اعلنت ست محافظات عن تعطيل الدوام في مدارسها جراء هطول الامطار فيها وحرمان الطلبة من يوم دراسي اخر , وقسم من التعطيل اصبح من صلاحيات الادارات المحلية في المحافظات ليضاف الى العطل المركزية ..
ايام زمان كانت الهطولات المطرية اكثر غزارة والموسم الشتوي يبدأ مبكرا وليس كما هو الان زخات المطر في تشرين الثاني بسبب التغييرات المناخية , والمدارس اقل ولا تتوزع جغرافيا بهذه الكثافة التي هي عليها الان اي لا تتوسط الاحياء , والوصول اليها يسير على غير ما كان الامر في سابق الزمان , ولم يكن هناك تفريط بالأيام الدراسية مثل ما هو عليه الان من حال.
بصراحة كان الحرص اكبر واكثر جدية على الدوام والمحاسبة اشد على الغياب ولا تهاون او تفريط بساعات الدراسة مثلما جار الان , حيث اصبحت العطل تلتهم نسبة عالية جدا من ايام الدراسة , ولا يشعر ذوي الطلبة ان هناك حرصا على حقوق الطلبة في ساعات دراسية تامة لإكمال المناهج المقررة وتعزيز استيعابها وفهمها من خلال استغلال الوقت الذي هو ملكهم .
من الواضح والملموس ان ظاهرة هدر الساعات بحاجة الى ان تتوقف عندها الجهات المسؤولة ولا تترك الى اجتهادات محلية , وانما تخضع الى موافقات وزارية وتستند الى مبررات علمية , ولا تصدر القرارات بتعطيل دوام الطلبة الا في الظروف القاهرة , بل ان كثير من العطل الاخرى يمكن تجاوزها والزام الطلبة بالدوام لانهم غير معنين بها ولا تؤثر على انتظامهم في الدراسة وعدم شمولهم بها سينعكس ايجابا على تعليمهم .
تقتضي الضرورة تهيئة مستلزمات الوقاية من الاجواء الجوية السيئة على المدارس والحد من تأثيرها لتمكين وضمان استمرار الدراسة والانتظام فيها , ففي بلدان اجوائها شديدة القسوة ويبقى الدوام فيها طبيعيا ومستمرا , ولا يعطله هكذا سبب .
كثرة العطل لها اثار سلبية على الطلبة وتسهم في تدني المستوى الدراسي , الى جانب الانعكاسات النفسية بأشكالها وانواعها , واكثر من ذلك تحبط همم الاسرة التعليمية وتتطلب منهم جهدا اضافيا لمعالجة هذه الانعكاسات وتجاوزها .