يقول مثل صيني " مهما تحاول أن تقتلع الزهور لا تظن يمكنك منع قدوم الربيع"! فالسيد نصيف الخطابي محافظ كربلاء المنتهية صلاحيته وجد باحتفالات عيد الميلاد ونصب أشجار الميلاد في كربلاء (تخديش) لقدسية المحافظة.
كان العراقيون والمسيحيون منهم بشكل خاص أن يتأملوا من هذا المحافظ وغيره من الساسة الذين أيدوا مافعله، أن يقتلعوا الفساد ونهب الثروات وغسل أياديهم وأيادي ميليشياتهم الملطخة بدماء شباب الانتفاضة ويحافظوا على الكنائس الأثرية العديدة في المحافظة ويعيدوا ترميمها.
لقد قررت الكنائس العراقية طواعية مثل الأعوام السابقة عدم الاحتفال والبهرجة بسبب الأوضاع المأساوية هذه المرة في غزة وجريمة حريق بغديدا. ولكن تبقى شجرة الميلاد رمزا للسلام والوئام ونشر الحب بين الشعوب، لأنها لا تحمل أي دلالة تتقاطع مع الأديان والمعتقدات الأخرى. أما تعكز المحافظ نصيف الخطابي وطاقمه على ( إساءة) للمقدسات الإسلامية بنصب شجرة الميلاد فهو نوع من التخلف ونفي الآخر والإساءة المستمرة لركن أساسي من المجتمع العراقي الأصيل لا يمكن السكوت عليه. وهذا الخطاب المحرض والخطير يُراد منه زرع التفرقة والأحقاد بين الشعب الواحد.
ما الفرق إذن بين تهديم الكنائس من قبل داعش الارهابية وطرد السكان والاستيلاء على منازل المسيحيين في بغداد ومدن العراق الأخرى من قبل الكتل المتنفذة وأعوانها، والممارسة الغريبة والعدائية لمحافظ كربلاء؟
ليفهم هذا المحافظ وغيره من الفاسدين والمتخلفين والحاقدين أن الربيع قادم مهما طال الخريف والشتاء ، وستزهر الحقول وتخضّر أشجار الميلاد ، ميلاد الربيع والحب والسلام، حينها ستقتلع جميع الأشواك والحطب اليابس وترمى في القمامة.