في اليوم التالي من ليلة التوقيع على اتفاقية بناء ميناء الفاو مع الشركة الكورية المنفذة، جرى اكتشاف لغما بحريا على جانب احدى السفن العراقية الراسية في البحر. هذا اللغم كان قد ثبته افراد البحرية الايرانية ليلا على السفينة. واللغم قد وضع لاجل ان يكتشف في اليوم التالي وهو ما يجعل منه عملا متعمدا. والهدف كان تهديد العراق لاجباره على ربط ايران بمشروعه للربط السككي مع اوروبا. وهو لا يكون إلا عملا إرهابيا.
من خلال بيان خلية الخبراء التكتيكية يفهم بان اللغم كان يهدف لتدمير سفينة كانت تستخدم كمنصة تحميل نفطية، كانت تبعد 6 اميال بحرية عن ميناء البصرة النفطي الرئيسي. واوضحت بان ما زاد من خطورة الوضع وجود ناقلة اخرى جوارها كانت تتزود منها بالوقود. ولو كان هذا اللغم قد انفجر كان سيدمر الناقلتين معا بوقودهما المحمل الى جانب البنية التحتية العراقية.
وقد اعتبر مراقبون أن العملية تستهدف “تخريبًا اقتصاديًا” للبلاد، حيث ان استهداف نفط العراق اقتصاديا يهدف لخفض انتاج العراق من النفط لعدة اشهر، وبهذا التوقيت وبهكذا تخطيط يهدف لاحداث ضرر اقتصادي داخلي يعصف بالاقتصاد العراقي المعتمد كليا على الصادرات النفطية.
وكان مدونون قد تداولوا صورا للغم الملتصق بالناقل، وصور للغم من صناعة ايرانية مشابه جدا له. وكان لغم مشابه قد استخدم في تفجير ناقلتي نفط يابانية في خليج عمان في حزيران من العام 2020 اتهمت ايران بالوقوف وراءه.
إن هذا التصرف الايراني الاهوج في التهديد بضرب الاقتصاد العراقي هو عمل ارهابي واضح يعاقب عليه القانون الدولي. وهو سابقة خطيرة في العلاقات بين البلدين تشير الى تهور واضح واستخفاف بقواعد حسن الجوار.
ازاء هذا العمل العدائي تجاه العراق والذي ينم عن الاستهتار نطالب باطلاق دعوى قضائية دولية ضد ايران لاعتدائها على العراق بهذا العمل الارهابي ولتهديدها لامنه واقتصاده وللامن الاقليمي والدولي وامن الطاقة لاهداف غير مقبولة. وإن عمل مثل هذا يؤدي الى عقوبات دولية قاسية تضع مرتكبيها في خانة الامم المنبوذة.
من ضمن الدعوى القضائية لابد ان يطالب بتعويضات من ايران عن عملها الارهابي هذا. نطالب في السياق بايقاف تنفيذ هذا الربط السككي. إذ اننا لا نرى من مصلحة لبلدنا فيه. وإننا نكرر ما قلناه سابقا بان لن يكون هناك من ضمان لسلامة اي شيء يفرض علينا غصبا.