هناك 3 وسائل لهدم الحضارة وهي:
1- هدم الاسرة : العمل على تخريب وتدمير الأسرة وعبر وسائل عديدة وخاصة الام من خلال التقليل، التغيب من دورها وأهميتها في البيت، المجتمع. والنظرة الدونية للمراة، وعدم فسح المجال امامها للعمل وتحت مبررات واهية وكاذبة وخادعة، علماً ان التحرر الاقتصادي للمرأة يعد شيئ هام جدا في اي مجتمع، واي مجتمع لا يمكن ان يتطور الا من خلال فسح المجال أمام المرأة في العمل وفق رغبتها وامكانيتها وتحقيق المساواة بينها وبين الرجل في الأجور والعمل والقانون، وهذا لا يمكن ان يتحقق إلا في المجتمع اللاطبقي المجتمع الذي يحقق العدالة الاجتماعية والمساواة والديمقراطية. وان الخطر الداهم على مستقبل شعوب العالم كافة اليوم يكمن بتفشي المثلية والجندر والجندرية. احذروا هذا الخطر انه اشبه بالسرطان الذي يفتك بالأسرة والمجتمع في ان واحد.
2- هدم وتخريب منظم لقطاع التعليم : ويبدأ هدم التعليم من المعلم من خلال عدم اعطاء اهمية ودور له وهذا يبدأ من المرحلة الدراسية الاولى الابتدائية، المتوسطة والثانوية ثم فيما بعد، المعاهد والجامعات من خلال تقليل الاهمية للتدريسين وبوسائل عديدة وبالتالي سيفقد المعلم، المدرس، استاذ الجامعة، دوره ومكانته في مؤسسته ويلازمه الاحباط وان المعلم، المدرس استاذ الجامعة، الحريص في عمله يصبح غير مرغوب فيه من قبل الغالبية العظمى الطلبة وحتي من الادارة وبالتالي سوف يسود التمرد على العلم والاخلاق... ومن هنا يبدأ ويتم تهديم وتخريب منظم لقطاع التعليم ولجميع مراحله الدراسية ، وهذا ما حدث ويحدث اليوم في قطاع التعليم ولجميع مراحله الدراسية في غالبية الدول ، واصبح العلم سلعة بباع ويشتري وبثمن بخس وبمستوئ علمي ضعيف جداً للغالبية العظمى من الطلبة واصبح هدف الحصول على الشهادة ليس للجانب العلمي بل للجانب الاجتماعي والاقتصادي تحديداً . وهذا الاتجاه الخطير والهدام والمعمول به اصبح ظاهرة خطيرة في غالبية الدول وخاصة الدول الراسمالية والدول التي تدور في اطار منظومة النظام الراسمالي العالمي اي غالبية دول الاطراف ومنها العراق المحتل انموذجا حيا وملموسا على ذلك. ان هذه الوسيلة تعد اخطر وسيلة لتكريس التخلف الاجتماعي والاقتصادي والسياسي والثقافي والعلمي وان قوئ الثالوث العالمي وحلفائوهم يعملون بهذا النهج لان المجتمع اذا سادت فيه الامية ستسود وتنتشر فيه الخزعبلات الكثيرة وبالتالي يسهل على القوى الخارجية وعبر حلفاوهم واصدقائوهم في هذه البلدان من قيادة البلد،الشعب، وفق مصالح القوى الخارجية. ان من اخطر مشكلة يعاني منها قطاع التعليم العالي والبحث العلمي مثلاً هي الشهادات المزورة وخاصة الشهادات العليا الماجستير والدكتوراه في العراق اذ يوجد اكثر من 50 الف شهادة مزورة من الماجستير والدكتوراه تم الحصول عليها من دول الجوار ومن خلال دفع المال المحدد لكل اختصاص علمي وهؤلاء هم فاشلين وهم يتسنمون مقاليد الحكم في السلطة، ومن هنا ينبع خطر تهديم المجتمع والدولة وقطاع التعليم ولا اعتقد تم ويتم ذلك نتيجة للصدفة اصلاً، وضع الرجل غير المناسب في المكان المناسب... هو نهج للتهديم المنظم وفق اعتبارات سياسية خاطئة؟ وهذا ما حدث ويحدث اليوم في العراق المحتل.
3- العمل على التقليل من اهمية العلماء والمثقفين والأدباء... ويتم العمل وفق خطط مدروسة لمحاربة هؤلاء النخبة ولا اسباب عديدة، سياسية، ايديولوجية، اقتصادية واجتماعية ويتم عبر وسائل عديدة، اجهزة الدولة لمحاربة هؤلاء وبالتالي نحصل على هجرة العقول مما يؤدي ذلك إلى تكريس التخلف والتبعية للبلد وكذلك تشكل هذه الظاهرة خسارة مادية كبيرة على الشعب وفائدة كبيرة للدول التي تستقبل هؤلاء العلماء والكفاءة العلمية ومن مختلف الاختصاصات وليس اعتباطا من ان تشكل هجرة العلماء... من بلدان اسيا وافريقيا وأميركا اللاتينية.... للغرب الامبريالي، لان قادة هذا النظام الطفيلي ينظرون إلى هذه الكوادر العلمية من منطق الربح والخسارة فالطبيب يكلف دولته من حيث الاعداد وفق مختلف التقديرات ما بين 1-2 مليون دولار أمريكي فدول المركز تحصل على كادر جاهز ورخيص ويتم اعطائه مرتب يقل عن المرتب الذي يحصل عليه زميله بنفس الاختصاص مجرد يحصل على عمل، سكن اقامة... وخير مثالاً ما عمل النظام في الانقلاب الدموي عام 1963 في العراق مع العالم عبد الجبار عبدالله، او في الثمانينات من القرن الماضي مع العالم والبروفسيور الاقتصادي محمد سلمان، ابراهيم كبه ،صفاء الحافظ والدكتور صباح الدرة والدكتور طالب البغدادي الذي نصب له فخا في اواسط السبعينيات من القرن الماضي في كلية الاقتصاد في جامعة بغداد واعتقاله في سجن ابو غريب... وامثله كثيرة جداً وخاصة بعد الاحتلال الامريكي للعراق و في السنوات الخمسة الأولى من الاحتلال الاجنبي للعراق تم تصفية العشرات، بل المئات من اساتذة المعاهد والجامعات العراقية وكذلك من خيرة الاطباء، ناهيك من خطر النهج الخطير الذي اتبعه النظام السابق في نهج التبعيث وكانت له نتائج خطيرة على قطاع التعليم ولجميع مراحله الدراسية واليوم فان قادة نظام المحاصصة وبدعم واسناد خارجي تم ويتم اسلمة التعليم ولجميع مراحله الدراسية من خلال ابعاد خيرة الاساتذة وتحت حجة العمر وتم تشريع قانون خاص من اجل ابعاد، من اجل التخلص من الاساتذة اصحاب الخبرة وهم بعمر العطاء العلمي وفي الدول، الانظمة، التي تحترم القانون وتحترم العلم والعلماء لن تقوم بإبعاد هؤلاء العلماء ووفق مبررات واهية.. ففي الاتحاد السوفيتي مثلاً يبقى الاستاذ يعمل ولم تتم احالته على التقاعد الا من خلال اذا رغبة في ذلك بدليل كاتب هذه السطور حصل على شهادة الدكتوراه من جامعة موسكو، كلية الاقتصاد في جامعة موسكو عام1984 و استاذي الفاضل والمشرف على اطروحتي كولوكوف ميخائيل فاسيلوفيج يعمل لغاية الان في كلية الاقتصاد في جامعة موسكو وصلتي معه مستمرة لغاية الآن وانا تمت احالتي على التقاعد المبكر (وفق القانون) في عام 2016 .
نود أن نشير ونؤكد للقارئ الكريم حول اهمية الكادر العلمي والمهني لبلدان اسيا وافريقيا وأميركا اللاتينية فمثلا كان الاتحاد السوفيتي وخلال المدة 1960-1980 كان يستقبل سنوياً نحو100 الف طالب وطالبة للدراسة وفي مختلف الاختصاصات العلمية للأحزاب السياسية الوطنية والتقدمية والشيوعية وكذلك دعم واسناد الدول التقدمية ومنها جمهورية اليمن الديمقراطية، العراق، سوريا، الجزائر، مصر، السودان، افغانستان.....، وخلال المدة المذكورة قدم الاتحاد السوفيتي نحو 3 مليون كادر علمي ومهني لبلدان اسيا وافريقيا وأميركا اللاتينية ومنها البلدان العربية وتقدر كلفة هذه المساعدات بنحو 300 مليار دولار، علماً الدراسة مجاناً مع اعطاء (راتب) للطالب ولكن بعد تفكيك الاتحاد السوفيتي عام 1991 فقدت هذه البلدان الميزة الممنوحة لهم بأعداد الكادر الوطني وبالمجان والاكثر من ذلك ان البلدان العربية مثلاً ولا اسباب فان الغالبية العظمى من هذه الكوادر العلمية تركوا، اجبروا، لمغادرة بلدانهم لا اسباب سياسية، اقتصادية،... ارهاب سياسي ضدهم والغالبية العظمى من هؤلاء -- العراق انموذجا -- في دول الغرب الامبريالي، لجوء سياسي، انساني وحصلوا على جنسية البلد الذي يعيشون فيه.....؟ انها خسارة كبيرة انه اسلوب هدم وتخريب منظم اقدم عليه النظام السابق والحالي؟ وان الغالبية العظمى من هؤلاء كانوا اعضاء كادر... في الحزب الشيوعي العراقي والمؤسف حقاً ان نسبة غير قليلة تحولوا الى اعداء للشعب السوفيتي، للحزب الشيوعي السوفيتي، للاشتراكية.. وكذلك البعض منهم اصبح معادي لحزب فهد_سلام، هذا هو الجزاء الذي قدم له فرصة يحلم بها اصلاً ولكن.... ولكن؟!.
نعتقد اي نظام لا يقيم اهمية واحترام للمراة ولا يهتم بقطاع التعليم ولجميع مراحله وكذلك للعلماء... ليس له مستقبل. وعليه نطالب بفسح المجال امام المرأة للعمل واحترامها كمواطن، انسان، وعدم النظر لها كسلعة...، واحترام ادميتها في المجتمع وبدون ذلك لن يتطور ولن يتقدم المجتمع وكذلك بالنسبة للعلماء والأساتذة والمدرسين والمعلمين...