والذي دفعني أن أعيد نشر هذه المقالة المنشورة في 30ديسمبر 2017 - وربما في الأعادة فائدة وتأسي- ومنظر الفجيعة الدموية البريئة والغير مبررة والتي حدثت في بغداد أثتاء فوز المنتخب العراقي على اليابان ونحن في بغداد بزيارة أهلنا وبالذات في شارع فلسطين وأستشهاد شاب عشريني وهو واقف أمام داره بأطلاقة طائشة تاركا وراءه أم مفجوعة وزوجة وأطفال !!!؟؟؟ بسبب هذه الظاهرة الممجوجة والهابطة أخلاقيا وأجتماعيا وحتى سماوياً وبالتأكيد أنها ظاهرة سلبية غير حضارية ومقلقة بل بربرية متوحشة لا يسلكها ألاّ الشعب الملوّث عقلياً ونفسياً يعاني من أمراضٍ سايكولوجية مزمنة مركبة ، وقد يبررها البعض كونها تأريخية متأصلة في عشائرية وقبلية الفرد العراقي حين كان الفرد يعلن بأطلاقاته النارية لكي يسمع أفراد العشيرية بالنبأ المفرح والمحزن لعدم وجود وسائل التواصل ولكن اليوم توافر وسائل التواصل الأجتماعي بأنواعها المتعددة يرفض هذا التبرير الغير مبرر الباطل ، والعجيب أن هذه الممارسات الباطلة في أطلاق الرصاص الحي في المناسبات المفرحة والحزينة والعجيب أن تكون في مولد الأنسان يطلق لهُ النار وعندما يختن يطلق لهُ النار وعندما يموت يطلق وراء جنازته النار وعندما ينجح في البكلوريا يطلق له النار ، وتتعقد الأمورأكثر عندما تتزامن مع أستعمال مفرقعات الألعاب النارية الصوتية حينها يمطرون السماء بوابل من رشاشاتهم الأوتماتيكية وربما تكون بأسلحة متوسطة في جنوب العراق وقراه وأهواره ، لشعبٍ يرفض أن يحكم أصلاً وهو من يعشق الفلتان الأمني وصاحب ممارسة الحواسم اللصوصية الأستلابية ، وأليس هو صاحب هوسة ( حلو الفرهود كون يصير يومية )!!!؟؟؟ فنزعة التخريب واللصوصية والعدوانية هي متجذرة في أعماق اللاوعي للفرد العراقي ، وعفوا أنها ليست من (عندياتي) ذُكرتْ في بحوث نخبة من أرقى باحثي علم ألأجتماع والتأريخ أمثال الدكتور الأكاديمي والباحث علي الوردي والمؤرخ المغربي أبن خلدون والدكتور الأكاديمي عبد الرزاق الحسني (راجع كتاب وعاظ السلاطين / د- علي الوردي ، وكتاب تأريخ الوزارات العراقية 1908 – 1958 ، وكتاب المقدمة لأبن خلدون ).
وتداعياتها السلبية كثيرة منها وأهمها سلب أرواح أبرياء من الناس أوحصول أعاقة دائمة في جسده ، وحين تعود ، ألى رؤوس المواطنين الأبرياء والأطفال وتعريض حياتهم للخطر ، وأنها ممارسات باطلة وخاطئة ، وأنا مع المسلمات الدينية وثوابتنا حيث وردت عقوبتها في سورة المائدة الآية 32 ( أن من قتل نفساً بغير نفسٍ أو فسادٍ في الأرض فكأنما قتل الناس جميعاً ) وحديث نبوي (لا يحلُ لمسلمٍ أن يروّع مسلماً ) ، و كذلك هي تكرس الرعب والخوف في نفوس الأطفال والنساء والمواطنين ، وأنها أهانة للقضاء والقانون السماوي والوضعي البشري وأستخفاف بهيبة الدولة والأمن الوطني ، وأنها حربٌ على سلامة الأنسان البريء ، ويزداد الطين بلّة حين تتزامن مع أطلاقات الألعاب النارية حينها يتولد( التلوث الضوضائي) الذي يزيد من أرهاق ومعاناة الأنسان في التأثير على قدراته السمعية ، وتزيد كذلك في زيادة تأثير ( المطر الحمضي ) الذي يؤدي ألى تلف الممتلكات ، كل هذا والسلطات الأمنية متراخية عنها ، وللعلم أن رجال القانون والقضاء في الأردن أعتبروها أدانة جريمة قتل ، وسنوا لها قوانين رادعة في الحبس والغرامة ، وأما في اليمن يحبسون العريس عند أطق النار في عرسه .
الحل / التراخي مرفوض من أجل أرضاء غرور البعض من المستهترين والمتهورين ، فحانت ساعة الخلاص والحل بأصدار وثيقة شرف قانونية أجتماعية رادعة في الحبس أو الغرامة أو بكليهما ، والتشديد في حالات وقوع ضحايا بأصدار جرم الأدانة ، والتدرج في تطبيقه لكي يعكس الوجه التربوي لا الوجه البوليسي الناقم ، وأن القانون وتدخل الأمن لا يكفي ألا في تشابك الأيدي بشكلٍ جمعي في تثقيف الشعب وتوعيته بمخاطر هذه الممارسة الخاطئة وأشراك وزارة التربية في تدريسها في المناهج الدراسية ، وكُتاب الأعمدة في الصحف المحلية وخطباء الجوامع والأعلأم بكافة أشكاله.