هذه مقالة جديدة حول التجاوزات التي حصلت لدى كتابة الدستور والتي بدأناها بمقالة حول التعديلات الدستورية قبل خمس سنوات. وكانت تلك المقالة بعد نشرها قد اثمرت عن كشفين مدويين غير متوقعين ظهرا في فيديوين منفصلين على اليوتوب الاول للنائب يوسف الكلابي والثاني للكاتب المعروف ضياء الشكرجي. إذ كشف كل منهما عن اسرار حول كتابة الدستور. اعتمدنا في هذه المقالة على كشف الشكرجي بسبب المفاجأة الكبيرة التي تسبب بها حيث ان ثمة الكثير من الاسئلة التي تحتاج الى اجابات.
قبل الدخول في الموضوع نريد من السيستاني ان يعرف اننا بسبب كشف الشكرجي قد اصابنا ليس فقط الاحباط، بل والغضب والامتعاض الشديدين لدى سماعنا ما قام به ممثلكم في لجنة كتابة الدستور. اننا وحتى لحظة كتابة هذه المقالة نحاول السيطرة على غضبنا الشديد من هذا التصرف الاهوج الذي قام به والذي تكتمتم عنه وما زلتم. هذا التصرف الذي يشي بانكم كنتم قطعا تتصورون بان العراق واهله ليسوا إلا دمى او اشياء يمكنكم انتم واصحابكم من ممثلي جهة خارجية لها اطماع في بلدنا من التلاعب بهم كيفما تشتهون. نعلمك اننا مع كوننا ممتعضين بشدة من هذا العمل غير المسؤول فاننا ننتظر اليوم الذي نستطيع فيه الاحالة الى المحاكم كل من تدخل من غير حق بكتابة دستور بلدنا من الجهات الداخلية كالخارجية على السواء.
في الفيديو الثاني كشف او الاصح فضح ضياء الشكرجي احد المشاركين بكتابة الدستور في مقابلة على القناة العراقية بتاريخ 16 حزيران 2020 ، بانه في لجنة كتابة الدستور التي كان مقررا فيها كان احمد الصافي ممثل المرجعية يضغط عليه كي يدرج في التقارير والمحاضر ما لم يقر في اللجنة. ايضا ذكر بان الصافي مع همام حمودي رئيس اللجنة قد سربا الى جريدة الصباح صيغة للدستور غير متفق عليها مدعين بانها ما جرى الاتفاق عليها. ولم يقم الاعلام باستضافة هذين الشخصين للاستفسار منهما اكثر حول هذا الموضوع الذي يهم كل العراقيين.
بسببب غياب الاعلام الجاد في العراق سنقوم نحن بطرح الاسئلة على السيد السيستاني مما نتمنى منه الاجابة عليها..
1- نريد ان نعرف منكم إن كان من مهام اية مرجعية دينية المشاركة او التدخل بعمل قانوني مثل كتابة الدساتير ؟
2- من خولكم او دعاكم للمشاركة بكتابة الدستور وانتم لستم جهة قانونية خبيرة ؟
3- الا يرى السيستاني بهذا التدخل تجاوزا على حقوق العراقيين جميعا ؟
4- ممكن نعرف منكم عما خولتم ممثلكم القيام به في تلك اللجنة بالضبط ام انكم تعتبرون الامر من الاسرار ؟ إذ لم يكن يعرف عنكم وقتها ولا الآن اي توجه سياسي واضح.
5- ممثلكم احمد الصافي الذي كان يشارك بكتابة وثيقة تخص البلد باكمله لا مرجعيتكم وحدها وتحدد من بين عدة اشياء اخرى علاقة المواطنين بدولتهم، قد قام وحسب كشف الشكرجي بتصرفات غير لائقة برجل دين ولا برجل عادي كما كشفه الشكرجي. هل جرت هذه التصرفات بعلمكم او بتوجيه منكم ؟
6- سواء كانت هذه التصرفات بعلمكم او بتوجيه منكم سؤالنا هو هل ان من مهام المراجع الدينية خداع الناس لدى التدخل في كتابة دستور بلدهم وذلك من دون اعلامهم ولا اسئتذانهم فيه ؟ لماذا تكتمتم على كشف الشكرجي وما زلتم، ام ان لديكم اشياء اخرى تريدون إخفائها ؟
7- لماذا لم تقوموا باعلام العراقيين ببنود الدستور وهم الذين من بينهم الكثير من مريديكم ومقلديكم بدلا من مشاركة الآخرين في خداعهم، ام انكم تعتبرونهم غير مؤهلين لمعرفة ما يجري ؟
8- الا ترون ان مكانتكم قد تضررت من كشف الشكرجي بينما كان يمكنكم اصلاح الامر بتقديمكم توضيحا عن اسباب مشاركتكم في امر ليس من اختصاصكم مما يكون تدخلا في امور تخص الشعب العراقي حصرا ؟
9- ما كان موقف باقي المشاركين بكتابة الدستور عندما علموا بوجود ممثلكم بينهم للمشاركة بكتابته خصوصا وانكم غير مؤهلين لهذا العمل كما اسلفنا ؟
10- اليس من العيب الاستمرار بخداع العراقيين بشأن اهم وثيقة في بلدهم والابقاء عليه طي الكتمان حتى قيام احد من شارك بكتابتها بفضح الامر ؟
11- يتوضح للجميع من خلال كشف الشكرجي بانه كانت ثمة خلافات عميقة بينكم وبين بعض المشاركين الآخرين حول بعض الامور المتعلقة بالدستور. الهذه الاسباب قد بادر ممثلكم بعلمكم قطعا بالضغط لتغيير محتوى محاضر النقاشات الذي لا يكون إلا محاولة للتزوير ؟
12- صيغة الدستور غير المتفق عليها والتي كشف الشكرجي بان ممثلكم احمد الصافي مع همام حمودي رئيس اللجنة قد سرباها الى جريدة الصباح مدعين بانها ما جرى الاتفاق عليها، هي ما يكون ممثلكم مع الآخر ممثل المجلس الاسلامي الاعلى ربما في سابقة تعاون مع هذا الحزب الايراني التأسيس والولاء، والذي كان يقوده وقتها والد عمار الحكيم، مسؤولان عن محاولة تزوير واضحة لها. ويكونان ممن يتوجب احالتهما كليهما الى القضاء.
لقد كان على السيستاني التنبيه الى اهمية تصدر رجال القانون عملية كتابة الدستور. لكنه بدلا من هذا سكت مضللا العراقيين ثم استغل الامر ليتدخل هو ايضا اسوة بالباقين. إن محاولة التدخل للتأثير في كتابة الدستور بشكل مغاير لما تم الاتفاق عليه هو جريمة تزوير كما اسلفنا. فإن لم يكن السيستاني هو من خول ممثله التصرف بهذه الطريقة فكان عليه احالته للقضاء. وقطعا يعرف السيستاني ما تكون عقوبة الصمت عن الجرائم وعدم الابلاغ عنها والتستر على مرتكبيها. إذ انها تعتبر هنا شراكة فيها حيث حدد القانون عقوباتها ايضا. وطبعا فامر الصمت عن التزوير لن يطال فقط ممثل السيستاني او السيستاني نفسه، وإنما كل من شارك في كتابة الدستور وسكت عن التزوير حتى لو لم يساهم فيه.
نسأل قبل الانتهاء من المقالة إن كان سيتوجب علينا الاضطرار لتشريع قانون يمنع المرجعية واية جهة دينية مشابهة من التدخل بامور خارج حدود واجباتها او ربما وضعه كمادة من ضمن اي تعديل قادم للدستور ؟ فإن كنا لا نستطيع الثقة باي كان، فلابد من تحديد الامر بقانون او بمادة دستورية.
ننتظر الاجابة على هذه الاسئلة.