الانتقال الى مكتبة الفيديو

 
تساؤلات حول حقيقة علاقة تركيا بحزب العمال الكردستاني

   يجري الرئيس التركي رجب طيب اردوغان زيارة الى العراق اليوم الاثنين. وقد اوضح المتحدث باسم الحكومة بان للزيارة أهمية تنطلق من الملفات التي ستبحثها، والتي اعدت عبر لجان مشتركة منذ العام الماضي. وستشهد زيارة اردوغان التي هي الأولى منذ العام 2011 بحسب المتحدث باسم الحكومة تتويج الترتيبات بين بغداد وأنقرة بشأن ملفات المياه والزراعة داخل العراق، والاقتصاد والتبادل التجاري. وايضا الامني الذي يرتبط بحزب العمال الكردستاني والذي يعتبر هاجسا كبيرا للجانب التركي.

   نحن من جهتنا سنستغل هذه الزيارة لايراد بعض المعلومات وطرح الاسئلة حولها للزائر التركي بشكل تساؤلات. إذ اننا نؤمن باحقية العراقيين في معرفة ما يدور حولهم في بلدهم وخارجه لا سيما مع كم الاسرار فيه وبشأنه والتي لا يعلن منها في الاعلام إلا جزء صغير جدا. وهو ما يرقى الى عملية تجهيل ممنهجة للعراقيين في كل ما يتعلق ببلدهم وتاريخه سواء القريب او البعيد. لذلك اليكم هذه الحكاية.

   قبل سنوات ثمان اقام احد اعضاء مجلس النواب ندوة عامة في هولندا حيث كان اصلا في زيارة. خلال فقرة الاسئلة التي كانت تطرح عليه قام رجل من بين الحضور وروى حكاية حول الاكراد حيث كانت الاسئلة تدور حول نوابهم.

   تقول الحكاية انه في احد الايام عقب حرب العام 1991 والاحداث التي تلتها جاء احد الفلاحين الاكراد الى الراوي وقال له بان حصانه قد اكل من بعض الحشائش في مكان ما قرب حقله، وبعدها نام !! ففهم الرجل الذي كان ربما مسؤول ناحية او قرى ما كان يعنيه الفلاح، فراح مع آخرين يجمع الجريكانات (الجلكانات او اوعية حفظ الوقود) ليملأها بالبنزين ويضعها على سيارة حمل. بعدها انطلق بالسيارة نحو حقل الفلاح. ثم اكمل قائلا بانهم بعدما وصلوا الى نقطة ما، قاموا بوضع الجريكانات على ظهور البغال ليكملوا طريقهم بين الجبال. وبعد ربما ساعات من المشي قال انهم لدى وصولهم الى المكان كانت تنتظرهم مفاجأة هائلة. إذ وجدوا انفسهم امام حقل حشيشة كبير جدا يمتد على مساحة كبيرة جدا يعود الى حزب العمال الكردستاني التركي (او البككة). واوضح الراوي بان هذا الحقل الكبير والواسع كان يمتد بموازاة الحدود التركية على الاراضي العراقية فقط، دون ان يتجاوز الحدود الى الجهة الثانية والتي كانت خالية تماما من محصول المخدرات هذا!

   بعدها قال الراوي انهم قد انزلوا الجريكانات على الارض تمهيدا لاحراق الحقل.

   ثمة تساؤلات ستتوارد الى الذهن بشأن هذه الحكاية الغريبة هي كالتالي. لابد من التذكير بداية بان النظام السابق كان قد سمح للنظام التركي بموجب اتفاقية منذ الثمانينات بعبور الحدود والتوغل في الاراضي العراقية للقيام بعمليات ضد اكراد العراق. التساؤل الاول وبغض النظر عما اذا كان للنظام العراقي السابق علاقة بهذا الامر ام لا حيث ربما ستتوفر مناسبة اخرى للبحث فيه، هو كيف امكن للعماليين الذين لا نعلم متى قد بدأ العراق يستخدمهم كورقة ضغط واستنزاف ضد الاتراك وضد اكراده لاحقا، من زراعة حقل حشيشة بهذا الحجم دون ان تنتبه اليه السلطات التركية لتأتي وتزيله ؟ إذ انه من الواضح بان العماليين يتعاملون بهذا المحصول للتوافر على موارد تمويل تمردهم المسلح ضد الاتراك. يجرنا هذا السؤال الى آخر وهو هل ان السلطات التركية كانت تتساهل مع العماليين في هذا الامر لسبب ما ؟ وايضا لما كان العماليون يتمتعون بتساهل السلطات التركية معهم بهذا الشكل، لماذا اقتصروا في زراعتهم لهذا المحصول على الجهة العراقية فقط دون التركية ؟ فلو كان الامان متوفرا لهم بهذا الشكل العلني عند الجهة العراقية من الحدود فلابد ان يكون متوفرا ايضا على الجهة المقابلة سواءاً عند الحدود او ابعد منها. لكن، إن كان الامر هو غير هذا وإن الجهة التركية من الحدود لم تكن آمنة وان القوات التركية هي من كان يمسكها فهذا يعيدنا الى السؤال الاول حول سبب تقاعس السلطات التركية الماسكة بالحدود حسب هذا الافتراض من عبورها وازالة الحقل وتدميره. السؤال الاخير والذي يمكن ان يكون الاستنتاج لكل هذه الاسئلة هو ما حقيقة علاقة تركيا بحزب العمال الكردستاني وهل ان كل منهم يعادي فعلا الآخر ام ان هناك امورا اخرى لا يريد الاتراك البوح بها ويفضلون ادراجها ضمن الاسرار ؟

   في الختام نقول إن لنا الحق كعراقيين وكدولة جوار من معرفة ما الذي يدور حولنا وعن حقيقة العلاقات بين الدول وشعوبها. فعندما نسمع في الاخبار ونرى احداثا تتكرر على نفس النسق يوما بعد يوم وعلى مدى سنوات مما يكوّن لدينا فكرة معينة، ثم نأتي لنتفاجأ باحداثا واخبارا مختلفة مما يتكتم عليها اولياء الشأن فسيكون لنا الحق في الشك بكل ما يحدث وبطرح الاسئلة خصوصا واننا جميعا كعراقيين نعارض وبشدة كل تدخل في بلدنا وباي شكل من الاشكال.

ننتظر اجابة الزائر التركي على تساؤلاتنا هذه.

  كتب بتأريخ :  الأربعاء 24-04-2024     عدد القراء :  1227       عدد التعليقات : 0