المعروف عن (نوروز) انه يعني في اللغة الكردية (يوم جديدNew day)،فيه تتم الأرض دورتها السنوية حول الشمس، لتبدأ دورة جديدة تدخل فيها شهر الخصب وتجدد الحياة. وفيه تبدأ الافراح استبشاراً بحلول عهد جديد تتحول فيه الطبيعة الى جنة خضراء،
يتوجه اليها الناس لمعانقتها وترتدي فيه العائلات الكردية الزي التقليدي المزركش بالألوان الفاتحة والزاهية، وتصدح فيه ألاهازيج، وتتشابك الأيدي في حلقات رقص ودبكات ومهرجانات غنائية شعبية تستمر حتى ساعات متأخرة من الليل، تتخللها مقاطع شعرية تتحدث عن الثورات ضد الطغاة،حيث يعدّ نوروز رمزا للتحرر من الظلم والاضطهاد في كردستان وعدد من دول المنطقة.
واجمل ما يدهشك ان هنالك علاقة بين (نوروز) و (تموز وعشتار). فالمعروف عن حادثة "تموز" أنه في آخر مرة يذهب الى تحت الأرض ثم يأتي الى وجه الأرض كإله، وانه كان يحتفل بموت وحياة "تموز" في وطن سومر، وانه في 21 آذار في كل عام كان السومريون يعقدون احتفالات كبرى في حياة "تموز" ويعرفون هذا اليوم بعيد (زكمك). والحادثة ذاتها ترد في ملحمة الشاعر الكردي الكبير احمدي خان، (مم وزين) حيث يبدأ الملحمة بيوم نوروز 21/ آذار، فهنالك شبه كبير بين قصة (تموز وعشتار) وقصة العاشقين (مم و زين)..اذ تمتليء حياة (مم) بالعذاب والفراق بعد معرفته لحبيبته (زين)..وتصبح حياتهما مشابهة للحياة الكارثية لـ(تموز) الذي يذهب الى الاسفل فيما يودع(زين) في السجن الى الموت.
ومن اسرار نوروز ان 21 آذار الذي يصادف اليوم الأول من العام الكردي الذي يمتد تاريخه الى 700 سنة قبل الميلاد، كان يوم عيد عند السومريين!، وانهم كانوا يحتفلون به تحت مسمى عيد (زكمك)،وأن (كاوا) الكردي هو (تموز) السومري!.
فماذا يعني هذا؟وما الرسالة التي يبعث بها الى من استلموا السلطة بعد 2003؟
يعني
أننا العرب والكورد شعبان لنا تاريخ مشترك حتى في الطقوس والأساطير والأعياد،وأن نوروز (كاوه) او نوروز (سومر) الذي وحّد العرب والكرد آلآف السنين،سيبقى ينعش مشاعر التآخي بين الشعبين!. ويعني..ان من هم في السلطة وقادة احزاب وكتل سياسية، عليهم ان يعوا أن الشعبين العربي والكوردي سيبقيان متحابين..اليوم وغدا.
وكل نوروز والعراق بأن ومحبة وسلام.