتعد قدر الإمكان الدخول في مهاترات سياسية، كما يطالب دوما بأن يتم فصل الدين عن السياسة.
واليوم وبعد ان اُختطِفت أصوات المسيحيين بشكل عام من قبل الانتهازيين والغوغاء والعملاء من أمثال المدعو ريان (الكلداني) المدعوم من الميليشيات الشيعية المنفلتة وحصل على أصوات تلك الميليشيات في الانتخابات البرلمانية السابقة عن الكوتا المسيحية! وهذا يعد تزويرا فاضحاً عند حساب الأصوات حيث أن أصوات الناخبين المسيحيين فقط هي التي ينبغي أن تحدد من يمثلها في البرلمان العراقي عن الكوتا المسيحيين. إن ميليشيا (بابليون) التي يقودها (شكليا) المدعو ريان تنفذ أجندة الأحزاب الشيعية في محاولاتهم المتكررة لترحيل ما تبقى من المسيحيين، السكان الأصليين في بلاد ما بين النهرين وإجبارهم على ترك بيوتهم وأعمالهم التجارية ووضع الضغوط والقوانين التي تهدف إلى مضايقتهم في ارزاقهم. ولم يكتف المدعو ريان الكلداني بذلك فبدأ يتطاول على الرمز الديني للمسيحيين الكلدان الكاردينال ساكو ويحاول هذه المرة تجريده من سلطته الدينية ورعايته للمسيحيين العراقيين الكلدان في العراق والعالم بعد أن أصبح هذا الريان منبوذا من المسيحيين العراقيين ووضعته الولايات المتحدة هو والميليشيا التابعة له في القائمة السوداء بسبب جرائمهم وفسادهم وعمالتهم.
وكما أذكر ان ريان هذا وصل إلى الولايات المتحدة قبل انتخابات ٢٠١٤ البرلمانية العراقية بدعوة من بعض الأشخاص محاولا تسويق نفسه لجاليتنا الكلدانية أملا بحصوله على أصواتها ليصبح مخلبا للأحزاب الإسلامية التي باع نفسه لهم ضد أبناء جلدته الذين وطيلة عقود كانوا ضحايا الأنظمة والأحزاب الإسلامية التي جاءت بعد ٢٠٠٣.
هنا يأتي دور مؤسسات الدولة السياسية والأمنية لاتخاذ كافة الإجراءات القانونية لوضع حد لهوس وهراء وجرائم المدعو ريان الكلداني ومن يقف وراءه من طائفيين متطرفين وتقديمهم للعدالة، إلى جانب حماية الشعب المسيحي واحترام تراثه الإنساني والديني ورموزه الدينية التي تحمل العراق في قلوبها أينما حلت. ولكي يفرض المسيحيون احترامهم واحترام تأريخهم ورموزهم الدينية على الدولة والمجتمع المتعدد الأديان والطوائف عليهم أولا الوحدة ضد جميع أشكال التهميش وفضح الممارسات التي تحاك ضدهم في الخفاء والعلن لدفعهم لهجرة بلدهم والركوع لهيمنة الأحزاب والكتل التي لا تريد لهم الخير والسلام، كما ينبغي على جميع الوطنيين العراقيين ومن كافة الأديان التضامن مع إخوتهم المسيحيين ضد هذه التخرصات الهمجية والتهميش الذي يطالهم ويطال رموزهم الدينية التي كانت ولا زالت تبشر بعراق مدني ديمقراطي يتعايش فيه جميع أبنائه وبناته بحرية وسلام وتآخي.