الانتقال الى مكتبة الفيديو

 
ايهما اجدى مصاف نفطية كبيرة ام صغيرة ؟

   اعلانات مستمرة منذ اكثر من عقدين من السنين بان العراق سيحقق الاكتفاء الذاتي من المنتجات النفطية وسترتفع الطاقة التكريرية للمصافي الى كميات غير مسبوقة , وسيتم تطويرها والارتقاء بها الى مصاف الشركات العالمية , وتطرح ارقام بما يمكن تكريره بألاف البراميل والزيادات المنتظر الوصول اليها في الانتاج بكل مصفى وستفوق الحاجة وسنلجأ الى تصديره , وتوفير كلف الاستيراد واضافة ايرادات التصدير .

   اخر هذه الاعلانات جاء من مصافي الشمال الذي اكد ان هذه المصاف تشهد نهضة وتطورا كبيرا , ولكنها في المستقبل الذي لم يحدد له تاريخا ,لا دقيقا ولا تقريبيا , ترك عائما , وهي ليست المرة الاولى التي يعلن عن هذا التطوير الذي سيصل بالطاقة التكريرية الى نحو 600 الف برميل يوميا من مصافي الشمال .

   والملاحظ يغلب على ما تم الاعلان عنه انه رفع القدرة الانتاجية الى المصافي الصغيرة وهي في مقدور الامكانات الذاتية النهوض بها , وسبق بالفعل ان قامت المؤسسات الوطنية بالتطوير دون الاستعانة بالخبرات الاجنبية .

   هذه المنشآت الصغيرة التي تكرر من عشرة الاف الى ثلاثين الف برميل يوميا لا يعول عليها التطوير النوعي للمنتج النفطي وضرورة تحسينه وملائمته للاستهلاك والتخلص من الانتاج الرديء , ولا هي مجدية اقتصادية وغير قادرة على المنافسة مع المؤسسات الكبيرة العاملة في هذا المجال الذي يتجه العالم كله لأقامتها , والمنتجات يجب ان تكون من النوع المطلوب والمرغوب ليس على الصعيد التصدير الخارجي فقط , وانما للاستهلاك الداخلي الذي يعاني من رداءة نوعه واصاب المستهلكين بأضرار, والازمات الدورية في تزويد المستهلكين بما يحتاجون .

   المصافي الكبيرة تخفض كلفة المنتج وتحشد جمهرة واسعة من العمالة وتحسن الاستثمار الافضل للإمكانات والوسائل وعدم بعثرتها على منشآت صغيرة تزيد من الكلفة , ومستويات الانتاج العالية تحد من نشوب ازمات وندرة المنتوج وتوفر كميات ونوعيات تلبي الحاجة , وتتمكن من ادخال وحدات ليس بمقدور المصافي الصغيرة على ادخالها لأنها تتطلب توظيف رأسمال اكبر وتقنيات متطورة لا تتاح اليها ..

   ان التوظيف والاتجاه الى مجال قطاع التصفية الكبير و إضافة وحدات تكميلية مثل وحدات هدرجة وأزمرة وتحسين بنزين ووحدات الطاقة والخدمات الفنية ووحدات الضخ والخزن وتعاملات المياه الصناعية والوحدات والمصافي الاستثمارية سيضيف موارد هائلة للاقتصاد الوطني ويحسن من امكانياته ويوفر الجهد وغيره لإعطاء مردودات مهمة للبلد .

  كتب بتأريخ :  السبت 01-06-2024     عدد القراء :  690       عدد التعليقات : 0