فيما لاتزال اضرابات التربويون في السليمانية بشان عدم استلام رواتبهم انظم اليهم الموظفون في تربية ديالى , يوم الاثنين الماضي , بتنظيم وقفة احتجاجية بسبب تأخر صرف رواتبهم ايضا .
على ما يبدو عدوى عدم تسديد الرواتب بدأت تسري الى المحافظات التي تحت حكم الحكومة المركزية , وهي ظاهرة تعاني منها الدوائر بصورة عامة على خلاف ما كان سائدا في اوقات سابقة حينما كانت تتسلم الرواتب مع بداية كل شهر .
الان , يشكل التربويون من معلمين ومدرسين وموظفين في هذا القطاع اكبر فئة عاملة في الدولة يصل تعادها الى ما يقرب المليون من العاملين تعتمد في حياتها ومعيشتها على الرواتب التي يتقاضونها واي تأخير في صرفها يوقعهم في ورطة كبيرة تزيد من معاناتهم التي يعانون منها الى جانب انعكاساتها الخطيرة على مختلف الصعد ان لم ينظر اليها بجدية .
الواقع ان العشرات من موظفي تربية ديالى نظموا وقفتهم الاحتجاجية التحذيرية للجهات المسؤولة في رسالة احتجاجية للإسراع في دفع الرواتب والا سيلجؤون الى اضراب شامل , وهنا مكمن الخطورة حيث سيحفز هذا الاضراب اذا ما وقع قطاعات اخرى الى مساندته والمشاركة فيه للضغط على الحكومة لحل مشاكلهم والاستجابة لمطالبهم لأنها ستكون مناسبة وفرصة مواتية لتحقيق ذلك .
لم تذكر وزارة التربية او وزارة المالية الاسباب التي منعتها من رفع الرواتب وتأخيرها من دون بقية المحافظات , وهل تتوفر السيولة النقدية للأشهر المقبلة ام انها حالة طارئة ؟
المنظمون للوقفة الاحتجاجية قالوا انها رسالة تعبير لا لاف الأسر التي تعاني بسبب تأخر تسديد الرواتب الشهرية في ظل الواقع المعيشي المتدني ، مشيرين الى ان الوقفة استمرت بعض الوقت قبل ان يعود الموظفون الى اقسامهم لإكمال الدوام الرسمي بشكل طبيعي دون اي اشكاليات .
هناك خشية من ان تنتقل مسالة قطع الموارد الى محافظات اخرى وساعتها الاحتجاجات تتسع وتكبر ولا يمكن السيطرة , خصوصا انهم خبروا الوعود ولا يثقون بالإجراءات , كما لا يكلون من متابعة حقوق , واي حقوق انها الرواتب .
الاضراب مميز مرتب ومنظم وكان هادئا ويذكرنا بأضراب اقرانهم في السليمانية الذي بدى بسيطا وصغيرا ومن ثم كبر واتسع واتخذ ابعادا جادة وتنوعت مطالبه وشعاراته , فلا تهملوا رسالة التربويون في ديالى وصارحوهم بما كان قبل فوات الاوان .